الداعية مع ضريبة القيمة المضافة ..
تاريخ النشر: 25/04/12 | 8:30هناك ضريبة يدفعها كل إنسان على قدر من العلم يخفض من مستواه ليتعامل مع القاعدة الشعبية من العوام حتى يكون قريب منهم فيحسبه البعض انه مثلهم .. وهو ليس مثلهم في العلم والمعرفة والقدر ، واهم من ذلك التواضع ، لأن الله سبحانه وتعالى قال : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ..
من هذه الضريبة ما يؤلم وبشكل كبير ، حين تسمع أناسا يتهمونك بالغرور والكِبر ، والجهل ، والنفاق ، و و و و الكثير من التهم ..
الله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { واخفض جناحك للمؤمنين } .. على الأقل كان المؤمنون السابقون عندهم نوع من الاحترام والتقدير لبعضهم البعض فضلا عن تقدير النبي صلى الله عليه وسلم ..
نحن لسنا انبياء ولا صحابة ، ولكننا لم نتعلم العلم الشرعي لننطوي على أنفسنا ، وكل ٌ يصيبُ ويُخطيء ..
تجارب الحياة تعلم الداعية أنه حينما يخفض جناحه للمؤمنين وينزل من ذلك البرج العاجي الذي يعتليه البعض ، سيتعرض لهذه الضريبة ، وسيدفعها لا محالة ، إما من جهل الناس أو من مكرهم ، فإن كان من جهلهم فيسيتسع الصدر لتعليمهم وأما إن كان من مكرهم فسيتسع الصدر للدعاء وتوكيل الأمر للمولى سبحانه وتعالى .. { ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين } ..
ثق تماما أخي الداعية وخصوصا أنت يا من تعلمت العلم الشرعي ومفاتيحه بأنك على بصيرة وعلى هدى فيما تفعله ، ولتصب ولتخطيء فإن الحياة الدعوية لم تكن مثالية أبدا ، إنما نُسدّدُ ونُقاربُ وما أنت إلا وسيلة هيّأها المولى عز وجل لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور . فقد قال ربعي بن عامر: لقد ابتعثنا الله تعالى لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .. ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. أما مسألة الأدب مع العلماء فهذه نرى فيها تسخيرا قدريا إلهيا ، وهو كيفما تعامل تعامل ، بمعنى انك إن قدّرت وأحترمت العلماء وبجّلتهم لعلمهم لا لشخصهم فإن الله سبحانه سيهيء لك من يحترمك ويقدرك ويبجلك لعلمك لا لأي أمر آخر .. وذلك قياسا على الآية الكريمة : { .. إنّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الذين آمنوا } . . فأنت عندما تصدق مع الله عز وجل في القول والعمل في السر والعلن ، فإن الله سبحانه بحكمته ورحمته وفضله سيبعث لك من يدافع عنك في أشد الظروف حُلكة عليك .
هذا وبالله التوفيق والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بقلم الشيخ حامد ذيابات “أبو الوليد”