كلية “كي” في بئر السبع تقيم يومًا دراسيًا حول دوائر البحث
تاريخ النشر: 03/05/12 | 22:44بمشاركة باحثين ومحاضرين من جامعات وكليّات مختلفة: كلية “كي” في بئر السبع تقيم يومًا دراسيًا حول دوائر البحث
أقيم في كلية “كي” للتربية في بئر السبع يوم الاثنين الموافق 30.4.2012، مؤتمر بعنوان “وَمِلْتَ بقلبكَ إلى الفهم- دوائر بحث في كلية كي”، شارك فيه العديد من الباحثين والمحاضرين والمرشدين التربويين من مختلف الكليات في البلاد. وقد قدّم المشاركون في هذا المؤتمر العديد من الأبحاث النظرية والميدانية ذات الصلة بمجالات التربية والتعليم والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الوسطين العربي واليهودي في البلاد.
برنامج المؤتمر كان غنيًا بموضوعاته كما كان غنيًا بفقراته وجلساته المختلفة، التي تمحورت في أربع جلسات رئيسية: طروحات وأفكار لأبحاث مستقبلية، محاضرات قصيرة، جلسات موازية لطاولات مستديرة، جلسات موازية لأبحاث وطروحات قيد البحث. هذا بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية الرئيسية التي افتتحتها رئيسة الكلية البروفسورة ليئة كوزمينسكي والتي رحّبت بالحضور والمشاركين والباحثين في هذا المؤتمر، كما أكدت كوزمينسكي على أهمية البحث العلمي ودوره في حياة المجتمع إلى جانب تأهيل المعلمين وما يتناسب ومتطلبات القرن الواحد والعشرين. وقد مثلتْ وزارة التربية والتعليم الدكتورة أورنه شاتس- أوفنهايمر التي أشادت بالمؤتمر والقائمين عليه والمشاركين فيه. كما أكّدت على أهمية البحث العلمي وتشجيع الباحثين من مختلف المجالات العلمية رغم الضائقة المالية التي تمرّ بها الكليات في السنوات الأخيرة.
في هذا المؤتمر، شارك العديد من الباحثين والباحثات العرب من مختلف الكليات في البلاد، وبالأخصّ من أكاديميّة القاسمي. من بين هؤلاء الباحثين، شارك كل من الدكتور سليم أبو جابر(أكاديميّة القاسمي وكليّة كي) والدكتورة آمال أبو سعد (كليّة كي) والباحثة هيفاء مجادلة (أكاديميّة القاسمي) في الجلسة الأولى التي كانت بعنوان” طروحات وأفكار لأبحاث مستقبلية”، حيث بادر الدكتور أبو جابر بطرح فكرة بحث علمي مشترك تحت عنوان: “دور الكليات التربوية في البلاد في تعزيز ورفع مكانة المرأة العربية كقائدة تربوية واجتماعية”. شارك في هذه الجلسة العديد من المحاضرين والباحثين والطلبة من العرب واليهود.
الدكتور سليم أبو جابر الذي ترأس الجلسة، وتحت عنوان: “كليات تأهيل المعلمين- كرافعة لتأهيل ودمج المرأة العربية لتصبح قائدة تربوية واجتماعية- حالة كلية كي”، قام بطرح الفكرة وأهمية بحثها مستقبلاً من خلال عرض دور كلية “كي” وأهميته التربوية والاجتماعية في تعزيز مكانة المرأة العربية في الجنوب منذ تأسيس الكلية. وأضاف الدكتور أبو جابر، بأنه يعتبر الكليات لتأهيل المعلمات في البلاد، وخاصة كلية “كي”، بمثابة “بوابة الأمل” لكل فتاة عربية في الجنوب تريد أن يكون لها دور في بناء الأسرة والمجتمع في هذه البلاد، ودور فاعل ومؤثر في تكوين مجتمع عربي معاصر. وعليه، هناك أهمية قصوى للقيام بمثل هذا البحث المشترك من قِبل باحثين من مختلف الكليات ووضع نتائجه على طاولة مُتخذي القرارات في وزارة التربية والتعليم بشأن الأقسام والمعاهد والكليات التي تستقبل وتؤهل الفتاة والمرأة العربية في القرن الواحد والعشرين، في ظل غياب أو تغييب أبواب أخرى تطرقها الفتاة والمرأة العربية لتحقيق الذات والأهداف الحياتية والاجتماعية.
الباحثة والمحاضرة في أكاديمية القاسمي، الأستاذة هيفاء مجادلة، طرحت أمام الحضور تحت عنوان: “دور أكاديمية القاسمي في تمكين وتعزيز المرأة”، الدور الريادي الذي لعبته- وما زالت- أكاديمية القاسمي في تعزيز مكانة المرأة العربية في البلاد منذ انطلاقة الأكاديمية وفي كل محطّة من محطّات تقدمها وتألقها في رفع المستوى العلمي والأكاديمي والاجتماعي في الوسط العربي. وعرضت الباحثة بالإحصائيّات والأمثلة مدى مساهمة القاسمي في تعزيز المرأة سواء كانت في الطّاقم الأكاديميّ أو المهني. كما تطرّقت إلى مدى اهتمام الأكاديميّة بتعزيز طلابها وبالأخصّ طالباتها ودعمهنّ، من ذلك توفير أطر عمل لهنّ في الأكاديميّة أو خارجها، إشراكهنّ في ورشات عمل وتخصيص مساقات وبرامج ونشاطات تعزّز هذا الموضوع. كما عملت الأكاديمية وإدارتها على تعزيز ودعم الموظفات في الأكاديمية، حيث وصل العديد منهنّ إلى مواقع قيادية ومؤثرة في الأكاديمية. وقد اختتمت السيدة هيفاء طرحها بأنّ أكاديمية القاسمي، أصبحت منارة وصرحًا علميًّا تنير طريق الفتاة والمرأة العربية وتضيء لها دربها في سبيل تحقيق الذات.
الدكتورة آمال أبو سعد، محاضرة ومرشدة في كلية” كي”، قدّمت تجربتها الشخصية تحت عنوان: ” قصتي الشخصية- بداية ونهاية إغلاق دائرة”، كفتاة بدوية في مجتمع ذكوريّ متسلط، تسوده وتحكمه العادات والتقاليد والأعراف القبلية التي لا ترحم الفتاة ولا المرأة وفي بعض الأحيان لا ترحم حتى الأم ولا الجدّة. في ظل هذه الظروف الاجتماعية وكذلك الاقتصادية الصعبة والقاسية، شقّت الدكتورة آمال طريقها الصعب في سبيل تحقيق ذاتها وطموحاتها. حيث أنهت دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثمّ التحقت ببوابة الأمل الوحيدة المتاحة لها في ذلك الوقت ألا وهي كلية” كي”.
فقد أنهت دراستها لتكون معلمة مؤهلة، ثمّ اللقب الأول في العلوم في كلية لفينسكي في تل أبيب، ثمّ اللقب الثاني والثالث في جامعة بن غوريون. وها هي اليوم تعود لتغلق الدائرة لتكون محاضرة ومرشدة تربوية للعلوم في كلية “كي”، التي كانت بمثابة الخطوة الأولى على طريق صعب وشائك تكتنفه المخاطر والصعاب الاجتماعية والاقتصادية، وحتى المآسي الأسرية التي مرّت بها. في نهاية عرضها لقصّتها وتجربتها الشخصية، وعلى الرغم من مرارة وصعوبة المشوار وطوله، تؤكد الدكتورة آمال على أنّ الفتاة العربية وخاصة البدوية، يجب عليها ألاّ تتردّد في تحقيق أهدافها وأحلامها في الحياة رغم كل الصّعاب التي ستواجهها.
يشار إلى أن باحثين آخرين شاركوا في جلسات أخرى من جلسات المؤتمر نحو: د.سليمان خوالدي، د.عمر مزعل، د.سالم العطاونة، د. أحمد العطاونة، السيدة وردة سعدة، السيد إبراهيم البدور وغيرهم.