أعْمالٌ في الطّريق "إشارَةُ مرور"
تاريخ النشر: 29/04/12 | 4:00هاكَ عَمّي مُصطفى
عاملٌ قَدْ جاوَزَ الستّين
مارِدُ الصّلصالِ والأنين
في إشارَةِ المُرورِ أودعوه
مِعْزَقاً رثّاً حقيراً حمّلوه
نَزَعوا عن رأسِه الكوفيّةَ,العِقال
سلبوه الأرْضَ والحصادَ والحلال
صَلَبوه..
صَقَلوهْ..
أطّروهْ..
وعَدوهُ أنَّ الفَقْرَ ولّى لا مَحالْ
وعظوهُ قائلينْ
“إصْبِِرْ فإنَّ الله مَعَ الصّابرينْ”
في صَفْعَةِ الصّقيعِ ,
في لهيبِ الخماسين
في الشّارع المَجنون
والشّاحناتُ تهزُّ فيهِ كرامةَ المُسِنّ
وَنَظْرَةُ المُشاةِ في الطّريقِ لا تَحِنّ
لإشارةٍ يَقْتُلُها الرّوتين
ومَرَّت الأيّامُ والشّهورُ والسّنون
ومُصْطَفى ووجههُ المعشوشبُ الحزين
مِعْزَقهُ ,ساعدُه المتين
جُلموداً من الصخرِ لا يلين
حتّى إذا تحطّمتْ مقامِعُ الأجير
مُتمْعِّناً بِمعزقِ الهوان
..ومُقْلتيْهِ جَمْرَةَ السّعير
غضَباً وعنفوان
..في وَجْههِ العبوس القمطَرير..
فنافَثاً من صدْرِهِ لهيبَ البراكين
حطّمَهُ على فولاذِ رُكْبتيه
كيْ يُطْفئَ النّيرانَ في جحيمِ مُقْلتيْه
وصارَ عمّي مُصْطفى شيخُ الكادحينْ
بطلاً تَجاوَزَ الستّين
…
أيّار1994
من قصائد ديوان رغبة متوحّشة الصّادر في ربيع2002
اخي ابا فوزي الفاضل..احييك على عطائك المتواصل..انك مثال ورمز للعطاء الكريم..
لك مني خالص الحب والتقدير..اتمنى لك دوام التالق الجميل..
كعادتك أخي الشاعر الكبير أحمد فوزي , كلمات مؤثرة ومعبرة , غزيرة المعاني ومثيرة لوجداني , تحياتي وتقديري واحترامي ومودتي .
ما روع واجمل هذه الكلمات , صرخات وطن ,الالام شموخ, مخاض امل,احتضار………..
الصديق العزيز أبا باسل ، الصديق العزيز أبا فريد ، العزيزة رانية شكرا لحضوركم الرائع