اتحاد الأدباء الفلسطينيين يدين الحكم بحق سعيد نفاع
تاريخ النشر: 08/09/14 | 8:43جاءنا من النّاطق الرّسميّ لاتّحاد الأدباء الفلسطينيّين الشّاعر علي هيبي هذا البيان الّذي يستنكر فيه الاتّحاد ويدين بشدّة قرار الحكم السّياسيّ الجائر بحقّ الأمين العامّ المحامي سعيد نفّاع، والّذي أصدرته المحكمة المركزيّة في النّاصرة يوم الخميس الفائت، وذلك بقضيّة التّواصل مع شعوبنا العربيّة، فقد قام وفد من المشايخ الدّروز ومعهم المحامي سعيد نفّاع بزيارة لسوريا في ايلول 2007.
ونريد أن نوضّح في هذا الشّأن أنّ كلّ القوانين أو الأحكام الجائرة لن تثنينا عن التّواصل الدّائم مع أبناء أمّتنا في كلّ الأقطار العربيّة عندما تكون ثمّة حاجّة لهذا التّواصل، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الحكم بالسّجن الفعليّ بحقّ المحامي سعيد نفّاع، وهو عضو كنيست سابق يعتبر سابقة قضائيّة خطيرة لها انعكاساتها السلبيّة على نزاهة القضاء وعلى مبدأ الفصل بين السّلطات، حيث يشتمّ بل ويلمس من القرار رائحة الانتقام السّياسيّ، وهو في الوقت نفسه يظهر انجرار القضاء وراء التّوجّه اليمينيّ للحكومة الحاليّة الّتي خرجت من العدوان على غزّة خالية الوفاض من تحقيق أهدافها ضدّ وحدة القرار الفلسطينيّ، وبالتّالي ضد صمود شعبنا وتلاحم المواطنين العرب داخل إسرائيل مع غزّة الأبيّة والعصيّة أمام العدوان الهمجيّ.
لقد خلا القرار من أيّة تهمة أمنيّة، ولذا فقرار الحكم سياسيّ من الدّرجة الأولى، وإنّ قرار الأخ سعيد بالاستئناف على القرار لا يقلّل من أنّ القضاء الإسرائيليّ ونزاهته القديمة ولا نزاهته الحديثة على المحكّ الآن، فهو الآن في الحقيقة إذ يحكم على سعيد نفّاع فهو في الآن ذاته يحكم على نفسه، فإمّا أن يكون قضاء نزيهًا مستقلاًّ أو يكون أداة حكم لا تختلف عن سلطة الحكومة وتوجّهها اليمينيّ المعادي للعرب.
ولا شكّ أيضًا في أنّ وسائل الإعلام العبريّة قد ساهمت مساهمة جليلة في التّحريض وتسميم الأجواء بالعنصريّة، نحن ندين هذا التّوجّه البغيض لهكذا وسائل إعلام، ونرى أنّ مهمّة الإعلام هو نقل الحقيقة، ولكن عندما يتحوّل الإعلام في إسرائيل إلى بوق سلطويّ فإنّ المسؤولين عن هذا الإعلام يصبحون مأجورين لدى حكومة فقدت اتّزانها السّياسيّ والأخلاقيّ.
إنّ مشروع التّواصل مشروع وطنيّ وقوميّ من الدّرجة الأولى، ولن نتنازل عنه مهما قدّمنا من تضحيات ومهما تعرّضنا من أحكام تعسفيّة، ولن تثنينا هذه الأحكام الجائرة حتّى لو صدرت من المحكمة العليا عن هذا المشروع الوطنيّ، لأنّه لا قوّة في العالم تستطيع فصلنا عن محيطنا العربيّ في هذا الشّرق الكبير من المحيط إلى الخليج.
نحن مع سعيد نفّاع والتّواصل الدّائم وضدّ الحكم الجائر ونطالب بإلغائه فورًا وعدم تنفيذه، لأنّ ما قام به سعيد وغيره حقّ وما صدر بحقّه باطل، وسنكون مع سعيد نفّاع في هذه المعركة إلى أن تنتهي إلى النّهاية الّتي نريد وهي إحقاق الحقّ. وها نحن نعلن كاتّحاد للأدباء الفلسطينيّين عن استنكارنا الشّديد وإدانتنا القويّة للقرار ونعلن أنّنا مع دوام التّواصل وتوسيعه مع سائر أقطارنا العربيّة ومع كلّ جهة في العالم العربيّ وغير العربيّ ترغب في لقائنا والتّواصل معنا. نريد ذلك، نحبّ ذلك ولو كره الكافرون.