أيـــــام زمــــــان

كنا صغار وكانت أحلامنا صغيرة , ومع بعض بكل شي بالخير وماكان في شر مثل اليوم, يالله شو حلوة أيام زمان, أيام ماكانت ستي تقعدنا بحدها في الشتاء لما الشمس تكون طالعة , وتقشرلنا البرتقال وخود يا ستي كنعان وأعطي أخوك محمد , ولمتنا حلوة وإحنا بتحدث معها, وأحلى شي لما كانت الشمس تغيب ونروح للبيت وأمي تنادي يلا يا ولاد تعالوا تعشوا ونقعد وأبوي يحمص الخبز وأمي تجيب الشاي والأكل مزين بالزيت والزعتر وفخاره الفول وجنبها البندورة والزيتون, نتعشى ونروح انام ونصبح نروح على المدرسة وأمي ادفي فينا البس يما ودفي حالك يما وخلي بالك من السيارات الدنيا مطر يلا ربنا ينجحكم يما, كل شي كان حلو حتى المطر الو طعم حتى الطريق للمدرسة الو بهجة , ما أحلاها أيام زمان حتى واحنا راجعين من المدرسة نلعب بالمطر بالشارع ونبلل حالنا ونكون فرحانين ولما نصل البيت كنا نلاقي امي مولعة ألنا الحطب حتى ادفينا من البرد وأحلى شي واحنا داخلين يالله شو كانت حلوة قدحه الملوخية بالثوم , ويالله لما المطر يدخل الغرف كمان كانت حلوة ماكان السطح مثل اليوم كان سطح زينكو بس كان تحتية عيشة حلوة وحب بينا وبين بعضنا, ويالله ما احلاها لما كانوا يجوا جارات امي يعملوا معها الملفوف وولادهم حواليهم الي ينط هين والي يلعب هناك واقعد يما وامسكي ابنك يام خالد , ولما كان كان ابوي بالشغل نظل نستناه عالباب ولما يتأخر نزعل بس نفرح لما نشوفوا من بعيد ومعاه كياس النا نجري لنحملهم ويصير يحضن فينا مع انه تعبان من الشغل ونقعد نوكل معه وامي تعمل القهوة لابوي ونصير نتحدث ونلعب سوا وبعدين يسألنا كيف المدرسة وكيف الامتحانات, ويوم الرعب لما يكون ابوي معطل عن الشغل ويجي يسأل عنا بالمدرسة رغم انه كنا شاطرين لكن كان لزيارتو للمدرسة رهبة بس بالنهاية كان يروح مبسوط , ونروح عالبيت نلاقي ابوي عامل جمعة هو وأعمامي وستي وامي وبيحكوا وأبوي بيحكيلهم عنا بالمدرسة ويحضن فينا مبسوط , وستي كانت بالحزن تبكي وبالفرح كمان تبكي بس والله أيام حلوة والأحلى حبنا لبعض ومافي مقابل أو مصالح حياة بسيطة والكل بحب التاني , كنا لبعض ومع بعض في كل شي وكانت عن جد ايام حلوة, وياريت ترجع أيام زمان.

بقلم: اللاجئ/ أبو وديع اليافاوي

غزة المحاصرة