النائب إبراهيم صرصور : ” اما لليل الجريمة من آخر ؟؟!! ”
تاريخ النشر: 25/08/14 | 19:12استنكر النائب إبراهيم صرصور جريمة القتل الجبانة التي استهدفت المربي المرحوم يوف حاج يحيى مدير ” كلية عمال ” في الطيبة ، معتبرا هذه الجريمة النكراء استمرارا لمسلسل العنف الذي ما زال يجتاح مجتمعنا العربي دونما رادع من قانون او قِيَمٍ او اعراف وتقاليد ، او وازع من دين وشرف ..
وقال : ” نِمْنَا ليلة أمس واستيقظنا صباح اليوم الاثنين 25.8.2014 على أخبار مذبحة جديدة من نوع خطير أصابت من مجتمعنا مقتلا ، ذهب ضحيتها مدير كلية مرموقة في مجتمعنا العربي ، كان في اجتماع مع هيئته التدريسية استعدادا لسنة تعليمية جديدة .. دخول مجرم واحد الى حرم الكلية ، وتجاوزه مسافة ليست بالقصيرة ليصل بكل أمان وقد غطى وجهه بلثام الى قاعة الاجتماع التي كان المرحوم يلتقي بمعلميه فيها ، ثم يطلق الرصاص ويتمكن من الفرار ، هو عار في جبين مجتمعنا لا يغفره الا قومةٌ واحدة تضع حدا لهذا الانهيار . من ينتظر الشرطة ان تقوم بدورها في حماية مجتمعنا من مُجْرِميه ، واهِمٌ ، واهِمٌ ، واهِمٌ . لذلك لا بد من عمل شيئ ، واهل مكة ادرى بشعابها . ” … …
وأضاف : ” يندهش الواحد منا مرة بعد مرة بسبب استفحال العنف والجريمة ، وازدياده بشكل جعل الحليم حيرانا … في كل يوم وبعد كل نشاط جماهيري يعالج قضية العنف وأثرها المدمر على المجتمع ، يُمَنِّي الواحد منا نفسه بالأمل في أن يكون هذا النشاط أو ذاك بداية العد التنازلي لهذا المرض العضال الذي يوشك أن يفتك بالجميع ، وأن يحرق الأخضر واليابس ، وأن يُحِيلَ كل قطعة خضراء جميلة في حياتنا إلى صحراء قاحلة وإلى قطعةٍ جرداء لا حياة فيها . لكن الواقع يأتي ليصدمنا بمعطياته المذهلة وإحصائياته الصاعقة … لا يكاد يمر أسبوع إلا وتمتلئ الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية بأحداث العنف ، والتي وصلت حد القتل والاغتيال للأبرياء في وضح النهار ، ولأسباب أقل ما يمكن أن يُقال فيها أنها أتفه من تافهة ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون سببا في إراقة الدماء الزكية وإزهاق الأرواح البريئة ، مع ما يترتب عليها من ارتباك خطير للبنى الاجتماعية التي تعاني ابتداء من شبه انهيار في كثير من المجالات .” …
وأشار إلى انه : ” من المستهجن جدا أن يقبل قِطاعٌ من أبنائنا أن يكونوا النار التي تحرقنا وتهدنا من الداخل ، بينما نار السياسة العنصرية الإسرائيلية تحرقنا من الخارج ، وتكاد تقضي على البقية الباقية من عوامل التماسك في جسدنا الاجتماعي ، وقوة الصمود في وجه تحدياتها ومخاطرها … قد تقوى جماهيرنا على النهوض في وجه العنصرية حتى لو ملكت كل أسباب القوة الهمجية ، إن هي حافظت على متانتها وصلابتها الذاتية ، لكنها أبدا لن تصمد إن هي أكلتها الصراعات الداخلية ، وفتكت بخلاياها الحية سمومٌ زعافٌ تنتجها مصانع الانتحار الذاتي وبأيدي أبنائنا وفلذات أكبادنا . المتتبع لردود الفعل لدى الأغلبية الصامتة في مجتمعنا حيال العنف وأخباره وبالذات عمليات القتل التي تجاوزت كل حد ، وآخرها اغتيال المربي المرحوم يوسف حاج يحيى بدم بارد على مرأى ومسمع من العشرات من المعلمين والسدنة والموظفين ، والتي استفزت كمثيلاتها السابقة مشاعر كل شريف ، سيلمس مدى الاستياء العارم والغضب الجارف الذي يجتاح هذه الغالبية المسالمة ، ولكن هذا المشاعر ترفض أن تتجاوز النفوس إلى الميدان ، أو أن تتحول من موجات عاطفية طاهرة إلى خطط ميدانية وبرامج عمل تشكل إعلانا رسميا لحرب حقيقة على إرهاب العنف والجريمة التي تكاد تصل إلى كل بيت .” …
واكد النائب صرصور على أن : ” هذا هو التحدي الكبير … لن تنفعنا منذ الآن كل بيانات التنديد والاستنكار ، ولا المؤتمرات الأكاديمية لبحث الظاهرة وتحليلها ، على أهمية كل ذلك وضرورته …. نعتقد أننا تجاوزنا بسنين مرحلة التشخيص ، ومن العدل مع أنفسنا ومع مجتمعنا ألا نبقى رهائن هذه المرحلة على أهميتها ، وأن ننتقل وبالسرعة الممكنة إلى مرحلة التنفيذ لأنها الوحيدة الكفيلة – بإذن الله – بوقف التدهور الرهيب الذي تشهده مجتمعاتنا كهدف أول ، ثم تجفيف هذا المستنقع بكل ما أوتينا من قوة … القوة بكل أشكالها ومعانيها ، فإنه – كما هو معروف – لا يفل الحديد إلا الحديد ، وعلى الباغي تدور الدوائر .” …