تعريفنا: نحن الـ “عرب في إسرائيل”؟
تاريخ النشر: 10/09/14 | 10:30ظل تعريف (عرب إسرائيل) قائمًا إلى سنة 1969 إلى أن أعللنت حركة (فتح) عن استقلالية القرار الفلسطيني، عندها أخذنا منذ ذلك التاريخ نسمع ترديد لفظة (فلسطيني) بكثرة وبصورة بارزة للتدليل على العربي الذي بقي في وطنه.
ثم تردد مصطلح: “العرب الفلسطينيون في إسرائيل”، وكذلك “العرب في إسرائيل” كما شاع في صحافة الحزب الشيوعي.
كان توصيفنا على لسان الأهل في الضفة والقطاع أننا عرب “الخط الأخضر”، “عرب الداخل”، “داخل الخط الأخضر”، وصولاً إلى “عرب 48” أو “فلسطينيو 48″، “مناطق 48”- (هذا المصطلح أخذ يبرز بعد ظهور السلطة الفلسطينية وفي أوائل التسعينيات).
أما المصطلح الذي كان يتردد في العالم العربي خارج فلسطين فهو “عرب الأرض المحتلة”، فلما احتُـلت الضفة والقطاع شمل المصطلح الاحتلالي جميع الفلسطينيين في فلسطين، إلى أن ظهرت السلطة الفلسطينية، فشاع مصطلح (عرب 48) أو “مناطق 48” و “الخط الأخضر” للتمييز بين مواقع الفلسطينيين.
……
يكتسب الموضوع أهمية بالغة في تعريفنا نحن الذين نشارك في المؤتمرات والمنتديات والصحافة في العالم العربي، وقد مررت بتجربة أحدثكم عنها:
**
كلفني الدكتور سماح إدريس بتحرير عدد خاص عن الثقافة في فلسطين (48)، وقد وجدنا غلبة كبيرة وعنتًا في اختيار عنوان العدد، فإذا قلت الثقافة في فلسطين، إذن أين نابلس ورام الله والخليل وتمثيل أدبائها إلخ…
بل أين غزة وخان يونس؟
بعد مداولات كتبنا على العدد: “الثقافة في الجليل والمثلث”- حجر الزاوية، حيث صدر هذا العدد المزدوج 7-8 سنة 2003. وقد شفع لي أنه لم يكن في مواد العدد مواد لأدباء من النقب أو من المدن المختلطة أو الساحل.
**
جابهتنا المشكلة يوم أن أسسنا “مجمع اللغة العربية” فإذا أضفنا (في إسرائيل) جفل الكثيرون بصدق أو بغير صدق، وكل له دعواه.
وإذا قلنا (الفلسطيني) عندها يختلط الأمر، ففي نابلس ثمة “مجمع اللغة العربية الفلسطيني”.
وإن تركنا الاسم بدون أية إضافة (مجمع اللغة العربية) اختلط الأمر بيننا وبين مجمع القاهرة المشهور، وهو الأحق بالاسم.
اقترحت يومها على أن يكون اسمنا “مجمع اللغة العربية في حيفا”- علمًا بأن الاسم الرسمي هو “مجمع اللغة العربية في إسرائيل”. وسرني أن المجمع تبنى هذا الاسم.
ولا أعرف اليوم كيف سيتصرف الزملاء في المجمع بعد أن انتقل المجمع إلى الناصرة؟
……
ثم حدثت المشكلة مؤخرًا يوم أن طلب مني محرر صحيفة عربية مشهورة وافق على نشر مقالة لي أن أكتب عنواني إزاء اسمي، فباقة الغربية غير معروفة لديهم، وفلسطين تعميمية تشمل الداخل والشتات والضفة والقطاع، وإسرائيل لا يقبل أن يكتبها أحد حتى ولو كانت بين دولته وبين إسرائيل تبادل سفراء.
……………………..
من هنا أرجو أن أقرأ اقتراحات عملية لتعريفنا نحن المقيمين، ويسرني أن نتدارس الأمر بكل جدية، فصدقوني أن الموضوع مهم، كما أن موضوعي الذي أثرته يوم أمس له أهميته وخطورته.
ما اسمنا؟
أرجو ترجيح أي اسم ولماذا؟ أو اقتراح اسم آخر يمكن تداوله ولماذا؟
…..
على سبيل النقد اللاذع:
كنت أسير مع الشاعر عبد اللطيف عقل في سوق نابلس، وفي أثناء الحديث قال لي:
أتعرف يا فاروق أنكم مظلومون حتى في تسميتهم لكم- “عرب 48″،
فقد ربطوكم وأضافوكم إلى أسوأ سنة؟ سنة شقاء وتهجير وتطهير ،
لعنة الله على هذه السنة وعلى من ربط بها!
ب.فاروق مواسي