زهرة وفاء للخائف على التفاحة من ظل السكينة سميح القاسم
تاريخ النشر: 19/08/14 | 23:50زهرة وفاء وتقدير…..للخائف على التفاحة من ظل السكينة…..-سيّاف الكلمات الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم , وبمناسبة العيد الرابع لزيتونة الثقافة القاسمية على أرض الحوارنة…..زيتونة سميح القاسم الخالدة في الروح والقلب….همسة لأبي الوطن.. شاعر العروبة والمقاومة الفلسطينية… سميح القاسم ….الخائف على التفاحة من ظل السكينة… الفلسطيني الذي حفر بيراعه وجآشة حنجرته وأباء سبابته أيقونة في الروح والقلب…
لطالما إستنرت بأنوار ليزراتك الثقافية التي تُوقع مقالاتك “نقطة وسطر جديد” في صحيفة كل العرب… تلك الليزرات التي أضاءت نور يوم الجمعة ولا تزال بفعل صواريخ الأدب التي تُمزق فضاء عُنصريتهم وتقصفها بكبرياء القلم…صاروخ مضاد للعنجهية الحمقاء.. وأي قلم….قلم القاسم! مقالات اتخذت النقد الصادق عريناً لها!أفكار عالمية وكونية!
نحمل لك في جعبتنا وثنايا الروح تحية وفاء، تحية زيتونية مُتبلة بعبق تراب الحوارنة..زيتونة ما أنبتت إلا زيتاً فلسطيناً ليكون نور سراجك من زيت زيتونك.. إلى ملك الوعد والوفي للكلمة والقضية، إبن فلسطين ووالد القصائد الوطنية المزروعة في أدغال الوطنية وحدائق حب الأرض! لتعلو ويعلو ويعلو معها الصوت…نُحبك سميح القاسم…
نتذكرك وحقك علينا كبير..يتذكر من ينسَ ونحن لا ننسى، وإن نسيت أنا فكيف ينسى يراعى الأبي الآبي للتخاذل مع النسيان والتناسي..يحتفل بلدي بعيد زيتونتك القاسمية الرابع.. تحتفل المكتبات والكتب والأقلام….تحتفل الأفكار المتناثرة بحثاً عن أرواح تُسكنها الورق بمداد شريف يا كبير.
خذلتني اللغة العربية وأحرفها التي ركعت للفشل مجدداً في أن توفيك حقك شاعرنا وتعبر عما يدور في خوالجنا نحو هرم ثقافي مثلكم بسهام نزفت من قلوبنا ورداً، عوسجاً وسنديان!!! كل الحب والوفاء الذي يقطن عرين الصدق لقصائدك التاريخية شاعرنا.
ومن أنا لأنازل معركة الكتابة عنك واليك.. عبثاً أحاول.. ولن أجتهد..فالمصير محتوم.. فشل ذريع ووسام هو على صدري ..ولم اعشق بحياتي فشلاً كهذا!
سميح القاسم..قصة صمود وخلود..حكايتي مع ثورتي أنا التي جعلها القاسم ربيعاً حقيقياُ …ربيع ثورة العمر…ربيع حقيقي هو..حين وصلنا الى صحراء الحوار في الجامعات.. طوق ياسمين ولازورد وعنبر على عنق انجازاتك الشعرية التاريخية من جديد اليوم وكل يوم أبا محمد!
هناك في الحرم الجامعي الحيفاوي، حيفانا، عروس فلسطين التي جُردت من كل خضار فلسطينيتها في الجامعة الحيفاوية العبرية البيروقراطية الإسرائيلية المزروعة على أعالي كرملنا عُنوة واغتصاباً للفكر والأرض، هناك حيث اعتصرنا ألماً وتهنا أملاً، وجدناك سميح القاسم في الأمسيات الثقافية لنا نحن الطلاب المُتمزقين في جيل التاسعة عشر بين الهوية المدنية والهوية الوطنية وعبرنة الأشياء والأسماء والتقدم في سلم الأكاديميا الإسرائيلية، تأرجح عاصفي هو بين انتماءنا الوطني وفلسطينيتنا، لن أنسى ما حييت أبا الوطن أبا محمد، قصائدك التي قدمتها لنا، لن أنسى جآشة صوتك القاتل لهم، وسبابتك اليمنى يا صاحب الوشاح الأحمر الموشح بدماء شهدائنا الأبرار… كان اللقاء بك حاسما وحماسياً في تلك السنين المفصلية ..كان لقاءً صادقاً ليضع الكثير من التساؤلات على طاولة الإجابات!! شكراً لطوقك الشعري الراقي والرائع، شكرا لأنك أنت سميحنا القاسم… كان اللقاء بك صياغياً حاسماً في كينونتنا..كنت البوصلة للكثيرين وأطعمتنا الخبز ..إلا انك علمتنا ايضاً كيف يُزرع القمح أبا محمد!. ..
وكما دوماً تخذلني لُغتي العربية في المواقف التي أستجديها بها لتبدع وتتألق فهي تردني خائبة…..لن افلح في إعطائك حقك يا والد “أنا متأسف” و”بلادي-البئر بئري” “وتقدموا” و”منتصب القامة امشي”.. يا والد القصائد الأيقونية التي لا تعرف الظلام كما لا يعرفها هو، تضيء أنت هنا وهناك بعبير يراعك الأخضر..سنابل وحقول من الفكر والتاريخ يُسجل!!
اليوم الثاني من أيار…..ذكرى منح مواطنة الشرف القرعاوية لشاعر العروبة سميح القاسم….لنحظى نحن بشرف تاريخي يرصع جبين وجودنا الثقافي أيها الشاعر الفلسطيني الكبير مدى الحياة… . هذا التاريخ هو هو عرس ثقافتنا شاعرنا المغوار….تحبك كفر قرع ونحبك نحن كما تحبك الحوارنة..اليوم العيد الرابع لزيتونة الثقافة التي غرستها يداك على ارض الحوارنة! سلام من بلدك كفر قرع أيها الوفي للزيتونة والثقافة والقضية الفلسطينية التي ساهمت في جعلها أممية وعالمية!
تحية إجلال وإكبار للشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم الذي يسكن في فلسطينية كل واحد منا، كل الحب والوفاء لمواطن الشرف القرعاوي الذي مُنح مواطنة شرف قرعاوية في الثاني من أيار عام 2008 على ارض الحوارنة في مراسيم وطقوس راقية حُفرت في عقل الدهر لتكون أجمل عرس ثقافي زفّه التاريخ إليك كفر قرع.. ويحق لنا أن نعتز اعتزاز ما بعده اعتزاز… كيف لا وقد تربعت تلك الأمسية كأجمل لوحة في معرض ذكريات هذا البلد على حائط الفكر الوطني التقدمي الرائد… في مثل هذا اليوم وقبل أربعة أعوام من الآن، زرع شاعرنا على أرض كفر قرع زيتونة الثقافة التي تفوح بعبق وفائه للأرض ونرويها بحبنا لك بإبريق رامي الرايات وقرعاوي الماء وفلسطيني الروح يا سيّاف الكلمات!
لأنك أبدعت في امتطاء خيول الشعر العربي الوطني الباسل
لأنك حفرت في القلب بسيفك اليراعي
أيقونة تشع بنبض الوفاء لفلسطين
لأنك ساهمت جُل الإسهام في خلق أبجدية الوطن
ولأنك حبيب كل من قرأ لك سطراً وعشقك فكراً
نُحبك ونقدرك بعدد حبات زيتون فلسطين
وحجم آلام وآمال السجين
الأسير السجين يا سميحنا
اذكر ما حييت الإنسان الإنسان شاعر العروبة حين زرع زيتونة الثقافة عبق ذكرى منحه مواطنة شرف قرعاوية ومنح كفر قرع الشرف الأكبر بهذا الانجاز التاريخي
يومها رفض القاسم أن يغسل يديه من تراب ارض الحوارنة بعد زرع الشجرة..احبك تراب الحوارنة كما أنت بالضبط…
سلمت يداك يا من أبدعت في تأريخ نكبتنا بأروع الكلام النازف بدم شهداء القضية
اعلم يقيناً بأنك تسكن وجداننا ونرى فيك
كل ما يراه متشرد على ارض وطنه المغتصب
ولاجئ في منفى الروح والوطن أبا الوطن
نرى فيك الشموخ وألم الأمل
نحبك ونشتاق لعناق قصائدك على المسرح
منذ الأزل وحتى تحقيق الحلم والأمل
أيها الأصيل الأصيل في زمن باتت فيه الخيانة وجهة نظر
هناك على ارض الكرمل ..والكرمل شامخ فينا..
لن يكون إنتصارهم بإحتلال الأرض انتصاراً
لأننا بك وبحماة الوطن من الشعراء والأدباء الخالدين
لن نعترف بالهزيمة التي ما كانت
هناك في الحرم الجامعي وفي سنين التأرجح والانبهار باللا حضارة واللا ثقافة الإسرائيلية..في سنين التأرجح بين الهوية الوطنية والمدنية المستكلبة في كل مقال يردد روايتهم هم..وندرس نحن حتى نحظر باللقب..هناك كنت لنا وكنت لي أباً مزوداً بجرعات الكبرياء والإخلاص لقضيتنا!
هناك حفرت لنا انت أعظم لوحة دمشقية الحسن والجمال من الفخر والكبرياء والاعتزاز بعروبتنا.. وقصيدة مظفر النواب..القدسُ.اوتذكر؟بكينا على قدسنا..كما لا نزال..القدس عروس عروبتكم!
اعترف….
انت من علمتني كيف ازرع القمح..ولنا لا زلت ازرعه ..أنت من زرع فيّ كل أشجار ذاكرتي وأدغال أدغال حبي لنا….. أدغال لا يقدر الحطاب المُحتل على إقتطاع وقطع وريقة منها… لأننا نحميها بإيماننا بقضيتنا ..ومأساة مأساتنا..هناك على مسارح جامعة حيفا والحرم الجامعي المغروز بآفة العنصرية أوكسجيناً وضوءاً!
ذلك الوشاح الأحمر..تلك السبابة الأبية ذات الهامة المرفوعة…لن أنساها ما حييت..
تلك الحنجرة وجاشة الصوت التي تخلق أجيالاً وتظلل على أيقونة في الروح والقلب تلعن الظلام وتقضي عليه!!
يا من علمتنا أن نمشي منتصبي القامة ومرفوعي الهامة وألا نهاب الموت..وقصفة الزيتون في اليد والنعش كما المهد..
لأنهم لن يفلحوا في الركوب على ظهرنا وظهر قضيتنا إذا لم ننحني
ولن ننحني ولن نبدل تبديلاً ….وصيتك!
فالبئر بئرنا والماء ماءنا قراحي/ك أم كدري/ك… أيها القاسم
أيها الوفي الوفي..
أنت القائل:”وردتي نجمة في الظلام
حجري وردة للسلام
وكلامي مصير الكلام
فإحفظوا سر زيتونتي
واحرسوا سر سنبلتي
وأكرزوا في جميع الأنام”
كولاجك الثالث أمطر على قلبي دفئاً وبرداً
مطراً وسراباً… واحة وصحراء وصحراء وواحة
مزقني وقواني..أسرني وحررني
رماني ورفعني..بعثرني وجمعني في مجموع اكبر مني أنا بكثير!!!
وعدت من المعركة منتصبة القامة ومرفوعة الهامة…
ليزراتك تسكنني وأتكئُ عليها كلما ضعفت… لأقوى .. وأقوى على الدنيا بكل طغيانها..هي وسكانها!
أنت القائل ولست أنا..استنير أنا وأستظل بوهج ليزراتك الشمسية:
*ليكن ضوء سراجك من زيت زيتونك
*ما أصعب الخيار على الإنسان بين أن يموت جائعاً أو يعيش عبداً
*سأموت حقاً حين أصل إلى قناعة بأن ضمير شعب بأسره قد مات
*الحرث العميق لا يضمن المحصول الجيد! قل كلمتك ولا تمش!
*عقل بلا قوة خير من قوة بلا عقل! والبركة كل البركة في عقل تحرسه القوة وقوة يزينها العقل.
*لا تعيش الحمائم على أوراق الخريف، الديدان تفعل ذلك
*لا بد من لغة حية للتعبير عن الإنسان الحي، ولا بد من لغة قوية لإحترام الإنسان القوي، واللغة الضعيفة تُنتج إنساناً ضعيفاً
*المطر الغزير يفضح الشمسية الواهية
*التوكلية بمعنى الاتكال على الله أهلا وسهلاً والإتكالية بمعنى القعود والكسل إلى جهنم وبئس المصير
*ما من دكتاتور يحب شعبه أو وطنه، الدكتاتور يكره كل شيء حتى نفسه!
*اقرأوا الفاتحة على مجتمع يعتبر الجبن شجاعة والحمق مهارة والهرب بطولة!!!
ويطول العد ويطول..أمد الله بعمرك..أيها الوفي الشامخ والساكن فينا..
حدائق بهائية من التقدير والاحترام نهديها إليك…سلام يا أبي مني ومن الزيتونة…
الكاتبة مها زحالقة مصالحة..ناشطة ثقافية وجماهيرية..مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفر قرع المحلي
كُتب في 5\2014