كريم والحلوى
تاريخ النشر: 04/09/14 | 16:27كريمٌ طفلٌ صغيرٌ يحبُّ الحلوى كثيرًا.
كلَّما حصل على مصروفِه من أبيه يُسرع لمتجرِ الحلوى المُلَاصقِ لمنزلِهم ويشتري الكثيرَ من الحلوى ثمَّ يعودُ بلهفةٍ لحجرتِه يأكلُ بشغفٍ وسرورٍ.
كريم لا يكتفي بما يُعطيه له أبوه من مصروفٍ فما أن تنفدَ الحلوى التي يشتريها ويأكلُها حتَّى يُسرعَ لأمِّه هاتفًا في رجاءٍ: أمِّي.. أعطِني مصروفي.
تنظرُ له أمُّه مندهشةً وهي تقول: ولكنَّك أخذْتَ مصروفَك من أبيك يا كريم.
تزداد نبرةُ الرَّجاءِ في صوتِ كريمٍ وهو يقول: لقد صرفْتُ المصروفَ كلَّه.. وبائعُ الحلوى لديه شيكولاتةٌ لذيذةٌ أسالتْ لُعابي.
هتفتِ الأمُّ في غضبٍ: ألن تكفَّ عن شراءِ الحلوى ليلَ نهارَ.. أسنانُك كلُّها ستُصاب بالتَّسوُّسِ.
هتف كريم في رجاءٍ: أرجوك يا أمِّي.. أعطِني ريالين فقط.. أرجوكِ.
وأمامَ إصرارِ الصَّغير لم تجِدْ الأمُّ حلاًّ سوى إعطائِه المالَ وهي تقولُ بلهجةٍ مُحذِّرةٍ: سأعطيك ما طلبتَ ولكنَّها المرَّةُ الأخيرةُ.. واعلمْ أنَّ إفراطَك في أكلِ الحلوَى ستكونُ نتائجُه مؤلمةً.. ستصرخُ قريبًا من وجعِ أسنانك.
تناول كريمٌ مصروفَه من أمِّه وأسرع كالبرقِ لمتجر الحلوى يشتري الشِّيكولاتة، أخذ كريم الشيكولاتة وعاد لحجرتِه سعيدًا وفتحها وبدأ يقضمُها باستمتاعٍ ولذَّةٍ، في هذه اللحظةِ دخلتْ أمُّه ولمحتْه يأكلُ الحلوى بنَهَمٍ فقالتْ له ناصحةً: لا تنسَ أن تغسلَ أسنانك بالفرشاةِ والمعجونِ بعد أكلِ الحلوى.
أجابها كريم ضاحكًا: ههههه.. أسناني قويَّةٌ ولا تحتاجُ معجونَ الأسنانِ.
الأمُّ تهزُّ كتفيها في ضيقٍ قائلةً: لقد نصحْتُك.. فلا تلومَنَّ إلَّا نفسَك.
وذاتَ ليلةٍ استيقظتِ الأمُّ على صوتِ بكاءٍ وأنينٍ يصدرُ من حجرةِ صغيرِها كريم، أسرعتِ الأمُّ لحجرةِ صغيرها تستطلعُ الأمرَ، وجدتْ كريم يجلس على فراشه وهو يبكي بشدَّةٍ، سألتْه في قلقٍ: ما الأمرُ يا ولدي لماذا تبكي؟
أجابها من بين دموعِه: ألمٌ شديدٌ في ضُروسي وأسناني.. ألَمٌ لَا يُحتمل.
أسرعتِ الأمُّ تصطحبُه لطبيبةِ الأسنان التي ما كادتْ تنظرُ في فمِه حتَّى قالتْ له: يبدو أنَّك تُكثر من الحلوى.. سأضطرُّ لخلعِ هذا الضِّرسِ الذي تسوَّس تمامًا.. وعليك من الآنَ أنْ لا تُفرطَ في أكل الحلوى وأن تستعملَ فرشاةَ الأسنانِ بانتظامٍ.
هتف كريم في خجلٍ: ليتني سمعتُ نصحك يا أمِّي.. سأكفُّ من الآنَ عن أكلِ الحلوى وسأُواظب على غسل أسناني كي لا يُعاودني هذا الألمُ الرَّهيبُ.