تأبي العصيُّ إذا اجتمعن تكسّرا وإذا افترقن تكسّرت آحادا

تاريخ النشر: 04/05/12 | 0:53

التعددية هي صفة سامية في المجتمعات المتحضِّرة وهي رمز للديمقراطية وحرية التعبير، ومن الضروري جدًا تضافر الجهود بين القوى الفاعلة في الشارع الفحماوي لترسيخ مبدأ ما يوحّد من أجل حماية البلد مهما اختلفت الأفكار والبرامج السياسية والفكرية والعقائدية.

أهلي بلدي أم الفحم الأعزاء:

علينا أن نتعلّم من حالة التشرذم التي عانى ويعاني منها شعبنا الفلسطيني، في ظل الانقسام الجاري بين الإخوة في فتح وحماس، وأن نعي أن المستفيد الوحيد من كل ذلك السياسة الرسمية لحكومات إسرائيل المتعاقبة التي تواصل برامجها الاستيطانية وحصارها ضد شعب أعزل.

تناقلت وسائل الإعلام الألكترونية خلال هذا الأسبوع تراشق بالبيانات واستعمال التعابير التي تمزِّق وحدة أهل البلد الوطنية، حيث كان بالإمكان إنهاء النقاش من خلال الحوار الديمقراطي الشخصي بين الأطراف، خصوصًا وأن المشكلة نشأت بسبب خطأ غير مقصود نشر في صحيفة “الاتحاد” التي اقتبست بعض الجمل من كلمة سكرتير الشبيبة الشيوعية الرفيق أمجد شبيطة في مهرجان الأول من أيار في الناصرة، ورغم توضيح هذا الخطأ ونشره في وسائل الإعلام، لا تزال هذه القضية تشغلنا عن قضايانا الأساس التي تتطلب ترسيخ الوحدة والعمل الجماعي، ولنأخذ على سبيل المثال المخاطر المحدقة التي تهدِّد مصادرة أراضي اللجون في مدينتنا بهدف إقامة منشأة لشركة “مكوروت” الحكومية، أليس هذا التناحر يشغلنا عن “اللجون” و “الروحة” ومخططات ليبرمان الترانسفيرية في قضية التبادل السكاني وغيرها؟؟، أليس من واجبنا أن نعود إلى رشدنا وأن نصبّ كل جهودنا لمواجهة هذه التحديات، لحماية الأرض والمسكن ومساندة أصحاب البيوت المهددة بالهدم للصمود والبقاء في هذا البلد وهذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه؟؟؟.

أيها الفحماويون الوطنيون المخلصون:

لن اتطرّق إلى تفاصيل القضية المملة، فمن الممكن أن نختلف في أنماط تفكيرنا بما يتعلّق بحرية المرأة ومكانتها في المجتمع، وكل ينظر لهذه القضية من منظاره ورؤيته الخاصة، ويا حبّذا لو تناقشنا في هذه المسألة بشكل ديمقراطي حضاري، دون المسّ بقدسية بناتنا وأمهاتنا وأخواتنا، فهنّ نصف المجتمع وأكثر، تعالوا نتّفق على أمر أساس، وهو أن نحترم عقول الناس ليستمعوا إلى الآراء المختلفة وأن يكونو هم الحكم باختيار الموقف الموضوعي والصحيح كما يرتأون، لكي لا يفرض أي منّا رأيه وموقفه عنوة على المجتمع.

لقد استنفذ هذا الموضوع جلّ وقتنا طيلة الاسبوع وحظي بتغطية إعلامية واسعة، فلم تحظ أراضي اللجون بمثل هذا الاهتمام للأسف الشديد، لذلك كإبن لهذا البلد البارّ خدمتُ كطبيب جميع سكان البلد دون تمييز طيلة 35 عامًا بإخلاص، لمستُ خلالها احترام ومحبّة الناس، كل الناس، حاملا شعار (أم الفحم لكل حاراتها وعائلاتها وسكانها)، وكإنسان تهمّه وحدة أهالي مدينتنا الحبيبة، أدعوكم إلى نبذ الفرقة ولفظ كل من يسعى لإثارة الفتنة من بيننا، أدعوكم إلى الوحدة للوقوف في وجه سياسة السلطة الجائرة التي تتربص بنا ليل نهار، فنحن اليوم أحوج ما نكون للوحدة الوطنية الديمقراطية والإلتفاف حول القاسم المشترك (تأبي العصيُّ إذا اجتمعن تكسّرا وإذا افترقن تكسّرت آحادا). ومن هنا أدعو كل من يهمّه مستقبل البلد أن يقف في وجه أية جهة كانت، ولا أستثني أي تنظيم أو حزب أو حركة أو مؤسسة، من اعتلاء موجة الجماهير وتحريضها على شحن الأجواء وتوتيرها، فكما قلت في البداية، هناك رابح وحيد من انقسامنا وخلافنا.

مناشدة من القلب

من أجل الخروج من هذا النقاش العقيم، أولاً، أدعو الإخوة من جميع التيارات السياسية والاجتماعية والدينية في أم الفحم، إلى وقف التراشق بالبيانات التي تعكِّر الأجواء وتؤجج وتوسّع الشرخ بين أبناء البلد الواحد واستبدالها ببيانات تدعو إلى الوحدة والمحبة والتآخي لنواجه سوية آفة العنف والجريمة المستشرية في المدينة، خاصة وأن استمرار هذه المناكفات الزائدة توتّر وتشحن ألأجواء أكثر نحو هاوية العنف التي تحوِّل حياة المواطنين إلى جحيم وعندها نندم حين لا ينفع الندم، لذلك علينا جميعا أن نقف وقفة رجل واحد، لدرء هذه الآفة من حياتنا، وأن نتصدّى بقوة للمؤامرات التي تحيكها السلطة وتهددنا جميعًا.

لتبقى أم الفحم شامخة بوحدة سكانها ومنارة لجميع الشرفاء والوطنيين وحصن متين في وجه سياسة الترانسفير والهدم .

بقلم النائب د. عفو إغبارية – أم الفحم 3-5-2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة