من وصايا الرسول.. حق المسلم على أخيه
تاريخ النشر: 25/08/14 | 9:43قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبغ بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحتقره، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
وقال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة).
فقد آخى الله تعالى بين المؤمنين جميعاً، ولأن المؤمنين إخوة فإن على المسلم حقوقاً وواجبات لابد أن يؤديها لأخيه، وقد جعل الله عز وجل هذه الحقوق من الإيمان، لأنه لا إيمان بلا أخوة، ولا أخوة بلا إيمان.
وعلينا أن نتعلم هذه الحقوق والواجبات حتى نكون ممن يحبهم الله عز وجل، وممن يقومون بأداء ما افترضه الله عز وجل عليهم، وسوف نذكر هذه الآداب، مما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وفي غيره من الأحاديث.
ومن حقوق وواجبات المسلم على أخيه
السلام على المسلم: فيقول له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويصافحه، ويرد المسلم السلام على أخيه فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ومن آداب السلام، أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، والرجل يسلم على النساء، ونسلم على من عرفنا، ومن لم نعرف، ولا نبدأ الكلام قبل السلام، كما أننا نرد التحية بأحسن منها، فإذا تصافح المسلمان غفر الله لهما، والملائكة تتعجب ممن لا يسلم على أخيه المسلم.
أن يشمته إذا عطس: ومعنى التشميت أن يقول المسلم لأخيه إذا عطس: يرحمكم الله.
فالذي يعطس يقول أولاً: الحمد، فإذا قلنا له: يرحمك الله، قال: يغفر الله لي ولك، أو قال: يهديكم الله ويصلح بالكم.
وينبغي على من يعطس أن يضع يده على فمه، أو يضع منديلاً، أو ثوباً حتى لا يتناثر الرزاز من فمه، فيصيب من حوله، ويتسبب في الإحراج لنفسه، ولغيره.
عيادة المريض: ومعنى عيادة المريض هو زيارته إذا مرض، فإذا زاره فعل آداب الزيارة التي ذكرناها، ويخفف من الزيارة ثم يدعو لأخيه قائلاً: (اللهم رب الناس. أذهب البأس اشف وأنت الشافي. لا شفاء إلا شفاؤك. شفاء لا يغادر سقماً).
أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، فيحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه ويتمناه له، وهذا عكس الأنانية، فبعض الناس أناني لا يحب إلا نفسه فقط.
ألا يهجره أكثر من ثلاثة أيام: وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدابروا) وكونوا عباد الله إخواناً، وإذا تخاصم المسلم مع المسلم فلا يجب أن يطول الخصام أكثر من ثلاثة أيام فإذا تقابلاً سلم كل واحد على الآخر، وخيرهما من يبدأ الآخر بالسلام.
ألا يؤذي المسلم أخاه المسلم: وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) فلا يشتمه، أو يسبه، أو يضربه ويؤذيه، ولا يروعه – أي لا يخوفه – وهو ما يفعله كثير من الصغار من يخيفون أصحابهم ببعض الأقنعة التي يلبسونها، أو الحكايات المخيفة.
كما أن المسلم لا يسرق مال المسلم أو ما يملكه أخوه المسلم: من كتب أو لعب أو أي شيء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
أن يتواضع المسلم للمسلم: ولا يتكبر عليه، ويعطف على اليتيم، والفقير، والمسكين.
ألا يغتابه: أي لا يذكره بسوء وهو غائب.
أنا يناديه بأحب الأسماء إليه: ولا يناديه باسم يكرهه.
ألا يسخر من أخيه المسلم: فلا يقول: هو فقير، أو نحيف، أو رفيع، أو سمين.
وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب) ، والتنابز بالألقاب: يعني أن ينادي المسلم أخاه المسلم بالاسم الذي كرهه.
ألا يسبه أو يشتمه: فسباب المسلم معصية وخروج عن الإيمان.
ألا يحسد المسلم أخاه المسلم: وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تحاسدوا).
والحسد هو: أن يتمنى المسلم زوال نعمة أخيه، وهو من الشيطان، وقد اتفقنا أن يحب المسلم لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه.
لا يتجسس المسلم على المسلم: والتجسس محاولة معرفة أسراره، ويتصنت على بابه وهذه عادة سيئة جداً يقع فيها كثير من الفتيان والفتيات.
ألا يغش المسلم المسلم: وأن يؤدي إليه أمانته، ولا يخون عهده، وأن يوفي بوعده معه، إذا وعده بشيء. ولا يكذب عليه في شيء.
أن ينصر المسلم أخاه إذا كان مظلوماً ويدافع عنه، وإذا كان ظالماً لا يساعده في ظلمه، ولكن يذكره أنه ظالم.
أن يساعد المسلم أخاه: بالمال إذا طلب منه ذلك، أو يساعده في أموره إذا لم يقدر على أدائها بمفرده، فيساعد أصحاب الظروف الخاصة، مثل فاقد البصر، أو صاحب الإعاقة، أو الكبار من الرجال والنساء.
أن يعفو المسلم عن المسلم: إذا حدث بينهما شجار أو خصام، والله عز وجل يحب العافين عن الناس.
أن يوقر الصغير الكبير، ويرحم الكبير الصغير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا).
مشاركة المسلم في أفراحه، وأحزانه: ولا نظهر الشماتة بالمسلم، بل ندعو الله عز وجل أن يخفف عنه، ولو استطعنا مساعدته بالمال، أو بالجهد فنفعل.
أن نقدم النصح لمن يحتاج إليه: فإذا سألنا رجل عن الطريق دللناه عليه، وساعدناه أو طلب منا صديق لنا أن نشرح له درساً صعباً فعلنا ذلك، أو نعلمه شيئاً من القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تقديم الهدية للمسلم: لأن الهدية تدخل السرور على القلوب، وتزيل أي أثر للخصومة أو العداوة القديمة.