النائب صرصور: تقاليد رائعة بمدارسنا لا بد من إحيائها من جديد
تاريخ النشر: 02/09/14 | 8:51مع بداية السنة الدراسية الجديدة 2015/2014، دعا النائب إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة / الحركة الإسلامية، إلى: ” تطبيق عدد من التقاليد الأصيلة التي عرفتها مدارسنا العربية على مدى سنوات طويلة، والتي كان لها أثرها الحاسم والعميق في تعزيز البيئة التربوية والتعليمية السليمة، وحماية هيبة المدارس والمعلمين، وتعميق احترام المجتمع للمدرسة، وهي القضايا التي طرا عليها تغييرات سلبية، كما أن بعضها اختفى لأسباب غير مفهومة وغير مبررة “.
وقال: ” الكثير من الأزمات تجتاح جهازنا التعليمي العربي، والتي منها ما له علاقة مباشرة بالدولة ووزارة المعارف، ومنها ما له علاقة بالتراجع الخطير والبارز في أنماط سلوكيات مجتمعنا وخصوصا قطاع الشباب، وأخص منه قطاع الطلاب في كل مراحل التعليم. يحلو للبعض منا خصوصا ممن عاشوا في سنوات الخمسين والستين والسبعين من طلاب وأهالي، أن يتحدثوا عن فترات ذهبية ذهبت ولم تعد، كان للمعلم وللمدرسة قدسيتهما في نظر المجتمع، كما كان الطالب طالبا على الحقيقة يعرف ما له وما عليه فلا يتجاوزه، وكانت هنالك هيبة للعملية التعليمية فرضت نفسها على الجميع، وجدية في طلب العلم أخذت بتلابيب الجميع لوجود الروح التنافسية، والتقدير للإنجاز الشخصي بعيدا عن الغش والخداع.”
تحديد القضايا……
وأضاف: ” حاولت أن أحدد القضايا التي كانت السمة البارزة للعملية التعليمية والتربوية الرصينة في مجتمعنا، فوجدتها على النحو التالي:
أولا، اللباس الموحد للطلاب والطالبات، يعتمد في تصميمه على تقاليد المجتمع وأعرافه من الستر والاحتشام لدى الذكور والإناث كإسدال الثوب العلوي على أن يغطي الجزء السفلي من الجسد حتى الركبتين ومن تحته البنطال. هذا لمن لا تلبس الجلباب الإسلامي.
ثانيا، طابور الصباح والتفتيش على الطلاب من حيث النظافة وغيرها، مع احترام الطابور لدوره في تذويت حالة الانضباط وتعميق التوعية من حيث الكلمات التوجيهية الصباحية.
ثالثا، القيام للمدرس حينما يدخل الصف، كتعبير مبسط لكنه هام جدا عن الاحترام العملي وليس النظري للمعلم لكونه معلم.
رابعا، الحساب العسير لكل من يخرج عن حدود اللياقة في قوله أو فعله أو إشارته، وإنزال العقوبات الرادعة في المخالفين، ردعا لهم وتعليما لغيرهم.
خامسا، تحريم خروج الطلاب إلى المقاهي، والعودة إلى مرحلة كان الطالب يعرف خطورة أن يراه المعلم في مثل هذه الأمكنة المحرمة على الطلاب، وانتظار العقاب في اليوم التالي، على أن تخصص للطلاب مراكز ثقافية يقضون فيها أوقات فراغهم فيما يفيد وتحت رقابة الموجهين والمربين.
سادسا، تحريم التأخير ليلا خارج البيت دون عذر، وفرض جداول زمنية يجب أن تفرض على الطلاب دون هوادة.
سابعا، الثقة المطلقة بين المعلم والأهل في كل ما يتعلق بالطالب، وقيام كل منهما بدوره التكاملي بهدف حماية الطالب مما يتعرض إليه من غزو فكري وسلوكي منحرف على أكثر من مستوى: وسائل الإعلام، الانترنت، التلفاز، قرناء السوء، والتربية الوافدة والمستوردة.
ثامنا، تعزيز القدوة والمثل الأعلى، والمتمثل في المعلم، المدير، الأب والأم، قادة المجتمع والمثقفون”.
الحل في متناول اليد…
وأكد الشيخ صرصور: ” لا أزعم أن ما ذكرت من أنماط ساهمت في الماضي في انتاج عملية تربوية وثقافية رصينة، هي الوحيدة دون غيرها القادرة على إعادة التوازن لجهازنا التعليمي العربي، فهي ايضا ستبقى عاجزة عن تحقيق المطلوب إذا تحولت الى مجرد فولكلور، لكنها تكون فاعلة اذا تم تنفيذها كجزء من منظومة اخلاقية يعمل الجميع على تذويتها في نفوس الجميع طلابا ومعلمين وادارات وأولياء أمور.. الخطير في غياب هذه المنظومة انها تجر من ورائها سلسلة من الاخفاقات تتجلى في الفوضى بكل أشكالها، غياب النظام، العنف، التخريب، ضعف الوازع الخلقي والرادع الديني، واخيرا فوضى الامتحانات واستفحال وباء الغش… لا شك في أن التراجع في جهاز التعليم العربي سواء في جانب الانضباط أو التحصيل، ليس قدرا مقدورا، وإنما هو نتيجة حتمية لتراكمات وفشل على أكثر من مستوى.. وعليه أدعو إلى الاهتمام بتشخيص المرض ووضع الدواء الناجع، بدل الانشغال في التنافس الافتراضي الزائف المبني على ثقافة الغش والتزييف التي هَدَّتْ صروحنا التعليمية أو تكاد. “…