العريس الشهيد ..قضى نحبه ليلة زفافه
تاريخ النشر: 22/04/12 | 14:01بين الموت اغتيالا، او احتراقا، او اختناقا، تتوزع الام الغزيين الذين يعيشون حصارا يكاد يكون مقيما منذ نحو ستة اعوام ذاقوا خلاله الامرين. من بين الذي قضوا اطفال، وشباب ،ونساء، وكهول، لم يحصد الياس من عزيمتهم . بعد ان عقدوا العزم على الحياة رغم شظف العيش وضيق ذات اليد. وآخر الضحايا شابٌ في ربيع العمر قضى اختناقا قبل ساعات من اتمام فرحه بينما كانت عروسه تنتظر لحظة وصوله قبل ان يبلغها الخبر المفجع بغياب رفيق العمر .
“أيمن عبد الكريم سمور” (20 عاماً) بكامل شبابه وفرحه قضى اختناقا خلال دقائق معدودة اثر استنشاقه لعادم المولد الكهربائي الذي كان يحاول تشغيله لاضاءه مصابيح الفرح بزفافه بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع في تلك الليلة الطويلة.مشهد تقشعر له الأبدان عاشه اهالي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة حين تحول الفرح الى ترح ، خلال لحظات اصيب بعدها الوالدان بالاغماء ونقلت العروس الى المشفى في حالة انهيار.
يقول محمد الشقيق الاصغر للفقيد، “لقد أنهى ايمن وهو شقيقي الاكبر دراسته مبكراً قبل إتمام الثانوية العامة، ليساعد والدي في إعالة اسرتنا، وعمل في محل لتصليح الغسالات، وبعد أشهر طويلة من العمل اختار له والدي إحدى فتيات العائلة عروساً له وقد تقدم لخطبتها في نهاية عام 2011”.
وتشير الإحصائيات الرسمية التي حصلت عليها من وزارة الصحة بغزة أن 8 مواطنين قد لقوا حتفهم منذ بداية العام الحالي بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي، من بينهم خمسة أطفال، اثنان منهم مرضى انقطع التيار الكهربائي عن الأجهزة التي وضعت لمعالجتهما بشكل مفاجئ ولا تتجاوز أعمارهم الستة أعوام، فيما قضى ثلاثة آخرون حرقاً في إحدى غرف منزلهم بمدينة دير البلح وسط القطاع بعد أن نالت “شمعة” من فراشهم فأحرقت الغرفة وأحرقتهم.
في حين كان آخر ضحايا الأزمة، ثلاث وفيات أمس إحداها الشاب “أيمن سمور”، و آخران شقيقان هما “محمد ومحمود البورنو” في العشرينات من العمر، قضيا نتيجة صعقة كهربائية أصابتهما أثناء تركيبهم خط انترنت بجانب خط ضغط عالي.
هنا يبدو العريس الضحية مزهوا ومزدحما بالفرح والامل والامنيات .. هنا يظهر ايمن محمولا على أكتاف الرفاق والمحبين الذي جاؤوا ليشاركوه الفرحة رغم البؤس والعتمة والحصار والموت المقيم فوق عتبات منازل الغزيين.فجأة يأتي والد ايمن العريس محمولا هو الاخر على الاكتاف وفي لحظة يبدأ العناق وتتشابك الأيادي وتنهمر القبل مطبوعة على الوجنتين والجبين. يتكرر المشهد وايمن يكاد يطير من الفرح كعصفور أهتدى أخيرا الى عش الطمأنينة والسكينة والرضى.
كل هذا كان يحدث على وقع تلك الموسيقى التي تسمع في خلفية المشهد ، وهي موسيقى تحمل في طياتها لمن يصغي السمع مفارقة جارحة ومؤلمة، ذلك لان هذه الموسيقى هي لاغنية تحمل اسم “سيد الحبايب” للفنانة المصرية شادية ، صاحبة الصوت الجميل وفيها تقول :سيد الحبايب يا ضنايا انت , و كل أملي و منايا انت, يا أحلى غنوة, في دنيا حلوة.
وإن غبت عني … يا حتة مني, روحي تنادي لك , وبأنسى همي … ساعة ما أسمّي , عليك وأشيلك , لو يحرموني … من نور عيوني , مطرح ما تبقى أشوف و أجي لك , سيد الحبايب يا ضنايا انت.
كأنه الوداع الاخير جاء طافحا بالفرح والدمع معا .
محمود ابو عواد , غزة
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة لنا وللاجيال
القادمة..تعم بها الرفاهية والكرامة والامن والسلام..
على الجميع العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة الوقائية الناتجة عن الدخان وغيره
من المخاطر..
الله يرحمو ويجعل مثواه الجنه يا اخ جمال تعددت الاسباب والموت واحد اقل ما فيها قول الله يرحمو