اهل غزة ليسوا تاجا على رؤوسنا
تاريخ النشر: 04/09/14 | 9:22– يحلوا للسياسيين ان يطلقوا شعارات يعتبرونها شعبوية تلهب المشاعر وتعزز مواقعهم، منها قول احد السياسيين يجب ان نضع اهل غزة تاجا” على رؤسنا، وانا ولاني لست سياسيا” اقول ان اهل غزة ليسوا تاجا” على رؤسنا، انهم اهلنا، دمهم دمنا، وألمهم ألمنا وكرامتهم كرامتنا، أهل غزة اليوم مكلومون، هم بحاجة لمن يجفف دموعهم، هم بحاجة لمن يعمر بيوتهم التي هدمها العدوان، هم بحاجة لمن يؤمن لهم لقمة العيش الكريم، هم بحاجة قبل كل هذا وذاك لان يشعروا بالعزة والكرامة التي هم اهلها ويستحقونها في وطنهم.
– من مخرجات الحرب الاسرائيلية الثالثة ضد غزة كان لفت الانظار لدور البرباغاندا في توجيه القرار السياسي ومدى اعتماد اسرائيل في حروبها العدوانية على الدعاية والاعلام ومدى قدرتها على استخدام وسائلة وادواته بكل كفاءة، مقابل عجز فلسطيني عربي في تسخير الحد الادنى من الامكانات المتاحة في دفاعنا عن حقنا وفي فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا، لا زلنا كما كنا قبل اكثر من قرن من الزمان نكلم انفسنا وننتقد بعضنا ولا ندرك متى تكون اللحظة المناسبة لتحييد كل خلافاتنا ومعاركنا الجانبية لصالح المعركة الرئيس مع العدو المعتدي والمحتل.
– سيحتفل العالم في الثامن من ايلول باليوم العالمي لمحو الامية تحت شعار” محو الامية والتنمية المستدامة”، ولا يختلف اثنان على ان محو الامية يشكل اهم العناصر الرئيسية اللازمة للتنمية المستدامة، وتعزيز قدرات المجتمع على تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والتكامل البيئي، لكن محو الامية ليس سوى مدخلا” للتعلم المستدام مدى الحياة ومن اجل محو الامية الثقافية والتقنية وتطور المجتمع نحو اعتماد البحث العلمي وانتاج المعرفة اللازمة للتنمية الانسانية. لقد حققنا في فلسطين مستويات جيدة في محاربة الامية الهجائية فقد انخفضت بين الافراد بسن 15 سنة فاكثر الى مستوى يعتبر من ادنى المستويات عالميا”، الى 4.1%، لكننا لا نزال نعاني وبشكل فاضح من نسب مرتفعة من الامية الثقافية والتقنية ومن عزوف كبير عن اعتماد البحث العلمي في انتاج المعرفة اللازمة للنهوض السليم بمجتمعنا.
– حرية التظاهر وحرية التعبير عن الرأي، حقوق يضمنها القانون الاساسي الفلسطيني وهي من اهم مباديء وثيقة حقوق الانسان، لكن في القانون وفي الحياة لا يوجد حق مطلق، وبنفس الوقت فان اي قيود على الحق في التعبير يجب ان لا تضر بهذا الحق، فما يفرضه اعلان حقوق الانسان والعهد الدولي من قيود تتلخص في ان لا تكون حرية التعبير مرتبطة بالدعوة للكراهية والعنف وان لا ترتبط بافشاء اسرار الامن القومي او الاضرار بالصحة. ويا حبذا لو يحترم متظاهرينا ومن يمارسون حقهم في التعبير عن الرأي هذه القواعد وبنفس الوقت نتمنى على قوات الامن و(مكافحة الشغب) عدم استخدام القوة الا في حالات الضرورة، وفقط اذا تعرضت حياتهم فعلا” للخطر ويجب ان يتناسب استخدام القوة مع حجم التعرض للخطر.
– عندما يؤكد الجميع على الوحدة الوطنية فاعلموا ان الوحدة الوطنية في خطر والشواهد هذه الايام كثيرة، الكل يتكلم عن الوحدة ولا احد يعمل من اجل تكريسها او تعزيزها. الوحدة قناعة وممارسة وليست مجرد شعار يرفع في المناسبات.
– قبل عام ونيف كتبت في احدى طرطشاتي تحت عنوان ” انتفاضة فيسبوكية” اقول: لست ضد التعبير عن الغضب على صفحات “الفيسبوك” او من خلال التغريد على “تويتر” بل انا ضد ان يبقى الاحتجاج اسير صفحات لا تخترق جدار الِشلل الصغيرة وما “دمنا وفقاً للاحصائيات البلد الاكثر استعمالاً” لـ”الفيسبوك” فلتكن انتفاضة فيسبوكية بكل لغات العالم وتصل الى كل بيت ومدرسة وجامعة ومنتدى في العالم فقد كفانا أن نتكلم مع أنفسنا وبصوت خافت في معظم الاحيان، نفس الكلمات لا بد ان اكررها ونحن نعاني من لامبالاة على امتداد العالم(المتحضر) لما يعانيه شعبنا قهر وظلم ومذابح على ايدي جيش الاحتلال.
د. فتحي ابومغلي