“الأقصى” تصدر كتاب “البناء الأموي في المسجد الأقصى”
تاريخ النشر: 27/08/14 | 8:11أصدرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” هذا الأسبوع كتاب “البناء الأموي في المسجد الأقصى” من تأليف المختص والباحث في العلوم الأثرية الأستاذ عبد الرازق متاني- مدير وحدة الآثار في المؤسسة- ، وجاء الكتاب على 126 صفحة بالقطع الكبير ، وبطباعة ملوّنة تحت عنوان “دراسات أثرية”، يحتوي على كثير من الصور والرسومات والمخططات، والكتاب بجوهره ومحتواه يفنّد ادعاءات الاحتلال الاسرائيلي حول المسجد الأقصى وخاصة ما يتعلق بملف الحفريات، وتعزم المؤسسة توزيع الكتاب على المختصين ومراكز الدراسات والأبحاث والجامعات والمكاتب العامة، محلياً وعالمياً ، وتخطط لترجمته لعدة لغات منها اللغة الإنجليزية والفرنسية والتركية، فيما تضع في هذه الأيام محاور لتحويل الكتاب الى فيلم وثائقي .
يقع الكتاب في أربعة فصول، يسبقها فصل تقديمي وينتهي بفصل ختامي ، يستهل الكتاب بتمهيد كتبه الأستاذ صالح لطفي – مدير مركز الدراسات المعاصرة-، أما الفصل التقديمي فيحوي محورين : مدخل الى دراسة علم الآثار الاسرائيلي، الأبحاث الأثرية في مدينة القدس ومحيطها، الفصل الأول من الكتاب فبعنوان : القدس في علم الآثار الاسرائيلية، ويفصّل في محور حول الرواية التوراتية تتجلى بأبهى حلتها في “مدينة داوود”، والذي يتحدث عن جهود ومساعي الأثريين الإسرائيليين لتزييف الآثار وتشويه التاريخ ، اما الفصل الثاني فخصص لمحور القدس عربية امتدادها إسلامي، فصلت على أربع محاور، بناء المسجد الأقصى في الفترة الاسلامية ، تغييب الآثار الاسلامية في القدس ومحيط الأقصى، مشاريع تهويد منطقة القصور الأموية، حارة المغاربة، المثال الفاضح لطمس وتغييب الآثار الاسلامية، أما الفصل الثالث فبعنوان وصف المسجد الأقصى في الفترة الراشدية وبداية الفترة الأموية، أما الفصل الرابع فبعنوان : ما هو تاريخ جدران المسجد الأقصى؟وهو الفصل الذي يفند بشكل عميق ادعاءات الاحتلال الاسرائيلي حول المسجد الاقصى والموجودات الأثرية، الفصل الخاتم ، عبارة عن كلمة تلخيصية، بالاضافة الى قائمة المصادر، وأربعة ملاحق .
يقول الاستاذ صالح لطفي في تقديمه للكتاب:” في الآونة الأخيرة اشتد النكير من قبل المؤسسة الاسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى وبتنا على مرمى حجر من تنفيذ المؤسسة الاسرائيلية لسياساتها ومطامعها في المسجد الأقصى المبارك، وهذا الكتاب لبنة أخرى تضاف الى منظوماتنا الفكرية في تصنيع الساحة الفكرية للمسلمين ، بعد أن ران عليهم ما ران من التشويه المتعمد، وبذلك يكون هذا الكتاب مدماكا آخر في إذكاء روح التعلق ببيت المقدس، وهذا يتطلب إعادة بناء مداميك الفهم العقدي والشرعي والتاريخي لبيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، وهذه الدراسة تقع في ثنائية الوعي والوعي المضاد، ففي هذا البحث مناقشات علمية صارمة للرواية الإسرائيلية، يهزها الباحث هزا، ويجعل بعضها قاعاً صفصفاً، إذ يتطرق الباحث الى علم الآثار “الاسرائيلي” فيناقشه من خلال أدواته لا من خلال أدوات غيره، ما يكسب النقاش قوة شكلت مدخلاً لمباحثه المختلفة، التي أكدت الهوية الاسلامية لهذا البيت المقدس، فبصمات الفترة الأموية ما زالت شاخصة، في المسجد الأقصى وفشلت محاولات “تزييف” التاريخ التي مارسها الأثريون الاسرائيليون تحت مختلف المسميات العلمية وغير العلمية .
يقول مؤلف الكتاب الاستاذ عبد الرازق متاني في كلمته التلخيصية للكتاب :” عظمة البناء الذي أنشأه الأمويون في القدس لا تختصر على بناء قبة الصخرة والجامع القبلي وما حواه هذان البناءان العظيمان من جمال وعظمة جعلهما وبحق إحدى أهم حواضر العالم الاسلامي ، بل تجلّت هذه العظمة أساساً في إقامة التسويات التي حملت هذا البناء الظاهر ، وما زالت صامدة حتى يومنا هذا”، ويتابع :” في المقابل حاول علماء الآثار التوراتيين والصهاينة تحقيق الرواية الصهيونية وفرضها على أرض الواقع، الأمر الذي تسنى لهم من خلال نفوذهم وسلطتهم المطلقة على القدس والمسجد الأقصى”، وختم :” حاول الصهاينة تطبيق الصورة المرسومة في أفكارهم على أرض الواقع، لجعلها حقيقة قائمة، ولم يألُ جهداً في سبيل تحقيق هذه الرواية، حيث زيفوا التاريخ ونسبوه الى غير أهله، بل وحاولوا مسح الآثار الاسلامية وتغييبها بكافة الوسائل والسبل، راسمين واقعاً جديداً أسفل ومحيط المسجد الاقصى المبارك يتماشى مع الرواية التي يزعمون ، فلا ضير في ذلك-عندهم- ما دامت القوة هي التي تتكلم! وما دام القوي هو من يمسح الشواهد وصنع التاريخ!! إلاّ أن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها الى الأبد كما أن أشعة الشمس لا يمكن إخفاؤها بغربال.. ولا بد لليل أن ينجلي”.
من جهته قال المحامي محمد صبحي – رئيس “مؤسسة الأقصى”:” نشكر الأخ الباحث عبد الرازق متاني لما أخرجه من ثمار طيبة على مجهوده في تبيان وإجلاء الحقيقة من خلال المعلومات القيمة التي ذكرها في كتابه والتي قد دمغت بدلائل موثوقة وحقيقية دون تزييف، خاصة وان باحثي الآثار الإسرائيليين قد تمادوا في ادعاءاتهم حول الأثريات تحت المسجد الأقصى، فقد بين الكاتب في كتابه أصل الأسقف والجدران ومرجعية بناء المسجد الأقصى على يد الأمويين ، وهكذا فلا محل ولا أصل لما يجري من حفريات تحت المسجد الأقصى، لأن وجود الأثريات هي كذبة قد ألفها الاحتلال وخبراء الآثار من جهته وقاموا بتصديقها، فمن يقرأ ويتمعن بهذا الكتاب يجد الحقيقة التي يجب على كل مسلم عاقل منا تدبرها وفهمها ونشرها بقدر الإمكان، ليتجلى للعالم أجمع فهم حقيقة أقاويل وادعاءات الاحتلال وأذرعه، ومعرفة ايجاد الجواب الصافي لمناقشتهم من خلال التمعن بتاريخ بناء المسجد الأقصى ليتسنى للعالم معرفة ان ليس لليهود ذرة تراب واحدة في هذا المسجد المبارك”.
يُذكر أن الكتاب من تأليف الاستاذ عبد الرازق متاني، تحرير وإصدار “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” ، تصميم وإخراج أحمد محمد جبارين ، الرسم في الغلاف آمال فاروق منصور.