أشرقت شمس صباحي..
تاريخ النشر: 09/05/12 | 6:37في الأمس مثل اليوم أشرقت شمس الأمل مبتسمة معلنة عن بدء يوم جديد حافلا بالمفاجئات السارة.فلم يكن بي إلا أن أشارك الشمس بهجتها.بدون أن أعرف لماذا؟,وقد كانت وجبة فطوري عبارة عن وجبة خفيفة من الكلمات الملحنة التي تسربت من بين شفتي الوردية بخفة ليداعبها نسيم الصباح العليل.
أخذت أحدق بزرقة السماء التي تزينت بالغيوم البيضاء ثم نظرت إلى شجرة اخضرت أوراقها واكتست بقطرات الندى البراقة, لأجد طيرا مغردا يعتليها وإذا بزهور المستقبل تمر من أمام عيني لتصطحبني برحلة إلى عبق الماضي والى سحر طفولتي ورونقها الرائع الجمال.
وإذا ببسمة بريئة ترتسم على شفتي بعفويةودمعة لامعة تتبعها.
كنت نائمة بعينين مفتوحتين كالسمك تماما بدون ان أغمض جفني فقد أثقلهما سهر الليل ولست أدري إن كان هذا الإحساس العجيب انتابني وحدي من بين الجميع أم لا.فغريب بأني كنت حينها كروح بلا جسد.أنظر إلى كل شيء حولي بنظرة هادئة ولم أكن أستوعب أو أدرك ما كان يجري حولي والغريب بأني لم أحاول حتى بأن أفكر ولو للحظة بالذي يجري.وكنت أحمل بجعبتي أوراق أمعن نظري فيها إلا أن عقلي وروحي في مكان أخر ,لم أعرف لهما مكان حتى ألان .دخلت من بوابة يدعونها بوابة المدرسة.
ثم توالت على مسامعي أصوات تناديني:”حنين…حنين”,فالتفت إلى الوراء قليلا وإذا بزميلة تقول لي سائلة:”متى امتحانك”؟.
-امتحاني!
-لا أعلم.
-انظري للوحة الإعلانات المعلقة على الحائط.
وفعلا نظرت وإذا بي أرى زميلي يقف هناك مذهولا بلا حراك.وقلت مبتسمة:”صباح الخير”.فلم يجب إلا بعد لحظات قائلا:”آه حنين أهلا صباح النور”.
وأخذت أمعن نظري من أعلى حتى أسفل باحثة عن اسمي من بين 120 اسم تقريبا.حتى وجدته لأصدم بأنه باقي لامتحاني ثلاث ساعات بالتمام والكمال.إنها لكارثة عظيمة.وبدأت ألوب بحبل أفكاري سائلة نفسي ترى ماذا أفعل؟إلى أين أذهب؟
وبيتي قد طواه عني الدهر ليكون أبعد البيوت.
وأخذت أنتقل من مقعد إلى أخر.بقيت على هذه الحال ساعة كاملة حتى أتاني خبر مفاده بأنه تغير موعد الامتحان.مما أدى إلى تسارع دقات القلوب لتخفق بعنف شديد وحين رأيت هؤلاء الغرباء يقتربون مني شعرت بأني أكرههم دون سبب يذكر.شعرت بأن روحي معلقة بين يديهم ولم تشأ عيناي المحمرة أن تنظر إليهم.ولكني سرعان ما استجمعت قواي حتى نهضت من مكاني مذعورة راكضة إلى حيث لا أدري.
وأخيرا وصلت لمكان لم أكن أنوي الوصول إليه.ورأيت جموع حشد الطلاب بالممر كأنهم نمل يتراكضون مهرولين.دخلت إلى غرفة لمحت بها أحباء قلبي وأخذت أمتع ناظري من سحر جمالهم,فأنا لم أراهم منذ أيام وآخرون لم أراهم منذ أشهر .وفجأة سألت صديقتي:”أين نحن”؟.
قالت لي مجيبة وعلى وجهها أمارات تعجب لم أعرف لها سبب حينها:”حنين نحن في صفنا 12 ب,غريب ماذا دهاك ؟كيف لك أن تنسيه؟”.
ثم عدت للأوراق الموجودة بين يدي كأني أريد الهروب من الواقع.حتى ألان لا أذكر بأني قرأت كلمة واحدة مما كتب.وفجأة جاءت زميلتي مسرعة هائمة على وجهها قائلة وهي تلهث والعرق يتسرب من جبينها:”أظن بأن أسئلة الامتحان وقعت بين يدي..صدقوني …حين أنهى بعض…الطلاب امتحانهم كنت بانتظارهم على أحر من الجمر وقالوا لي الأسئلة”.
وتجمعنا كلنا حولها كغريق وجد قشة وتشبث فيها,فلم نفكر حينها إلا بأن هنالك بصيص للضوء أخر النفق علينا أن نتحد يدا بيد للوصول إليه.ولكن بسرعة فالنفق المظلم هذا من الممكن أن ينهار فوق رؤوسنا بكل لحظة.
وبدأنا نترجم بالأسئلة ونحللها ثم نحاول حفظها.
ولم نكن نعلم ماذا نفعل فمنا من أخذ يجوب غرفة الصف ذهابا وإيابا من شدة وطأة القلق ومنا من أخذ يغط بصمت عميق ومنا ضحك قهرا ومنا من كان يبحث بجد عن طالبا أخر ليقدم عنه الامتحان,طبعا دون جدوى فقد باءت محاولاتهم كلها بالفشل الذريع.أما أنا فقد كننت أشدهم خوفا وكنت أتنقل كل لحظة بين نوافذ الصف الزجاجية.وقفت خلف النافذة أغلق زجاجها إلا أني بيدي المثقلة فتحت هذه النافذة مصوبة نظري نحو الخارج حيث جمال الطبيعة الخلاب ,لعله يقلل من خوفي وأخذت أتنفس بعمق شديد وأنا أرفع بيدي لرب السماء أن ينتهي هذا اليوم على خير وأن لا يضع لنا تعب وشقاء الليالي.
فأبحرت في عالم الخيال وإذا بيد رقيقة تربط على كتفي,وأحد ما يحتضنني من الخلف فالتفت إلى الوراء وإذا بصديقتي إيمان فعانقتها عناقا عميقا. يا الهي كم كنت حينها بحاجة لحنين ذلك الحضن الدافئ,وكم كنت أتمنى البكاء إلا أن الدموع ترقرقت داخل المآقي وأبت النزول .طلاب من خارج صفنا يدخلون إليه ويخرجون كأنه صفهم .زميلات لي كانت قد انقطعت بيننا أيام الوصال والمحبة فجأة وبدون أي إنذار أجد بأن المياه العذبة عادت لمجاريها.أنني وجدت نفسي أتحدث مع شباب وصبايا لا أعرفهم ووجدتهم أيضا يتحدثون معي.سبحان الخالق الذي جمع أكثر من 120 طالب في مكان ضيق وقلب واحد.استمر هذا الحال حتى بدأ العد التنازلي لبدأ الامتحان سبقني أربع طلاب وكان كلما دخل أحد منهم إلى الامتحان نبدأ كلنا بالدعاء له بكل إخلاص ومودة.ونعد له الدقائق التي قضاها دخل الامتحان لان هذا يعتبر أحد المقاييس المهمة للنجاح.وما هي إلا لحظات حتى يسمع صرير الباب ويتحول الإخلاص إلى أنانية مدقعة.فلم نأبه لضغط الطالب النفسي واحمرار وجنتيه ولكن كل الذي همنا هو معرفة أسئلة الامتحان على أمل أن طرف الخيط الذي يوصلنا للنجاح.يا الهي كم كنت قاسية القلب وأنانية ولم أعرف للحنين محلا.إلا أني نادمة حقا.
وقد كنا نتجادل أي منا سيدخل الأول فكل منا أراد الخلاص وأنا كذلك إلا أنه قال لي زميلي أحمد:”يلا حنين…دورك تفضلي..وبالنجاح”.
وقلت رافضة:”لا وألف..لا أريد الدخول “.إلا أن ضغطهم علي ورغبتي الملحة في الخلاص دفعتني إلى الدخول…دخلت وأنا لا أزال هائمة على وجهي ومحمرة الوجنتين ومثقلة الشفتين.وأنا لم أكن أنا حين جلست على كرسي الامتحان,ولم أقوى على النظر بعيني الممتحن من شدة الخجل والخوف وجلست مطرقة الرأس.حق علي أن أذكر بأنه بدأ الامتحان برأفة الإنسانية بسؤالي عن اسمي وصفي باللغة العربية.ولكن طبعا أجبته باللغة الانجليزية ثم استهل أسئلته بسرعة كبيرة حتى وصلت الأسئلة إلى ذروتها في الصعوبة.وأنا أهمس بكلمات وجمل بشكل سريع جدا,صدقا لا أذكر بأني عرفت معناها أو مدى صحتها.وما إن انتهى الامتحان بكلمتين منه وكلمة مني حتى خرجت من الباب ثم انفجرت في البكاء المر.ولم أعلم لماذا لكني شعرت بأن أدائي كان سيئا للغاية.وبأني لم أقدم كل ما لدي.مما أدى لشعوري بالدوار ورأيت أن هنالك العديد من الناس فوق رأسي .قليلهم من حاول التخفيف عني بكلمات عذبة والباقي أظهروا أنانية بالغة بأن كل الذي همهم هو أسئلة الامتحان.تبا لهم ولعقولهم السفاهة.بالرغم من أن امتحاني انتهى بعلامة لا بأس بها إلا أن قلبي لم يطمئن ولم يرف لعيني جفن دون أن أرى النتيجة بأم عيني لهذا بقيت أنتظر لكن دون جدوى أخبروني في النهاية باقي 4 أيام اصبري.
هذه كانت تجربة لن أنساها فقد حفرت بذاكرتي.السبب بأني لم أتحدث اللغة الانجليزية قبل هذه المرة بالرغم من أنه من المفروض أن يكون هنالك حصة محادثة أسبوعية ولكن عن ماذا أتحدث أنا بكل غباء فمعلمينا يعفون أنفسهم من هذا الواجب بادعاء أنه ليس بالمنهاج ,من قال ذلك؟
وحتى لو كان كذلك أهو قرءان يمنع تحريفه بلا تشبيه طبعا ولكن لتقريب الصورة.ألا تستطيعون الانحراف عنه ولو بشكل بسيط لمصلحتنا نحن الطلاب!.
بقلم حنين عايد يعقوب “زهرة الوادي” _كفر قرع
لكتابتك هذه هنالك الكثير من الكلام الذي اود ايصاله اليك .. وإنما اختصر منها وأبرز فيها بعض الملاحظات على الاسلوب الكتابي وكذلك على المفهوم ..
اود ان اثني وامدح على تلك الطريقة الكتابية التي قمت على اساسها بطرح الفكرة والموضوع .. جداً أعجبتني طريقة القاءك للموضوع ..
بل ولفت نظري ومخيلتي حين بدأت بالقراءة اسلوبك الرائع .. وذلك الوصف الذي مزجتيه على كل فكرة وفكرة …
اعتقد انه من راى طول ما كتبتيه سيمل من القراءة …او سينبهر بطول الخاطرة وسيخرج دون قراءة ولو جزء بسيط منها … إلا انني حين قرات كلماتك .. جذبتني الكلمات حتى اقرا للنهاية..
بالجدير بالذكر ان ما كتبتيه بنهاية كتابتك عن المنهاج .. انا اوافقك وبشدة على هذا الموضوع .. فكثيرة هي الحجج” التي يتهمونه بها ويبررون منه ..
وحسب رايي ان هنالك ايضا مواضيع لم تكتب في المنهاج من المهم جداّ لفت النظر اليها ..
موضوعك مثير وشيق …تــــــــــابعي ….:P
أشكر لك مرورك العذب عزيزتي سماح وكم سررت بأن تثر كلماتي نال اعجابك وأن رسالتي وصلت اليك أنت وسائر القراء الاعزاء وحبذا لو تصل الى جميع الاساتذة الكرام,وما تعقيبك هنا الا شهادة لي أعتز بها على مر جدران الزمن.تحياتي ومودتي لك