سند تنظم مؤتمر النساء الرابع عشر
تاريخ النشر: 25/08/14 | 21:23نظمت جمعية سند لصلاح الاسرة وبناء المجتع السبت مؤتمر النساء الرابع عشر تحت عنوان “حتى تبصري الاشارة”، والذي حضرته ما يربو على 600 امراة من مختلف الاجيال.
أفتتح المؤتمر الّذي تولّت عرافته وابدعت الأخت سميّة خطيب وبدأته بتحية الحضور وتعريفهن بجمعية سند وانها ” مسمّى أكبر من اسمه، جسم سرت فيه شحنات متدفقة من الحرص على المجتمع برمّته، نساء ورجالا، أطفالا، شبانا وشيبا، فدأبت عينا ساهرة ترقب الثغرات في البيئة من حولناـ وتجتهد جهدا مشكورا في سدّ المسدّ الذي ندر أن نجد حريصا على لأمِ صدعه كمثل “سند”..على رأس الجمعية كوكبة نيّرة من نساء رائدات في العمل المجتمعي والإصلاحي، عملن بكل مهنية، وإبداع وصبر منقطعي النظير فكنّ الشمس التي منحتنا إشعاعا ممتدا، آمالا خلاقة في المضي في سبل الإصلاح والصلاح الأسري”
وافتتح المؤتمر بتلاوة عطرة من الذّكر الحكيم تلتها سهير جبارين خشعت لها العيون.
ثم قدمت العريفة كلمة وفد ادارة الدعوة النسائية والذي حضر للمشاركة في المؤتمر تقديرا لجهود جمعية سند في النهوض بمجتمعنا العربي، وقد الفى الكلمة الشّيخ عبد الكريم حجاجرة المسؤول والمتابع في الحركة الإسلاميّة للدعوة النسائية، والّتي افتتحها بحمد الله والصّلاة على الرّسول وحيّا الحاضرات باسم وفد إدارة العمل النّسائيّ في الحركة الإسلاميّة الّذي ضمّ مسؤولة الدّعوة سوسن مصاروة ونائبتها حليمة تايه وأخريات، وبارك اللقاء وأثنى على أعمال جمعيّة سند داعيًا الله أن يكون هذا اللقاء لقاء مثمرًا للوصول إلى المرأة المسلمة كما يريدها الإسلام أن تكون وفي سبيل تحقيق الرّسالة الإسلاميّة واقعا ملموسا وحيّا الاخوات في الدعوة سواء الحاضرات او الغائبات. وأكّد أنّ طاقم الدّعوة النّسائيّة في الحركة الإسلاميّة يحمل طاقات وقدرات من العطاء والإخلاص للدّعوة والعمل في سبيل الله، فالحركة بهذا الكادر تتنقّل من نجاح إلى نجاح بعون الله. وذكر أنّ الحركة تهدف إلى تعريف الحاضرات بكادرها وقياداتها ومبناها. وعاد واختتم بمباركة اللقاء وشكر القائمات عليه والحاضرات.
ثم كانت كلمة مديرة الجمعيّة دانية حجازي الّتي ابتدأت كلمتها بالبسملة والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ حيّت الحاضرات واكدت ان الاسرة هي اللبنة الاساسية في المجتمع وهي القضية الهامة التي يعنى بها المجتمع الاسلامي فهي التي توفر الدفء النفسي والدعم الاجتماعي، وهي تحت تاثيرات قد تجعلها عاملا في تدمير افرادها بدل احتوائهم والحفاظ عليهم. كما حذرت من الاخطاء التربوية وتدمير مبنى الاسرة خاصة بفساد المراة التي ان لم تتبع التربية الاسلامية فانما تهدم هذا البنيان، فحالات الانحراف كثيرة وآخذه بالازدياد كما تنبهنا الدراسات المختلفة، الى جانب سوء التربية الاسرية التي بعدت كل البعد عن قيم ومبادئ الدين الإسلامي.
والمرأة هي ذاك الكيان القائم من المشاعر المتدفقة والاحساسيس المرهفة الجياشة.. انها الحبيبة والسكن والأم والأخت والابنة والحضن الدافئ والحنان المتدفق.. هي كل المعاني التي استحقتها في القرآن والسنة النبوية.
ووجهت عدة رسائل الى المراة كانت اولاها الى المراة كصاحبة رسالة كرمها الاسلام واوصى بها في الخير بان تبدع وتعمل وتتالق وتسير الى الامام نحو القمة، وكانت الرسالة الثانية الى الام والزوجة بانها مسؤولة عن ابنائها فلتكن عينها ساهرة على تربية ابنائها، ثم كانت رسالة الى الفتاة ان تتالق وتتعلم فنون الحياة وتتذكر ان الطريق ليست مفروشة بالزهور، وكانت الرسالة الرابعة الى المربية والمعلمة بان الطلاب امانة بين يديها لا بد ان تحفظها، واختتمت برسالة لا بد منها الى الام الفلسطينية وبالتحديد في غزة مؤكدة ان الام في غزة ” علمت العالم كيف تكون التنشئة الاجتماعية العاطفية والسياسية والاقتصادية في ظل الحصار، انشأت رجالا ونساء عز فخر للاسلام، ايتها الحرائر يا شقائق الرجال انتن حفرتن فينا وغرستن في نفوسنا معنى الصمود وقهر العدو وتخطي العقبات والسير قدما..
لك منا من هنا من ارض الرباط كل التحايا والتقدير ونسال الله لكم الثبات والصبر والنصر بإذن الله. ( يسالونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا.”
وبعد شكر مديرة الجمعية على كلمتها الطيبة قدمت العريفة المشاركات في الندوة المركزية للمؤتمر الاخصائية النفسية انعام ابو الهيجا بشير والداعية ليلى مواسي والاعلامية عائشة حجار، وقد ادارت الندوة الاخت دنيا ابو عقاب. وقد افتتحت الندوة بعرض فيديو قصير حول فتاة متزوجة تبدأ بالحديث الى زميلها في العمل حول مشاكلها الاسرية بشكل يبدو في ظاهره كلاما عاديا، وقد تلى العرض طرح اسئلة على المشاركات في الندوة بدأت بطرح سؤال حول استخدام الفتاة نور لوسائل الاتصال اجابت عنه عائشة حجار التي اكدت ان وسائل الاتصال الحديثة باتت جزءا من حياتنا الى درجة التعلق غير الطبيعي بها رغم اننا لم نكن بحاجتها عند ظهورها، فالحاجة والاختراع في ما يتعلق بالاتصال هما امران يصعب معرفة ايهما سبق الاخر، فوسائل الاتصال هي امر كان جزءا من حياتنا وستبقى دوما كذلك. واكدت ان التعلق بوسائل الاتصال بات شديدا الى درجة قد تترتب عليها نتائج هدامة اجتماعيا. كما ان وسائل الحياة اثرت على ادارة الحياة التي تتمثل بالحاجة للرد السريع واعطاء الوقت لهذه الاجهزة. وكان السؤال التالي للداعية ليلى مواسي حول الخطاب بين شخصيات الفيلم الذي كان في ظاهره محافظا، حيث اجابت بان الله عز وجل جعل احكامه كعقد او مسبحة اذا سقطت اول حباتها تبعها ما تبقى منها، فالحبة الاولى بيدنا ان نمنع وقوعها على عكس باقي الحبات، فحتى لو كانت المحادثة حيادية فالمراة تضمن الخطوة الاولى ولا تضمن الخطوة الثانية.
وحول الجانب النفسي الذي عرض في الفيديو والسيناريوهات المحتملة للشخصية الرئيسية عرضت انعام ابو الهيجا الحاجات الاساسية للمراة من الزواج وهي في الاساس احتياجات نفسية، وعرضت مراحل تطور العلاقة بين كل زوجين والتي قد تصل الى مرحلة الصراعات والنزاعات ما قد يهدم الحياة الزوجية اذا لم يتم احتواؤها بالتفكير الواقعي. وحذرت من ان الروتين في العلاقة الزوجية هو ضوء احمر لا بد من تداركه قبل الوصول الى مرحلة الياس من تحسن الوضع بين الزوجين ما يمكن ان يؤدي الى اقامة علاقة خارج اطار الزواج.
ثم عرض المقطع الثاني من الفيلم والذي يعرض تطور العلاقة بين “نور” وزميلها في العمل “احمد” لتصبح علاقة محرمة تنتهي بندم “نور” على الحال الذي وصلت اليه. وبالاعتماد على المشهد طرحت مديرة الورشة دنيا ابو عقاب سؤالها حول تاثير استخدام وسائل الاتصال على العلاقات الاسرية الذي اجابت عنه عائشة حجار باننا لا بد ان نفهم مصطلحي “الواقع الكاذب” و”العالم الافتراضي” الذان باتا يسيطران بقوة على مجتمعنا بعرض صورة كاذبة عن الحياة التي نعيشها تجعل الفرد يشعر بالنقص في حياته وعرض حياة اضافية في العالم الافتراضي كبديل للحياة غير المثالية التي يعيشها الفرد.
كما تم توجيه السؤال للعاملة الاجتماعية انعام حول تفسير وابعاد ابتداع شخصية مختلفة في العالم الافتراضي، حيث قالت ان اخطر ما يمكن مواجهته هو الشعور بالفراغ والملل الذي يجر استخدام العلاقات الافتراضية لسد الفراغ وكسر الملل، وحول تفسير تصرف “نور” خلال الفيلم قالت ان السلوك العدواني هو اشارة لازمة يجب ابصارها، فهي اشارة على تخبطها بين اهمال زوجها واهتمام زميلها في العمل، وحول السؤال ان كان هناك تفسير اخر عدا اهمال الزوج قالت ان التفسير قد يكون الحاجة للشعور بالامان الامر الذي قد تكون المراة مسؤولة عنه كخلق الاجواء النكدية في البيت، فيكون العلاج بمعرفة المشاعر خاصة الغضب وطرق التعامل معها. وقد ذكرت الداعية ليلى مواسي انه لا بد ايضا الى النظر الى الحالة التي نفرض فيها وجود البيئة المثلى فيكون الصراع بين رغبة المراة الفطرية لاجتذاب الرجل وبين حبها لله وخشيته، فالهدي النبوي علمنا كيف يكون احتواء الغضب وحل المشاكل الزوجية عبر تربيت الرسول صلى الله عليه وسلم على كتف زوجه والدعاء لها لاحتواء غضبها.
وحول سبب عدم لجوء “نور” لزوجها بل لزميلها في العمل قالت العاملة الاجتماعية انعام ابو الهيجا ان من المهم فهم طبيعة العلاقة بين الاثنين، وكيف بدأت هذه العلاقة التي يمثل فيها “احمد” البديل والملاذ العاطفي ل”نور”، ففي البداية لم يكن القصد تطور الامور لتكون علاقة خاطئة، وهنا ياتي هدف المؤتمر وهو ابصار الاشارة وما قبلها والحذر من المنزلقات قبل الوقوع فيها.
اما عن دور الاعلام في تطبيع العلاقة مع الجنس الاخر اجابت عائشة حجار بان الاعلام في العالم العربي بالذات يستهدف المراة المسلمة حتى تكون امراة ضعيفة محور حياتها يدور حول ارضاء غرائز بلا انتباه لدور المسلمة في بناء الامة وقوتها التي يحاول الاعلام محوها.
كما اضافت الداعية ليلى مواسي بانه لا بد من تعلم فن ادارة القلب، ففي القلب اربع حجرات يجب ان تكون احداها فقط للرجل وان تكون الباقية لخالق الرجل، فحب الرجل يجب ان يكون جزءا من حب الله وليس قسيما له.
وفي ختام الندوة طلبت مديرتها دنيا ابو عقاب من المشاركات اعطاء توصيات ختامية للحاضرات، بداية بالداعية ليلى مواسي التي اختارت ان تكون توصيتها الحديث الشريف:”
كما لخصت العاملة الاجتماعية انعام ابو الهيجا بشير توصياتها بنقاط هي:
* عند خروجك من البيت للعمل او التعليم ط كوني يقظه وحذره،اصغي لجميع حواسك، تاكدي ان الفرامل تعمل، حافضي على حدود واضحه مع زملائك في العمل،انتبهي لكل اشاره من حولك،وانتبهي واصغي لمشاعرك وافكارك، فاذا بصرت بالشاره الاولى استعملي الفرامل.
* اذا كنت في ازمه مع زوجك او اي ازمه نفسيه تانيه،توجهي للعنوان الصح حتى تصلي الهدف لا تسيري خلف الخيال والوعود ومن ثم خلف المشاعر، انك اذا سلكت خلف الاشاره الخاطئه سوف تضلين الطريق.
* حالة الحب والهيام تشبه حالة السكر والادمان، لا ترضي ان تكوني مدمنه حب وعواطف، اعلمي ان مدتها بضع شهور ستزول المشاعر وتبقين لوحدك تتخبطين بالحزن بعد ان خربت بيتك.
* لا تقولي لم تكن اشاره منذ البدايه لهذا اضعت الطريق. الاشاره موجوده ولكنك غفلت عنها بسبب انشغالك بالشخص الذي يقابلك.
وفي المحور الاعلامي طرحت عائشة حجار نصائح تلخصت في عدم استخدام وسائل الاعلام عند تاجج المشاعر سواء السعادة او الغضب او الحزن. كما اقترحت التريث وعدم التسرع في الرد على الرسائل التي تصل خاصة من زملاء العمل والتعليم، وختاما نصحت مستخدمات الفيسبوك باستغلال هذه الوسيلة لتقوية النفس وليس اضعافها.
وكانت الفقرة الاخيرة من المؤتمر تكريما من جمعية سند لكوكبة من الاخوات على مساهمتهن وعطائهن في الجمعية، حيث قامت مديرة الجمعية دانية حجازي بتقديم الزهور والدروع التكريمية لكل من الاخت هيام يونس المتطوعة في سند منذ عام ونصف، والعاملة الاجتماعية انعام ابو الهيجا بشير على جهودها لتقدم الجمعية وانجاح المؤتمر، كما كرمت الداعية ليلى مواسي التي ساهمت في التحضير للمؤتمر، وعائشة حجار عضو الجمعية.
وقدم الشكر والتقدير والتكريم للحاجة فتحية اغبارية احدى مؤسسي الجمعية والتي ما زالت الى اليوم متطوعة فيها، وقد قدمت الحاجة فتحية تحية اعزاز واكبار الى الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب ولكل الاخوات العاملات في حقل الدعوة، سائلة الله ان نخرج اقوياء من المحن التي تواجه المجتمع العربي.
واختتم المؤتمر بقيام العريفة سمية خطيب بشكر الحاضرات ودعاء ختم المسجد.
المؤتمر كان جدا رائع وناجح ونشكر القائمين بهذه الاعمال وحبذا لو كانت المشاركه من الفئتين رجال ونساء ليعلم الرجل ايضا كيفية التعامل وبدرك ما هيه النوانقص الموضوع طويل وشيق ويلزمه المتابعه من الطرفين