عندما تصبح الزوجة في نظر زوجها "غوانتانامو"
تاريخ النشر: 24/04/12 | 10:29نشر خبر خلال هذه الأيام عن سيدة سعودية طلبت الطلاق من زوجها لأنه قام بتسجيل اسمها في الموبايل الخاص به ب”غوانتانامو”..و ذلك حينما نسي جهازه صدفة في البيت و لما همت بالاتصال به فوجئت أنه يرن في البيت تحت اسم “غوانتاناااااااامو”و قد أثر الأمر كثيرا في الزوجة الى حد أنها طلبت الطلاق أو تعويضا ماديا لما سببه لها زوجها من جرح للمشاعر و أنها في نظره أصبحت امرأة لا تطاق….في حين استدرك الزوج الأمر بدعوى أنه يسجل الجميع بصفات مختلفة حفاظا على خصوصياته…و السؤال الذي يطرح نفسه هنا..ما السبب الذي يدفع بزوج لأن يصف عشيرته و أم أبناءه بوصف أقل ما نقول عنه أنه وصفا “شنيعا”..فمعنى “غوانتانامو” هو الجبروت و التسلط و ربما “البشاعة” أيضا و فيه معنى السجن الأبدي و العذاب الشديد الى جانب “الشقاء” فكيف تصبح الزوجة في عالمنا العربي عنوان شقاء زوجها…فهل يعود ذلك لعيب في المرأة العربية..أم هو عيب متغلغل في طباع الرجل بأنه بعد سنوات من الاقتران بها ينفرها و تصبح بالنسبة اليه سجنا مع الشغل و النفاذ…و اذا استمعنا الى قصص كل منهما ستجد لكل عذره..فقد تتهمه هي باهماله اياها و ابتعاده عنها و انشغاله بعمله و عودته الى البيت متأخرا مطالبا بطنه بما يسد جوع يوم طويل من التعب و الارهاق..ثم يلتفت الى التلفزيون متنقلا من قناة الى أخرى غير عابىء بها ..وهي التي تشقى بين حاجيات و طلبات الأبناء و بين تدريسهم و تنظيف البيت و طبخ طعام الغد و كي الثياب و طي الاخرون و نشر البعض..و ترتيب الغرف ثم في نهاية المطاف تنهار متهالكة لكي يطالبها فيما بعد بحقوقه الزوجية..حينها قد يجن جنون بعض النسوة و يتعللن بالتعب و الارهاق و تمضي أيامهن دون أن تنتبه كل واحدة منهن أنها تضيع أجمل لحظات عشقها و حبها..و تنشأ الخلافات و يعلو صوت المرأة و يصفر وجهها و تتغير ملامحها..و تتسلط عيناها و تتقلص شفتاها و تصبح فعلا ” غوانتانامو”
في المقابل تجد الرجل يعيب على زوجته عدم اعتناءها بمظهرها..اهمالها لشعرها لرائحتها..لضحكتها..لدعاباتها..لحنانها..لأساورها
و يكتشف مع الوقت أنها أصبحت مملة..و أنها أهملت اعتناءها به و اهتمامها بذاتها..ثم ان المرأة العربية في غالب الأحيان -ان لم نقل دائما- تنسى ذاتها تجاه متطلبات بناتها و أبناءها فتجدها تحرم نفسها من ارتداء فستان جميل لتقتني فستانا أو بنطلونا لابنتها أو حذاء رياضيا لابنها..أو أن تحرم نفسها من وضع “المايك اب” لتوفر لابنتها المراهقة ثمن “جينز” عالي الجودة..طبعا الأبناء زينة الحياة الدنيا و هم زهور ربيع الأم لا ننكر هذا..و لكن على الأم- المرأة أن لا تنس ذاتها و لا تنس أنها “امرأة- أنثى” فهي امرأة-نعم- في داخلها امرأة أخرى تناديها أين عطري..أين فستاني..أين قلاداتي..في داخلها بنت مراهقة تناديها أين جينزي و أين روايات عشقي..أين أنت يا مراتي..فمراتك أنت سيدتي ..أناقتك في عملك..في بيتك..بين أفراد عائلتك..بين أحضان زوجك..بين ثنايا عطرك ..بين شراشفك..وسريرك..
أيتها المرأة عيشي “يوقا الأنا- الأنثى” كل يوم مع ذاتك..امنحيها 10 دقائق من التركيز “الذات-أناني”..حتما ستعرفين كنه حقيقتها و جمال كينونتها..فلا تحرميها حقها في لطافة الملبس و لا من دغدغات عبير العطر..و لا من ضحكة عالية ولا من ابتسامة هادئة..قفي أمام زوجك “تاج محل” أو “فينيسيا”..كوني “بحيرة تجيني” و بثيه عشقك الأبدي…كوني ليلة من ليالي “مينا هاوس” بين جداول من عبق ريح الياسمين…حينها سيدتي سيسكنك “فصر فارساي” أو “القصر الحمراء”..فلا يجرؤ على أن يدعوك “غوانتانامو”…فهلا حررت نفسك من هذه الأراضي الغوانتانامية الاحتلالية.