إنَّ المساجد لله !
تاريخ النشر: 18/12/10 | 3:10بقلم:يوسف جمل
أرأيتم لو أنَّ بجانب مسجدكم خمّارة أو بيت من بيوت الدعارة أو ملهى أو كازينو ومرقص ليلي ماذا كنتم تفعلون ؟! أرأيتم لو أن بالقرب من بيوتكم وكر من أوكار الرذيلة ماذا كنتم تصنعون ؟! أرأيتم لو أن على مقربة من مسكنكم مجمع للنفايات أو مصنع يزعج بضجيجه وروائحه أو ورشة يصدر منها بين الحين والآخر أصوات أجهزة وأدوات وماكينات . أرأيتم لو نصبت هوائية لشركة اتصال بالقرب من مكان سكناكم . أرأيتم لو أنه يجاوركم منتزه أو صالة أفراح تتسبب في سلب راحتكم وإزعاجكم ! أرأيتم لو أطلقت مفرقعات صوتية وضوئية في حيِّكم تفزعكم وتؤرقكم , ألا تتذمرون ؟! أرأيتم لو أن جار لكم اقتنى بضع دجاجات أو حصان أو غنمة أو عنزتين فماذا انتم فاعلون ؟ أرأيتم لو أن جوقات الأناشيد وأسراب المركبات تجول في شوارع حارتكم ليلاً ونهاراً بسرعة جنونية وبأصوات الموسيقى والأغاني التي تنبعث منها وبتحد واستفزاز فماذا عساكم تفعلون ؟ أرأيتم لو أن بضعة أولاد يلعبون ويصرخون ويهتفون ويتخاصمون تحت شباك غرفة نومكم ظهراً عصراً صباحاً ومساءً فهل تصبرون وتصمتون ؟! لماذا نثور ونغضب ونرغي ونزبد إذا ما حدثت مثل هذه الأمور بين ظهرانينا وفي محيطنا ومن حولنا ونشمر عن السواعد في مواجهتها ونندد بها ونتصدى لها ولا يهدأ لنا حال ولا بال. وما بالكم إذا ما كانت كل هذه الأمور بعيدة عنكم وفي منأى من مضاجعكم وليست في مجال رؤيتكم ما بالكم لا تحركون ساكناً ولا تسارعون إلى التصدي لها بما هو في مجال الاستطاعة والإمكانيات المتوفرة أم ما هو إلا عين ما تشوف ذان ما تسمع قلب ما يحزن ! كيف لا ومنذ سنوات عديدة يجاور البحر في مدينة قيسارية مسجد بمئذنته الشامخة يستصرخنا وينادي يحن إلى صلاة فيه , يشتاق إلى أن يرفع الآذان من على مئذنته , يبكي ويئن من الإهانة والاستباحة , يضيق بروائح الخمر , يشمئز من العري والفجور وانتهاك حرمته وينتظر ! نمر بجانبه ويتحسر البعض منا وربما نتمتم بلا حول ولا قوة إلا بالله وسرعان ما ننسى ونمضي ونتابع مسيرتنا وحياتنا والذل يقطر من آذاننا ! كيف لا وعمليات الاستهداف لمساجد المسلمين متصاعدة وما بين الحين والآخر يحرق مسجد في الأراضي المحتلة أو ينتهك ويدنس بمحتوياته وكتبه ومصاحفه . كيف لا ونحن نواكب حملات معادية لرفع الآذان بحجة الإزعاج وخاصة في البلدات العربية التي تجاورها مجمعات سكنية تضيق ذرعاً بالنداء للصلاة . كيف لا ونحن نعايش الحصار وتضييق الخناق على بناء المساجد وإعمارها . كيف لا ونحن نرى مساجد في بلادنا ( الصحوة ) ومسجد البحر في طبريا ويافا وسيدنا علي وبئر السبع والطيبة وفي العراق وفلسطين وشتى بقاع العالم تهدم وتنكس مآذنها ويضيق الخناق عليها ويعاث فيها الدمار والخراب والفساد . كيف لا ونحن نرى ما يحدث للأقصى والحصار المفروض عليه والأساليب والطرق والحيل التي تستهدف أولى القبلتين وثالث الحرمين . كيف لا ونحن نسمع ونرى أن في أسبانيا بني مطعم ومرقص وملهى ليلي على شكل مسجد بمئذنة وأطلق عليه اسم ” مكة ” لإذلال المسلمين واستفزازهم وإغاظتهم . كل هذا يمكن أن يُفهم ويُعلل بالعداء للإسلام ومحاربة الإسلام والإساءة للإسلام ومحاولات القضاء على كل ما يرمز إلى الإسلام من مبان ومراكز ودور العبادة والتحفيظ والتعليم والثقافة والتراث والأدب والكتب الدينية والصحف والمجلات والإعلان والإعلام والمطبوعات والمواقع والقنوات الفضائية وغيرها….. ولكن ما لا يمكن أن يفهمه أعداء الإسلام أن عظمة الإسلام تتجلى في عدم الإتيان بمثل ما يصنعون فالخليفة عمر بن الخطاب امتنع عن الصلاة في كنيسة القيامة حتى لا يتسبب في الأذى للغير أو أن يتحول مكان صلاته لمسجد على مبنى الكنيسة , وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الدروس والعبر في تعامله مع بني قريضة وبني قينقاع وبني النضير رغم الغدر والخيانة والدسائس التي حاكوها واشتغلوا في تدبيرها للمسلمين . ورغم الإساءات والرسوم الساخرة التي واكبناها إلا أنه لم يقم من المسلمين من يسخر أو يرسم أو يهدم أو يمس بسوء ديانة أو نبي لأي من الأديان لأن في عقيدة الإسلام إيمان بالكتب السماوية والأنبياء والرسل قاطبة ! ولكن ما لا يمكن أن نفهمه ونستوعبه نحن أن يقوم من بيننا أناس مسلمين ينتهكون حرمة المساجد ولا يحترمونها في الدخول والخروج ولا في المحافظة عليها من الأذى والإزعاج ولا في نظافتها والعناية بمحتوياتها وفي استعمال مرافقها . وما لا يمكن أن يعقل أن تقوم مجموعة بالاعتداء على مسجد ما والعبث بممتلكاته حيث تم رمي المصاحف على أرض المسجد وتحطيم زجاج النوافذ وتكسير أجهزة الصوت إلى غير ذلك من العبث الذي قام به مجهولون في بلاد المسلمين ! والأشد وأصعب أن تقوم مجموعة في بلاد الحرمين بتحويل مسجد إلى مطعم وكافيتيريا وتثبيت لافتة بهذا الخصوص ( مطعم وكافيتيريا الشباب ) ونصب صحن على سطح المسجد وتثبيت جهاز تلفزيون داخل المسجد يبث الأغاني الهابطة والأفلام الساقطة . وفي الرياض القي القبض على مجموعة من الوافدين يمارسون لعب القمار داخل مسجد في حي اليرموك ومن بينهم مؤذن المسجد الذي استغل أموال الصدقات والتبرعات في القمار والمراهنات وقد ضبطتهم الشرطة وهم متلبسون بالجرم المشهود . ماذا يمكن أن نقول ؟ رحم الله الرندي حيث يقول في مرثيته المشهورة للأندلس المفقود :- حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ حيث المساجد قد صارت ملاهي ما فيهنَّ إلا قواريـر وسكرانُ هل ينتهي بنا الأمر إلى أنه طالما أن الأمر بعيد عن العين بعيد عن
الروح والقلب فهو بعيد عن الاهتمام أم أنه يتطلب منا وقفة ولا نكتفي بالقول حسبي الله ونعم الوكيل وأن المساجد لله بل يتطلب منا أن لا ندعو مع الله أحدا كما ويتطلب منا أن نقف ونبني ونعمل ونعمر المساجد ونعيد البناء ونتصدى لكل من تسول له نفسه المس بمقدسات المسلمين وعلى رأسها المسجد الأقصى ولا ننتظر الطير الأبابيل لترميهم بحجارة من سجيل وإن للبيت ربٌ يحميه !
احسن اشي المسجد وانا بحب الله كثير كثير، وكمان انا بحب كثير اروح على الجامع ميشان اصلي
بارك الله فيك اخي يوسف الجمل على توعيه الناس من أجل المحافظه على المقدسات الاسلاميه اينما كانت, مقالك رائع وهادف, ونقدك لاذع للمجتمع , فواجب علينا جميعا المحافظه على مقدساتنا مما يعود بالنفع والخير والبركه على مجتمعنا الفاضل واعلموا ان المقدسات تعتبر رمز الحضاره الاسلاميه برمتها فحافظوا عليها اينما كنتم ولكم في ذلك ثواب عظيم .
حياك الله استاذي الكريم وجمل ايامك بالتوفيق والنجاح.
مقالتك هادفة ومعبرة.اسلوبك في الكتابة وطرح الموضوع رائع.
الغرب لن يغيرنا…نحن المسؤولين اولا عن تغيير انفسنا الى الأحسن
في كل مجالات الحياة.
النقد البناء عنصر هام لادراك الرقي, والسلوكيات الحميدة, ورفعة هذه
الامة..علينا جميعا ان نتحمل المسؤولية ونعمل على تنمية روح الانتماء
للجماعة, من اجل العيش الكريم.
اخي الكاتب طرحت في مقالتك امور جدية..بحاجة الى عمل جماعي جماهيري.
انا اسكن في حي الحوارنه مقابل نوعا ما الى المركز الجماهيري الحوارنه
ففي ساعات المساء تبدا قطعان من الشباب تتوجه الى الارض المجاوره للمركز الجماهري ومعهم سياراتهم وهناك تبدا السهره والصراخ والكلام السافل وتقحيط السيارات
ومع ان بعض الجيران اتصلوا بالشرطه ولكن الوضع كما هو على مدار بعض الاسابيع
لا نعرف لمن نتوجه
لرقم 4.. انا كل يوم أمر من منطقة الحوارنة وتقريبا مرتين باليوم في الليل ولا أرى (قطعان الشباب) الذي تتحدث عنهم !!!!
اذا اردت ان ترى بائعين الحشيش او شاربي الخمر .. اذهب بعد الساعة الواحدة ليلا الى مدخل البلدة وسترى شاب بلدك مع الفتيات اليهوديات يشربون ويدخنون السيجار !
(على فكرة يوجد بعض الفتيات من …. وانا أعرفهن شخصيا) !
انت مدعو الى الحوارنه ليلة الجمعه لتشاهد وتسمع
اما بالنسبه للشباب في مدخل القريه فهناك فرق بين مدخل القريه وبين حاره من حارات القريه
فمن يريد السكر والعربده فن كان لا بد فليبتعد هو و قرفه عنا
كل تغيير بحاجة الى عمل جماهيري, ولكن اين هو. كنت وما زلت في افضل المناصب لتقوم بهذا. ولكن اعتقد اننا جميعا لا نفكر الا بانفسنا, ونفتقد الى التعاون الحقيقي. كل منا سيسال ماذا قدم لبلده, وماذا قدم للاجيال القادمة. بالله عليك ان تفعل ولو عشر ما تقول او تكتب. وانا متاكد انك ستنجح بذلك
الى رقم 7
الاخ يوسف جمل في مقالته تطرق الى كثير من الامور العامة في العالم وفي
اسرائيل…مسجد قيساريه .مسجد البحر في طبريا.انتهاك مساجد الضفة .سرقة
محتويات المساجد….اتلاف وسوء استعمال المساجد…وانتهاك حرمة المساجد
في السعودية…
اخي الكريم….هل يمكنني ان اعالج الامور اعلاه.
معظم حياتي كرستها لخدمة بلدنا الحبيب.حققت بلدنا تقدما كبير.وهي بحاجة
لمشاريع كثيرة…لنلحق بالامم المتطورة.
في الشهور الاخيرة ..وبعد دراسة عميقة.توصلت الى نتيجة تقول..لكي نحارب
ونتغلب على العنف بجميع انواعه.علينا نتسلح بالثقافة.علينا ان نغرس حب الثقافة
بانفسنا وبجميع افراد المجتمع. من هذا المنطلق وجدت نفسي اكتب. وتعلمت الطباعة
واقمنا…انا وبعض الاخوة من القرية..حلقة فكرية ثقافية.هدفها تنمية الثقافة..وتشجيع
المطالعة والقراءة.
اخي الكريم..اذا كان عندك موضوع عام او مشروع او اقتراح …تقدم به الى مجلسنا
واعدك بدراسته والعمل به اذا كان به فائدة للقرية.
لفد صرحت سابقا من خلال بقجة…باني اكتب واعلق في الموقع بصورة شخصية
كباقي الزوار..متمنيا للجميع الخير والسعادة والنجاح في دروب الحياة.
وختاما اخي المعلق.ثق ان مجتمعنا بحاجة الى جهود من جميع عناصره لكي
نسير به في دروب الثقافة نحو مستقبل مشرق وسعيد.ولكي نحقق هذا الهدف
علينا ان نتعاون وبصورة حقيقية.
تتممه الى ما ذكر في تعليق سابق
هل تكرمت وساعدت اهل وسكان حارة الحوارنه المقابله للمركز الجماهيري
حيث اننا نعاني من شباب طائش وغير مؤدب يسهر ويعربد بجانب المركز وخاصه في ليالي السبت
فنحن نتوجه الى الله ثم اليك ان تساعدونا على الحد من هذه الظاهره
ولك الشكر
زيادة الوعي والانتماء الحقيقي تسهم في إحداث التغيير المنشود!
وكما قيل:
يد واحدة لا تصفّق!
وأن نضيء شمعة خير من أن نلعن الظلام!
ألف تحية للأستاذ يوسف الجمل على إبداعه الملتزم الهادف!
وبورك المعقّبون الواعون الغيورون على المصلحة العامة!