حلم قد تحقق…
تاريخ النشر: 09/05/12 | 3:17كانت فاطمة سعيدة بزواجها من محمد ,فهي بذلك حققت حلمها الذي لطالما راودها, وهو أن تتزوج من عشيقها محمد. وفي احدى الليالي المقمرة استيقظت من نومها لتتحسسه بيدها كعادتها كل ليلة ,ولكنها هذه المرة لم تلمسه بل لمست مكانه من الفراش ونهضت من الفراش مذعورة.وفتحت باب الحمام وألقت نظرة باحثة عنه الا أنها لم تجده ثم أخذت تبحث عنه في شتى الحجرات وانطلقت تسال الجيران عنه…ولك…ن دون جدوى.
فأطرقت… حزينة بائسة وفجأة شعرت بدوار ثم سقطت أرضا.
وحين فتحت عينيها رأت نعش زوجها ,وكشفت الغطاء عن وجهه لترى نورا يشع من وجنتيه ومسكت يده برفق وحنان وقبلته قبلاتها الحارة والاخيرة.ونظرت اليه وعيناها متلئلئة بالدموع وهي واقفة ساكنة دون حراك,أقبلت اليها امرأة من الخلف ومسكت بيدها وقبلت رأسها لعلها تخفف من ألمها ومعاناتها وقالت لها :”لا تبكي فأنت زوجة شهيد, زغردي وافرحي فشهادته هذه سترزقك الشفاعة أنت وابنك عمر”.
فأجهشت فاطمة بالبكاء وهي تقول وتولول “اه لو عرف عمر بموت أباه .عمر بني الصغير فلذة كبدي حبيبي كيف سيربى بلا أب ؟وماذا سيكون جوابي له حين يسألني:”ماما أين بابا”؟ كيف سيستطيع أن يفهم ويدرك هذه الحقيقة أن أباه راح الى حين راح السائرون دون عودة .”
قالت لها العجوز وهي مبتسمة والدموع تسيل من عينيها لتنساب على خديها :”قولي له أبوك ذهب كن لعوده في انتظار,أبوك سيعود وفي جعبته لك ما لذ وطاب من الحلوى والشوكلاطة”.
وحين يكبر أخبريه بالحقيقة ان أستطعت أو اتركيه وحده يكتشفها ويتعرف عليها ومع مر الدهر والزمان سيعتاد عليها صدقيني.
وبعد مرور عشر سنوات كبر عمر وأصبح شابا راشدا يبلغ من العمر 18 سنة والتحق بكلية طب العيون . والغريب أنه لم يسأل طوال هذه السنين عن أباه , وجاءت اليه أمه (فاطمة) وقالت له:”حبيبي عمورة بني ألا تريد أن تأتي معي لنزور قبر أباك فاحتقن وجهه بالغضب ونظر اليها والدموع تكاد تنهمر من عينيه وأجابها قائلا:”كلا هو لم يسأل عني طول هذه السنين الطويلة التي مضت وأنا كذلك.
فحزنت الام وأرادت البكاء وقالت:”هو كان مضطرا أن يذهب ان الله عز وجل أراد له ذلك ليدافع عن الوطن ثم حين راه طيبا فاصطفاه وأخذ روحه اليه,عزيزي بالرغم أنهم وسدوه بالتراب الا أنه حي عند الله عز وجل وينعم بالنعيم .
قال لها عمر:”امي أنا لم أسألك عنه طوال السنين التي مضت لكي لا أكون كحجارة الزند وأزيد من حرقة قلبك عليه وعلي,ولكني فضلت أن أكتوي وحيدا بالشوق والحنين اليه فأنا مثل أي ولد يتمنى أن يعيش ويتربى ويترعرع بين أبويه .
فنهضت أمه وفتحت الباب تهم بالخروج والذهاب لزيارة قبر زوجها (محمد) واذا بعمر ينهض ويقول:”أماه” انتظري أنا قادم.والتفتت اليه وفتحت يديها وأحتضنته وأجهشت بالبكاء على صدره وقالت :”كنت خائفة أن لا تأتي فأنت سندي…اه”ومسح دموعها بيديه وقال هيا لنذهب فأبي ينتظرنا لا تدعيه ينتظر أكثر ..
وفعلا ذهبت برفقة ولدها عمر وأشترى عمر الازهار ليزرعها فوق تراب قبره بالاضافة لابريق ماء ليرويها.
وحين وصلا مسكت بيد أبنها وركضت متجهة نحو قبر زوجها وقالت :”ها نحن عزيزي جئنا لزيارتك بعد طول فراق…
بقلم:حنين عايد يعقوب “زهرة الوادي”- كفر قرع
حلوة كتير موفقة بكتاباتك
أشكرك عزيزتي ميرا على متابعتك الطيبة.مودتي لك