فريق العمل الإعلامي
تاريخ النشر: 07/09/14 | 11:50في غمرة انتشار الإعلام العصري، واكتساح القنوات الفضائية لمساحات العقل العربي بما تحويه من توجهات ومفاهيم ومحتويات، بات لزاماً علينا اليوم أن نتحدث عن الفرد والمجموع في العمل الإعلامي.
في أي موقع إلكتروني، أو وكالة أنباء، أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي، يتكرر السؤال نفسه كل مرة، هل نحن أمام استنساخ تجربة؟ أم أننا أمام عمل جديد وإضافة فعلية في عالم الإعلام المعاصر؟
اسمحوا لي هنا وبواقع خبرتي في مجال الإعلام وعملي في العديد من القنوات الفضائية وحتى بواقع تقديمي للعديد من البرامج في الفضائيات، فإني قد عشت هذه التجربة بصورة واضحة، وتعرفت إلى أن مسار أي مؤسسة إعلامية مرهون بتوجهات مدير الشركة الذي يسيطر على القرار، أو الإعلامي الذي ينتزع السيطرة منه، وكلا الاتجاهين خاطئ.
نحن اليوم في عالم يتعاطى مع الفكر الجماعي، والتحليل والقراءة الجماعية للحدث من أكثر من زاوية، ولذلك، نشأ من بين مصطلحات الإدارة العامة مفهوم: فريق العمل الإعلامي، الذي هو دعامة من دعائم القوة والتميز في أي جهد إعلامي، لا سيما إذا ما تم تفعيل منهجية انتقاء فريق العمل وتحديد كوادره وصلاحياته وتوجهاته والمهمة المطلوبة منه.
بالتأكيد أنا أتحدث هنا عن فريق عمل إعلامي تخصصي، يشمل الجانب الفني والجانب التقني على حد سواء، وليس عن مجموعة من الموظفين أو من الأصدقاء من غير أهل التجربة يلتقون معا للحديث في أمر الإعلام.
الإعلام ليس هواية فقط، إنه مجال تأثير في ملايين البشر، وصقل عقولهم من خلال تراتيبية القيم والمفاهيم التي تطرح فيه، وهذا معناه، أنه ينبغي تكامل الجهود الفنية والتقنية في مجال الإعداد الاحترافي والإنتاج الاحترافي وصناعة المؤثرات السمعية والبصرية وأداء الفريق أمام وخلف الكاميرا، وعمل التسويق للعمل وتحديد نقاط القوة والضعف والقيام بالتقييم والتقويم الدائم واستخلاص العبر للوصول لتميز متجدد.
هذا معناه أن يقوم على البرنامج التلفزيوني، أو الإذاعي،أو على وكالة الأنباء أو القناة أو نحوها جمع من الناس لديهم ميولهم وقدراتهم وخبراتهم المميزة في جوانب مختلفة للعمل بنجاح لتحقيق مهمة محددة واضحة تقودهم إلى تحقيق مستويات مقبولة من النجاح من خلال قدراتهم التخصصية التي تجتمع وتتضافر من أجل فكرة واضحة في أذهانهم، ويسعى كل فرد منهم لإنجاحها من مجاله ومن الزاوية التي تُخصص له فيه.
وأجدني مجبراً هنا على الحديث عن أهمية الانسجام ما بين مكونات هذا الفريق، وعن أهمية تنوع التخصصات فيه، وأن القيادة الخاصة بهذا الفريق هي حجر الزاوية في نجاحه وتفعيله أو قتله وتدمير نفسيات العاملين فيه، وهو ما يجبرنا على الخوض في تفاصيل بناء الشخصية الفردية المشاركة في هذا الفريق، وتمتعها بالولاء للفكرة التي قام بناء عليها، وقدرة القيادة على تحقيق أعلى سقف من العمل الإيجابي البناء في تفعيل المواهب دون إفراط أو تفريط.
د. نزار نبيل الحرباوي