ملاحظات سريعة حول كتابة فاروق مواسي القصصية
تاريخ النشر: 30/08/14 | 11:11رغم أن الكاتب فاروق مواسي معروف في الساحة الأدبية الفلسطينية شاعرا وليس قاصا، إلا أنه خاض تجربة كتابة القصة، وهي أول مجموعة قصصية كتبها الشاعر، هذه المجموعة من منشورات البيادر، القدس، 1985، حيث تمثل بعض القصص حالة فقدان الامل ـ الشخصي ـ عند الكاتب، فقد تحدث الكاتب في بعضها، بطريقة الفنتازيا القريبة من نهج زكريا تامر، كما هو الحال في قصتي “أمام المرآة” و “لماذا شطبوا اسمي” وهي التي تألق فيها، مقنعا القارئ بأهمية الخيال غير المنطقي في الأدب، لما يمنحه من مساحة لتفكير بحجم المعاناة التي يقصدها من وراء هذا الشكل.
وأحيانا قدم لنا الكاتب نماذج من القصص التي تسمى “قصيرة جدا” كما في قصة “حكاية”، وأحيانا استخدم الرمزي كما هو الحال في قصة “أين ولدي”، بينما تحدث في قصص أخرى بقصص واقعية مثل قصة “فشخ في الراس”.
تناول مواسي في قصة “وخرجت زرقاء اليمامة” التراث لدعم فكرة الترابط بين التراث والرمزية، وأيضا كتأكيد على خطورة أن يكون الأهل في معزل عن الأخذ بالحذر من الأعداء.
في المجمل تعد هذه القصص أنموذجا لمقدرة الشاعر على تناول أشكال وأنواع عديدة لكتابة القصة، فهو يستطيع أن يكون كاتبا رمزيا بنجاح ـ رغم استنفاد هذه المدرسة لقدرتها على إقناع المتلقي. كما يستطيع أن يكون كاتبا يوظف التراث بشكل يخدم قضيته، ويستطيع أن يكون كاتبا للفنتازيا وهي ـ باعتقادي ـ المحور الذي يقنع المتلقي، ويجعل الأديب يحلق في فضاء الإبداع أكثر.
بقلم: رائد الحواري