صدقت يا أبي
تاريخ النشر: 01/05/12 | 1:09في جلسة كان يسودها جو من الديمقراطية الأخوية بين الأبناء والأصدقاء، فجأة فتح الباب، ودخل ذلك الرجل أبيض الشعر، وقد ملأت هموم الدنيا تجاعيد وجهه. جلس وأخذ يشارك في الحديث، وكأنه صديق لنا، وبعد ذلك طلب أن يعرف من الموجودين ما موضوع الجلسة فعرف أنها عن الصداقة، فحينها صمت فجأة وقال: الصداقة هي أثمن شيء في الوجود، ولكن من الصعب وجودها وتحقيقيها في زماننا هذا الذي غمرته المادة والمصلحة الشخصية ، بعدها أخذ يسترجع أيام الماضي التي قضاها مع أصدقائه وما مدى حقيقة هذه الصداقة. وعندما كان يتحدث لنا كنا نشعر بأنه شاب رغم شعره الأبيض وتجاعيد وجه إلا أن قلبه ينبض بالشباب ثم أخذ يروي لنا الأيام العصيبة التي كان يعيشها والهموم والأحزان التي كان يتحملها، ورغم كل هذا كان يشعر بالسعادة لوجود أغلى إنسان في حياته وهو صديقه الذي كان يهون عليه هموم ومتاعب الحياة التي كان يعيشها. ثم توقف عن الحديث لحظة وقال: لقد كان للصداقة معنى حقيقياً في زمنها الذي كنا نعيش فيه بعكس هذا الزمن الذي غمرته المادة والمصلحة الشخصية. وعاد ليتوقف عن الحديث لفترة قصيرة، يا أولادي ليس من السهل في زمانكم المادي هذا وجود صداقة حقيقية. ودون أن نشعر أغلق الباب..
بقلم: اللاجئ/ أبو وديع اليافاوي.
غزة المحاصرة