غزة أمام ابادة جماعية بطيئة

معظم الأسلحة المتطورة اليوم تحتوي على اليورانيوم المنضب والمعادن الثقيلة . ماهو معروف أنه يستعمل اليورانيوم المنضب في الوقت الحالي لتصنيع الذخائر التي لها القدرة على اختراق التحصينات. لقد أشارت كثير من التحقيقات والتقارير في السنوات الأخيرة أنه تم استخدام هذه الاسلحة من قبل الجيش الاسرائيلي ضد غزة وفي جنوب لبنان في أكثر من حرب. كلا من اليورانيوم المنضب والمعادن الثقيلة لديها القدرة على القتل دون تمييز.
أشارة الأبحاث مؤخرا الى الارتفاع الرهيب في الوفيات المرتبطة بالسرطان في غزة. وهناك نتائج لابحاث علمية منشورة في أكثر من موقع تشير الى أن هناك علاقة بين اليورانيوم المنضب وزيادة الاصابة بمرض السرطان . كما ان هناك نظريات تفسر علاقة اليورانيوم المنضب والاختلالات الوراثية الخطيرة.
عندما يتم ضرب هدفا في قذيفة تحتوي على اليورانيوم المنضب يؤدي الى انفجار شديد ويتأكسد اليورانيوم ليصبح شديد السمية وتخرج جسيمات دقيقة جدا نتيجة الانفجار تنتشر في الهواء وهذه الجزيئات مشعة وكونها صغيرة جدا يمكن استنشاقها وبلعها مع الهواء الجوي. ان هذه الجزيئات المشعة تحمل مع الهواء الى المناطق القريبة المحيطة بالانفجار وهذا يؤدي الى وصولها مباشرة الى السكان دون تمييز أو غير مباشرة عن طريق الغذاء والماء حيث تدخل الجزيئات المشعة في السلاسل الغذائية وتذوب في مياه الامطار لتصل التربه ومصادر المياه وتدخل السلاسل الغذائية التي توصلها بدورها الى الانسان. اذا وصلت هذه الذرات المشعة الى الرئتين والكليتين وأنسجة الجسم واستقرت بها ، فان اليورانيوم 238 والمنتجات من اضمحلاله (الثوريوم 234، البروتكتينيوم ونظائر اليورانيوم الأخرى) تؤدي الى إعطاء إشعاعات ألفا وبيتا وجاما التي تسبب موت الخلايا والطفرات الجينية المسببة للسرطان في الأفراد المعرضين وتشوهات وراثية في ذريتهم. يشير تقرير فني صادرة عن الجيش الأمريكي إلى أن “إذا اليورانيوم المنضب دخل الجسم، فان لديه امكانات التسبب في عواقب صحية خطيرة. المخاطر المرتبطة به كيميائية واشعاعية على حد سواء “.
يمكن للمرء أن يتصور التأثير المدمر على سكان غزة من الهجوم الاسرائيلي حيث كان عدد القتلى عالي جدا ولكن ما عامة الناس لا يتصورونه هو أن الوفيات المستمرة من زيادة معدل الإصابة بالسرطان نتيجة اليورانيوم المنضب سيستمر. وسوف يستمر تلوث الجهاز التناسلي بهذه الاشعاعات مما يؤدي الى نتائج كارثية في الأجيال القادمة.

الدكتور وليد خليلية
باحث في جامعة اسطنبول في مجال البيولوجيا الاشعاعية