"اسبوعيات" و"شمقمقيات" اميل حبيبي..!
تاريخ النشر: 27/04/12 | 4:38اميل حبيبي ، الروائي والاديب والمثقف والسياسي والمناضل والصحافي هو من اهم الرموز الثقافية والادبية والاعلامية في الداخل الفلسطيني ، ومن ابرز فرسان القلم والكلمة الذين تركوا بصمات واضحة في فضاءات حركتنا الادبية والثقافية الفلسطينية ، وقدم للحضارة الانسانية العالمية وللثقافة الفلسطينية ابداعاً روائياً وقصصياً وادبياً راقياً واصيلاً ، ولعب دوراً مميزاً وهاماً في تعزيز هويتنا الثقافية والدفاع عن حقوق شعبنا القومية والوطنية والطبقية واليومية.
انه شخصية يسارية مثيرة وقامة ادبية وفكرية شاخصة في الابداع والفكر السياسي الفلسطيني ، ومبدع كبير ومميز ارتقى بالرواية الفلسطينية والعربية الى مصاف العالمية عبر اسلوب فريد وسحر مدهش آسر.
كان متعدد الاهتمامات والمواهب ، ومزيجاً من السياسي والحزبي والفكري والادبي والانساني والنضالي. آمن بالفكر الشيوعي واعتنقه اعتناقاً ايديولوجياً وفلسفياً ، وعاش حياة عريضة مفعمة بالعطاء الادبي والصحفي وترك وراءه نتاجاً قصصياً وروائياً ومعرفياً في مجالات وفنون الادب والقصة والرواية والسياسة.
التزم المرحوم اميل حبيبي بانسانيته وفلسطينيته حتى النخاع واحتفظ بحيفاه / يعاده/ سراياه طيلة عمره ودونها باسماء شوارعها واحيائها وازقتها وموقعها على جبل الكرمل، وفي عقل ووجدان القاصي والداني، فاحتضنته مثلما احتضنها .
عمل اميل حبيبي في الصحافة واشغل رئيس تحرير صحيفة “الاتحاد” الشيوعية / الفلسطينية العريقة ، واشتهر باسلوبه الساخر اللاذع ، وكان يكتب زاوية اسبوعية موقعة باسم “جهينه” تثقفت عليها اجيالنا الفلسطينية المتعاقبة ،ونضج وعيها واكتمل من خلالها . وعندما تحولت “الاتحاد” الى صحيفة يومية في الثمانينات من القرن العشرين الماضي انشأ زاوية ساخرة بعنوان “ابو الشمقمق” نسبة الى مروان بن محمد ابو الشمقمق ، احد الشعراء الصعاليك في العصر العباسي المولود في البصرةسنة 112هجري ، والمتوفي سنة 200هجري ، الذي كان همه الفقراء . ومن خلال هذه الزاوية عالج وطرح الكثير من الموضوعات الراهنة والقضايا التي تواجه جماهيرنا الفلسطينية باسلوب ساخر .
ان “اسبوعيات” و”شمقمقيات” اميل حبيبي ذات قيمة سياسية هامة وعظيمة، ولذلك هناك حاجة وضرورة الى جمعها واصدارها في كتاب ليكون بين ايدي الاجيال الصاعدة والناشئة ، وهذه المهمة تقع على عاتق ومسؤولية لجنة احياء تراث اميل حبيبي ، التي تشكلت غداة وفاته واعلنت بانها ستقوم بجمع ما خلفه الراحل من ارث ثقافي ، لكنها لم تقم بذلك ولم تف بما وعدت به.