“مدى الكرمل” يحتفي بالفائزين بجائزة الامتياز الأكاديمي
تاريخ النشر: 26/04/12 | 0:55عقد “مدى الكرمل” المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، لقاءً أكاديميًّا وزعت فيه “جائزة مدى للامتياز الأكاديمي” على ثلاثة من الباحثين الذين فازوا بها وهم: حنين كرواني – طالبة في المسار المباشر للقب الثالث في علم الدماغ واضطرابات التواصل في جامعة حيفا؛ وعلي مواسي – طالب لقب ثانٍ يكتب رسالة الماجستير في الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب؛ ونسرين مزاوي – طالبة لقب ثانٍ في علم الإنسان في جامعة حيفا.
صندوق لدعم الإنجاز الأكاديمي الفلسطيني
وكان مدى الكرمل قد أعلن منذ بضعة شهور عن إطلاقه للجائزة تشجيعا للإنجاز الأكاديمي الفلسطيني، وهي تأتي من صندوق خاص أنشأه المركز لدعم الإنجاز الأكاديمي، كان حجر الأساس فيه التبرع السخيّ الذي قدمته بروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان، إثر فوزها بجائزة “صندوق بيتر وباتريسا غروبر”، تقديرًا لإنجازاتها في مجال حقوق المرأة في العام 2008.
ويهدف الصندوق إلى دعم التفوق الأكاديمي للطالبات والطلاب الفلسطينيين في مراحل الدراسات العليا، وهو يشمل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.
وقد قام المركز بتشكيل لجنة أكاديميّة لدراسة الطلبات الكثيرة التي تقدمت، واختيار الفائزين بحسب معايير أكاديمية، وتكوّنت اللجنة الأكاديميّة من: بروفيسور محمد حاج يحيى، وبروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان، وبروفيسور ميخائيل كرينّي.
محاضرة لبروفيسور ميخائيل كريني حول الدين والدولة
بدأ اللقاء بمحاضرة للمحاضر في كليّة الحقوق في الجامعة العبرية، بروفيسور ميخائيل كرينّي، بعنوان: “تشابك الدين مع الدولة من منظور الأقلية الفلسطينية في الداخل”.
تساءل كرينّي خلال مداخلته عن سبب حصر الأبحاث في موضوع الدين والدولة في العالم الأكاديمي الاسرائيلي، بأمور تتعلق بالتنافر ما بين الطابع اليهودي للدولة وما بين القيم الديمقراطية والليبرالية، في حين أن هنالك انعدامًا تامًّا للنقاش في نصوص أساسيّة تتعلق بالدين والدولة حول التنافر ما بين اختصاصات المحاكم الدينية الفلسطينية (الشرعيّة منها والكنسيّة) والقيم الليبراليّة والديمقراطيّة.
فمثلاً، قضية تعدّد الزوجات كتشريع ديني يسمح به من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى يتنافر مع قيم ديمقراطية ليبرالية تؤكد على حريّة الفرد، أو مثلاً عدم إمكانيّة الطلاق لدى بعض الطوائف المسيحيّة، تتناقض مع قيمة حريّة الفرد.
وقال كرينّي إنه من الممكن تدخّل الأحزاب العربية لملء الفراغ الذي تتركه الدولة في هذا المجال، عبر اقتراح قوانين تتعلق بقضايا الأحوال الشخصيّة.
بروفيسور محمد حاج يحيى: الإنجاز الأكاديمي والانخراط المجتمعيّ كانا المعيار
في الجزء الثاني من اللقاء، تحدّث بروفيسور محمد حاج يحيى باسم اللجنة الأكاديميّة للجائزة، فهنّأ الفائزين/ات بالجائزة وقدّمهم/ن تقديما مقتضبا، وقال:” لقد تقدّم للجائزة 19 طالبا وطالبة، ولم يكن الاختيار بينهم سهلاً، لأن جميعهم كانوا على مستوى عالٍ جدًّا من الإنجاز الأكاديمي والثقافي والعطاء المجتمعي.. لقد وضعنا نصب أعيننا إنجازاتهم الأكاديمية طبعا، ولكننا نظرنا أيضا إلى مدى عملهم الاجتماعيّ، وكانت تلك المقاييس لاختيار الفائزين بالجائزة”.
ثم تحدثت السيدة إيناس عودة-حاج، المديرة المشاركة في مدى الكرمل، فشكرت الحضور وشكرت اللجنة الأكاديميّة على عملها الدؤوب وهنّأت الفائزين وقالت: “أنتم أمل المستقبل بالنسبة لنا، ونحن فخورون بكم.. إن دعم الباحثين والباحثات الشباب هو جزء أساسي من رؤية مدى الكرمل ودوره، ولمدى الكرمل رصيد من دعم الباحثين الفلسطينيّين بدءا بمشروع نساء باحثات، الذي أقامه مدى قبل عدة سنوات لتدريب ودعم جيل جديد من الباحثات الفلسطينيّات، مرورًا بمؤتمر مدى لطلاب الدكتوراة الفلسطينيّين العام الماضي، وصولاً إلى هذه الجائزة من أجل احتضان الباحثين الفلسطينيّين الشباب.. وسنعمل على تجنيد المزيد من الأموال من أجل استمرار الدعم للباحثين الفلسطينيّين في كافة أماكن تواجدهم.”
كما تقدمت الحاج بالشكر لبروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان على التبرع السخيّ من أجل إقامة صندوق للجائزة، ثم دعت اللجنة لتسليم الجوائز للفائزين.
الفائزون: الجائزة تعني لنا الكثير
هذا وقد أثنى الفائزون الثلاثة على مبادرة مدى الكرمل لإنشاء صندوق الامتياز الأكاديمي، وشكروا المركز على احتضانه للأجيال الشابة من الباحثين الفلسطينييّن.
وقالت حنين كرواني: “رغم أني قد حصلت على جوائز أخرى، إلا أن التقدير من مركز أبحاث فلسطيني له طعم خاص، ويترك في نفسي أثرًا كبيرًا وشعورًا لا يوصف”.
أما علي مواسي فقال: “يقدّم مدى الكرمل نموذجًا خاصًّا للنشاط الأكاديمي والثقافي من خلال ندواته ومؤتمراته، والجائزة منه تعطيني دفعة إلى الأمام نحوى خدمة شعبي وقضيتي ومجتمعي”.
بدورها، شكرت نسرين مزاوي مدى الكرمل وقالت: “وجود مدى الكرمل كمركز أبحاث فلسطيني في الداخل مهم، لأنه يعطي إمكانية أخرى للعمل والإنجاز الأكاديمي خارج الأطر الأكاديمية الاسرائيلية”.