قصة يافا يا ستي…
تاريخ النشر: 01/05/12 | 14:37ياستي …يافا…يافا ..,هكذا بـــدأت معــــي بالحــديث عندما سألتها عن يــــــافا بدأت تسرح وكأنها تاخدني من يدي إلى يــــــــافا لدرجة أنني لم اسألها أي سـؤال ثانــــي من كــثـــر ما انهــــــمرت بالحديــــث الممزوج بالحنيـــــن والأمل والألم ودموعها وهي تذرف على وجنــــــتيها كأنها أمواج بحر يافـا عندما تلامس جدار البيـــوت القــــديمة على الشاطـــئ, بدأت معي من صغرها وهي طفلة و بدأت بالحديث من بيت والداها البسيط والحياة السعيدة وعمل والداها في مهنة الصيد وكيف كانوا ينتظرونه على الشاطئ عندما يتأخر أو يختلف الطقس وتبدأ أمواج البحر بالارتفاع وبالنهاية يعود الوالد سالماً غانماً وهو يغني أغاني الصياديين باللهجة اليافاوية , وعندما كانت تذكر والدها كانت دموعها تسبقها لكثرة حبها لوالدها الذي كان يحبها كثيرا وكانت ترافقه في كل خطواته داخل يافا كان يأخذها معه عند الأصدقاء وعلى المقهى التي كانت تعشقه وهو مقهى “أبو الياس” وهي تتحدث شعرت أنني اعرف يافا من كثرة تفاصيلها في الوصف الممتع والمقنع وبدأت تسير و أنا برفقتها اسرح بماذا تقول فمرت بي من بوابة يافا القديمة ومرورا بمسجد على بيك والى البلدة القديمة ومنها إلى البلدة الأصلية وهي حي يافا المنشية ولبيتها البسيط ومن ثم إلى أبو السعيد الخباز ومن ثم إلى شحدة العطار والى أم أيوب بائعة السمك التي كانت تعشقها لكثرة فضولها وبدأنا بالوصول إلى الميناء وهنا بدأت تتنهد وبدأ صوتها يخفت وهنا بدأت تتحدث عن حبيبها حيث الميناء الذي كان فيها أول لقاء مع حسن زوجها(جدي أبو علي) و أخذت تتحدث عن طيبته وعنفوان شبابه وحبه للعمل والعبادة وكانت وكأنها لا تريد الانتهاء من الحديث عنه واختصرت حين قالت هنا التقينا وهنا فرّقنا الموت عندما انقلبت به إحدى قوارب الصيد في جو عاصف وطقس مخيف و أمواج تتحارب مع نفسها قذفته الأمواج إلى رأس الميناء ليصل جثة هامدة وهنا توقفت عن الحديث قليلاً ثم استأنفته مرة أخرى لتقول ما أجمل يافا وما أصعب ذكرياتها. فيا ستي ها هي يافا جميلة وهي تعني الجمال. فيا ستي افتخر انك من أصول يافاوية وهنا انهمرت بالبكاء وأنهيت معها الحديث بجملة إن شاء الله عائدين إلى يافا يا ستي.
بقلم: اللاجئ/ أبو وديع اليافاوي غزة المحاصرة