الفيل والنملة
تاريخ النشر: 11/09/14 | 17:04الفيل حيوان ضخم ، له خرطوم طويل يساعده على شرب الماء ، والتهام الحشائش من الأرض، يرفعها به ليضعها في فمه ، أما النملة فهي حشرة صغير ة الحجم ، تبحث عن غذائها بنفسها من بقايا الأشجار والثمار والأخشاب التي تنخر فيها فتحولها إلى حبيبات صغيرة..
ويتعاون النمل في حمل غذائه إلى قريته ، وهو مخلوق ذكى ، الصغير يوقر كبيره ، والكبير يساعد صغيره ، ورغم أنه كائن مسالم إلا أنه يستميت فى الدفاع عن قريته … وفى يوم من الأيام خرجت مجموعة من النمل بحثا عن الغذاء ، وبينما هم فرحين برزقهم ، ومشغولين في حمله ، جاءت مجموعة من الأفيال مسرعة يتقدمها كبيرهم ، وإذا برجله تدوسهم فتقتل عشرات النمل وباقى النمل يصرخ … وصاحت زعيمة النمل بأعلى صوتها قائلة : تبا لك أيها الفيل هل وصل بك الغرور إلى هذه الدرجة ..؟!
نظر الفيل إليها وقال : عن أى شيء تتحدثين أيتها النملة ؟
قالت: ألم تشعر بما فعلته فى حقنا ؟
قال : وماذا فعلت ؟
قالت : دست بقدمك الضخمة عشرات النمل فقتلتهم …
قال : ابتعدي عنى أيتها النملة الضعيفة .
قالت : يجب أن تعلم أيها الفيل أن جسمك الضخم هذا لا يخيفنا …نستطيع أن نلقنك درسا لا تنساه … اذهب بعيدا عن قريتنا وإياك أن تكرر هذه الجريمة مرة أخرى ..! نظر الفيل إلى النملة باحتقار قائلا : وماذا ستفعلين أيتها النملة إذا أنا كررت ما فعلته .. اخرسى وانصرفي وإلا أكملت على بقيتكم … ؟
شعرت النملة بالإهانه فهمست للنمل وأعدت خطة سريعة للرد على غرور الفيل، واستعدت بكل قوتها وقفزت على رجل الفيل وصعدت مسرعة على جسمه الضخم فدخلت في أذنه .. !
هاج الفيل وصرخ بأعلى صوته طالبا مساعدة الأفيال في إنقاذه من النملة ..
صعدت نملة بين صفوف النمل المنظمة وصاحت مهددة باقي الأفيال بتكرار ما حدث مع كبيرهم ، فتراجعت الفيلةعلى الفور .. وظلت ملكة النمل تعض كبير الفيلة في أذنه ، وهو يقفز ويصرخ قائلا : أرجوك أن تخرجي أيتها النملة …
قالت النملة : هل تعلمت الآن أيها الفيل أن جميع المخلوقات تستطيع الدفاع عن نفسها مهما صغر حجمها ..؟
قال نعم … ولن احتقر أى مخلوق في الغابة بعد اليوم ..
خرجت النملة وقفزت على الأرض ..
قال كبير الفيلة : أنا أخطأت في حقكم ومستعد لمساعدتكم في حمل كمية كبيرة من الغذاء تكفيكم لمدة طويلة .
قالت شكرا : فنحن لا نعتمد على أحد في جمع غذائنا ، لأننا تعودنا جمعه بأنفسنا .
قال: لماذا ؟
قالت : لأننا إذا تعودنا مساعدتكم اليوم سنصاب بالكسل .
قال كبير الفيلة : عجبا لك أيتها النملة ، فرغم أن جسمك صغير إلا أن عقلك كبير..! وأنا أشكرك كثيرا على هذه النصائح والحكم التي تعلمتها منك ، فهل تقبلين اعتذاري على ما بدر منى في حقكم ..؟
قالت : ما دمت قد اعترفت بذنبك ولن ترجع إلى الخطأ مرة أخرى سامحتك وسامحك الله أيها الفيل .. اذهب رافقت السلامة ..!