مسلسل شغل عرب "עבודה ערבית"
تاريخ النشر: 03/05/12 | 13:44العاقل يشهد … ان مجرد مشهد مؤثر في مسلسل تركي كفيل ان يُبكي نصف نساء قومنا , وكفيل ان يُكسب الفنان التركي , تعاطفا ابديا في جميع افلامه ومسلسلاته . حتى لو نسيته احدى المشاهِدات , فتُذكرها احدى الحاضرات بدوره البطولي في ” وادي الذئاب ” , وكيف انه انقذ صديقة من موت محتم ,حتى تهز رأسها انها عرفته .
ويدرك جميعنا , ان مجرد مشهد في مسلسل عربي , يظهر فيه بطل المسلسل, بدور الشرير وصاحب المكائد كفيل بابقائه سنوات طويلة مكروها وملعونا, وحتى ان نسيه احد “الختياريه ” وغاب عن ذاكرته, ذكّره احد ابنائه بدوره بمسلسل البدوي, وكيف ان هذا الممثل كان الاساس في مقتل ولد عمه في المسلسل البدوي ,. فيهز الأخر برأسه وقد رفع نظارته مدققا بصورته على شاشة التلفزيون, ولا يلومه احد ان “شلخ ” الدنيا على كثرة الفساد فيها , فالانطباع الأول هو فيما يتركه الفنان, بدون علاقة لبراعة اتقانه لدوره . …لكن ما يترك لذاكرتنا الشعبية يبقى الانطباع الخالد الى الأبد …!!!
ومسلسل “شغل عرب ” أو “עבודה ערבית” ببطولة الفنان العربي الحيفاوي, نورمان عيسى , للكاتب العملاق , “سيد قشوع” احتل مراتب الشرف في “الريتينغ الاسرائيلي ” الى نسبة ما تقارب ال 32 % . فدخول الممثل نورمان عيسى بدور الصحفي ” امجد عليان ” الى بيت الاخ الكبير فجر قنبلة كبيرة ,للمتلقي والمشاهد الإسرائيلي , فأمجد بالمسلسل يحاول ان يقنع الوسط اليهودي ,انه قادر على العيش معهم كعربي ,تحت سقف واحد, ولتكون المفاجأة اكبر حين طلب منه , ان يمثل دور إسرائيلي يهودي , فينجح بتمرير ذلك امام المشتركين ببرنامج ” الاخ الكبير” , وخاصة انه اختار ان يكون “اشكنازي ” باسم داني ورفض ان يكون يهوديا شرقيا , ليضع اصبعه على جرح عميق في التفرقة ويعالج مشكلة في المجتمع الإسرائيلي وليؤكد دوره في المسلسل . اختار اسم “نخشتي” للفنان الذي قام بدور والده الفنان الكبير سليم ضو مما اثار حفيظة والده ,ألذي استقل “طائرة هليكوبتر ” في بعض المبالغة و انتزع ابنه من “الاشكنازية ” لانه لطخ كرامة والده.
وبعد خروجه من البرنامج انقلب “امجد عليان ” ليكون قنبلة اعلامية اولى في المجتمع الإسرائيلي . وفي احداث محبوكة دراميا واجتماعيا , كانت المحاولة الثانية كعربي , يستطيع شراء واقتناء كعكة فرنسية “فطيرة المكرون” وكأن العربي لا يعرف ما هي الحلويات , فنسي الكنافة ,البقلاوة , والقطائف.
ومن مشهد لمشهد حاول الكاتب اقحام “امجد عليان ” مراراً في ان يبرهن للوسط اليهودي كم هو قريب من الحياة الاجتماعية لديهم . فهو لا يصرخ , ولا يتكلم بصوت صاخب ,لان العرب “لا يعرفون اللباقة في الكلام ” ونسي , ان اداب الكلام والغض من الصوت خرجت من فيحاء القرأن الكريم في وصايا الحكيم لقمان “وَاغْضُضْ من صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ” صدق الله العظيم .وكأن الوسط اليهودي ” يتكلم في لغة الأشارات ” , ” سبحان الله “.
وفي مشهد استفزني واستفز غيري , عندما اراد “امجد” اثبات لاسرائيلي ,انه ايضا يوجد عربي نباتي …فنسي “الملوخية ” والخبيزة , وورق العنب …..ياه..ما أصعب السخرية عندما يزحف برائحته على عطر الذاكرة الطيبة….
ولدي بعض الانتقادات ومنها , اللغة الوضيعة الرقيقة, المستخدمة في المسلسل ينعل ابو…..وستين …صر..ما….ي, احتساء الخمور والنبيذ في كل مناسبة وفي كل سهرة وفي كل مشهد تقريبا , استخدام العربي كانه ساذج , كانه غنمة يجب ان تساق مع القطيع ….
اتمنى منك ايها الكاتب العملاق وانا اشهد لك في قوة رصاص قلمك الذي لن يجف ابدا, ولا يساورني شك في قدرتك على التوثيق الاجتماعي التاريخي ولا ينتابني اي تردد في صدق نواياك واحساسك العالي اتجاه جماهيرك العربية , ولكن طلبي ان تعالج في الجزء القادم قضايا مثل : مشاكل البنية التحتية في البلدان العربية , عدم التوسعة البنائيه , هدم البيوت بحجة البناء الغير مرخص ,نسبة البطالة المرتفعة في اوساط الشباب العربي, قلة العرب في الوظائف الحكومية. وان تبرز ايضا النسبة الراقية في مجتمعك من اطباء ومهندسين وعمال بناء شرفاء .
وسؤالي للجميع …… الى متى سيبقى القوي هو ” العاقل ” والمغلوب على امره هو ” الهبيلة ….؟؟؟؟
بقلم ربيع ملحم
ما اروع وما اجمل اسلوبك الادبي ,كل كلمة واقعية وهادفة
مقال بناء فعال جدا له افاق واسعه كتباتك دائما. تكون لصالح كل من يقرأ حروفها. تدخل العقل والقلب تصيب صميم ولب الهدف طبعا نحن بوضع كهذا نقول دائمل لمتى ومتى ومتى فنتمنى لك الدوام اكثر واكثر الى مقال جديد وطرح قضيه، تهتم بمجتمعنا وتفحص مدى تماديها….
شكرا يا اخت سوسن , تستطيعين متابعة المقالات والمدونات في هذا النمط في صفحتي بالفاسبوك وللجميع طبعا , وايضا عبر موقع بقجة والفاسبوك
[email protected]
للتواصل عبر شبكة الفاسبوك
رائع …..وضعت اصبعك على النقاط المهمة ………….فللأسف المسلسل لم يعرض صورة العرب بالشكل المناسب
عنجد… العربي يحس حاله هبيله امام اليهود… ينظرون اليه نظرة تقزز , تهديد .. اكيد كل واحد مر هاذ الشعور.. برنامج عجيب.. نهاية جدا واقعية
طيب نزلو على شان الواحد يشاهدو حلو المسلسل كثير..
احب في البداية , ان اشكر ثقافتك , وافكارك النيرة , التي تشعل فينا ضوء المعرفة , والهبت فينا حماس القراءه , مواضيعك جلها رائعة وقيمة , طريقة سردك وعرض الامثال والربط بينها وبين مضممون الفكرة شيق ومحبوك دراميا , في هذا المقال قرأته مرتين , وبالمرتين , اكتشفت الغازا ادبية , في تحليلي “الشخصي ” تحاول ان تقول لكاتب المسلسل “سيد قشوع ” لماذا تحاول ان تضحك المشاهد الاسرائيلي على حساب هموم المواطن الفلسطيني ؟؟,,, !!!
وايضا , هل فقدنا كل الثروات الاكادمية , الا يوجد لدينا اطباء ومحاضرين ومثقفين , وسواعد بنائيه بنت معظم المدن الراقية في البلاد !!!!!
لماذا لم تضع على النقاط الحساسة في مجتمعنا , لماذا لم تحاول ابراز المجتمع الاسرائيلي بسلبياته , فلدينا قتل على مسمى شرف العائلة , ولديهم قتل على مسمى الرومانيسية ,
صدقني ايها الكاتب , انا اتابع نشر مقالاتك ساعة بساعة ,وانتظرها بشغف
لا جف قلمك ولا فض فوك !!!
قرعاوية …
كل احرامي اخ لربيع لا شك ان المسلسل شيق ولكنه مؤلم بنفس الوقت -التطلع لدى العرب على الحضارات الثانيه شيئ مشين بالاخص بان الحضاره العربيه هي حضاره عريقه ولها الفضل بالكثير من الاكتشافات والابحاث وايضا يالقيم والاخلاق واداب المجالسه والتربيه ولكنه بعيد عنا لاسباب كثيره وشائكه للاسف الشديد
شكرا للشباب امثالك الذين بفضلهم نستطيع ان نرفع رؤوسنا وكثر الله من امثالك
انا بحضروا هاد البرنامج الصراحه وفي كثير اشياء بتضايقني وانت ذكرتها هون0…..
مقال عنجد حلو 🙂
لا اوافقك الرأي بأن هذا المسلسل يظهر العربي “هبيله” واليهودي غير ذلك انما يظهر ازدواجية المعايير لدى المجتمع اليهودي التي يتعامل بها مع العربي. ويبين لنا انه عندما يريد العربي أن يتصرف مثل اليهودي تكون النتائج وخيمة. والعائلة العربية الممثلة في المسلسل هي عائلة ليست متدينه(تشرب الكحول ولباس قصيرنسبيا) ولا ننكر انه يوجد في وسطنا العربي عائلات تتبع هذا النمط من الحياة. ولكم الشكر لاثارة هذا الموضوع
المقال والتعليقات في مكانها المناسب وهذا يذكري في نصيحه لوالدي اطال الله عمره اذا اردت ان تقهرهم اتقن لغتهم جيدا ودائما تحلا بالصفات الحسنه هذا هو الدين وهذه هي الثقافه . بالنسبة للمشروب هذا وضع طبيعي عند اخواننا المسيحيين . والمشاهد من جميع انحاء البلاد .