خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان”اهمية الدعاء وأثره في حياتنا”
تاريخ النشر: 17/12/10 | 6:31بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خُطبة وصلاة الجمعة، من مسجد النور في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ رأفت كناعنة “، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك “اهمية الدعاء وأثره في حياة المسلم”كما وام بالمصلين الدكتور مهدي ممدوح زحالقة..!.
ومما جاء في خطبة اليوم : إخوتي وأخواتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسأل الله تعالى أن يوفقكم لمراضيه وان يجعل مستقبل حالكم خيرا من ماضيه وان يختم بالصالحات أعمالكم. لقد خلق الله الخلق وبين لهم سبب خلقهم بقوله : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فهي حقيقة خلقهم ووجودهم، والإنسان في هذه الحياة في رحلة مستمرة إلى الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ) والمسلم يتقرب إلى الله تعالى بالعبادات المختلفة ومن بين أهم تلك العبادات التي يتقرب بها الى الله هي الدعاء يؤكد هذه الحقيقة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء مخ العبادة ) وهذا إبراز لأهميته كعبادة ينال بها المسلم الأجر والثواب العظيم من الله تعالى وليكون الدعاء نافعا ويحقق الغرض المرجو منه وجب أن يكون على الحال التي ترضيه جل جلاله يتأتى ذلك من المعرفة الدقيقة لهذه العبادة وآدابها وفوائدها وأي الأوقات المخصوصة بالإجابة والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الجهد المقدم هو للتعرف كيف ندعوا الله تعالى وبأي حال نسال الله تعالى أن يتقبله ويجعله خالصا لوجهه. أولا : آداب الدعاء . اعلم وفقك الله إن للدعاء كأي عبادة أخرى آداب علمنا إياها نبينا صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح ومنها :
1 – على المسلم عند الدعاء أن يكون على طهارة في الملبس والمكان الذي يدعو فيه ويستحب أن يكون متوضئا مستقبلا القبلة كونه يناجي ملك الملوك وسلطان السلاطين ويدعو رب العالمين.
2 – يستحب للمؤمن أن يختار الأوقات الشريفة المخصوصة بالإجابة كوقت السحر وعند السجود والحالات العظيمة الفضل الجليلة القدر كحالة الزحف للقاء العدو وعند الوقوف بعرفة وذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيقا لسنته.
3 – يستحب رفع اليدين عند الدعاء تآسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يرفع يديه عند الدعاء، ومسح الوجه باليدين الذي جاء من عدة طرق تبلغ بمجموعها درجة الحديث الحسن.
4 – ومنها أن لايشغل باله في الدعاء باختيار الكلمات للسجع او الألفاظ المنمقة والغريبة ويتكلف في ذلك فيكون قلبه ساهيا منشغلا في ذلك بعيدا عن الله تعالى بل يدعو بالأدعية المأثورة من الكتاب والسنة التي يحفظها وبما يفتح الله عليه به من الدعاء فهو الأفضل.
5 – ومنها ان يقترن بكثرة الاستغفار حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ( والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )، هذا وهو النبي الذي غفر الله ماتقدم من ذنبه وما تأخر وهو المعصوم حبيب الله فكيف بنا نحن وقد أثقلت كاهلنا الذنوب فعلينا بكثرة الاستغفار.
6 – التوبة الصادقة إلى الله تعالى والإنابة إليه ورد المظالم والحقوق إلى أهلها والتحلل منها ليقف بين يدي الله ويدعوه ومولاه له محب حيث يقول صلى الله عليه وسلم : ( والله لله افرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ) متفق عليه.
7 – الدعاء يكون بالخير والصلاح وقضاء الحاجات التي ليس فيها معصية لله، وعلى المسلم تجنب الدعاء بالشر أو الأذى أو التهلكة والمضرة بأحد من المسلمين .
8 – يستحب للمسلم أن يلح في دعائه وان يكرره ثلاثا لما ورد عن ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا .
9 – ومن آداب الدعاء أن يقترن مع قيام العبد بواجبات العبودية لله تعالى كأداء الفرائض والتقرب إلى الله بالنوافل وأعمال البر والخير على اختلافها لينال العبد رضا سيده بطاعته له فيستجيب له دعاءه فينال الخير والأجر العظيم .
10 – ومن آداب الدعاء ان لايرفع الداعي بصره إلى السماء أثناء دعائه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة ، او ليخطفن الله أبصارهم ).
11 – ومنها ان يبدأ دعاؤه بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله لما ورد في السنن : ( انه بينما النبي صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى، فقال : اللهم اغفر لي وارحمني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ثم ادعه. قال : ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أيها المصلي ادع تجب ). وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله : ( إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لايصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك ) ومسح الوجه باليدين عقب الدعاء لأمر ورد في ذلك.
12 – ومنها ان يكون بعبارات تليق بالذات الإلهية وعظمتها وقدرتها وبصفاته وبأسمائه الحسنى ويثني عليه بما يليق به، فقد ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول : ياذا الجلال والإكرام، فقال صلى الله عليه وسلم قد استجيب لك فسل ) . وورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ( ان لله ملكا موكلا بمن يقول ياارحم الراحمين فمن قالها ثلاثا قال الملك : ان ارحم الراحمين قد اقبل عليك فسل ).
13– ومنها ان يستحضر الداعي في قلبه قدرة الله تعالى ويستشعر عظمته وإحاطته بكل شيء فيخشع قلبه فيدعوا الله رغبة في رحمته وجنته ورهبة من عذابه وناره وكأنه يعاين الجنة ونعيمها وجهنم وجحيمها فلا يكون قلبه غافل فيحرم إجابة دعائه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لايستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي والحاكم 14 – ومنها أن يتيقن الداعي إجابة دعائه وان الله تعالى اجل وأعظم من أن يرد من يدعوه ويطرق بابه خائبا ولكن المسلم يوقن بان الإجابة تكون إما عاجلة أو آجلة وفي كليهما خير كثير من ربه ، فالدعاء يجب ان يقترن بيقين جازم بالإجابة من العبد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة ).
بارك الله فيكم
تقبل الله منا ومنكم الطاعات وثبتنا على قول لا اله الا الله محمد رسول الله في الحياة الدنيا والآخرة اللهم آمين
بارك الله فيك يا شيخ رأفت على توعيه الناس باصول الدين وتعاليمه واصول الدعاء وفقك الله ودمت علما من اعلام الامه الاسلاميه
حياك الله يا شيخنا الكريم وبارك الله لك……حبذا ان يقوم كل مشايخنا
بنشر خطباتهم في موقع بقجة. هذا الامر يزيد من علم مجتمعنا باصول
الدين.ويتيح لجمهور كثير الاطلاع على الخطبات في المساجد.
ربي يخليلنا اياك سيدو هشام ويتقبل منك ومن جميييييع المصلين وينور قلبك بالايمان والتقوى يا اغلى واعز سيدو !!
با رك الله بك شيخ رأفت على هذه الخطبة التي لا بد انه يحتاج اليها كل عباد الله لان الله لا يعبأ بنا لولا دعائنا وهو الغني عنا ونحن الفقراء اليه .. اللهم نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء غير مستجاب
انكم الأئمة القائمون على الدعوة والدعاء وتعليم تعاليم الدين والارشاد لما فيه خير هذه الامة التي تمر في احلك الظروف والمعاناة من قلة الالتزام بتعاليم ديننا الحنبف . ان موضوع الدعاء امر ضروري لنا ومفروض علينا : قال المولى جل وعلا ( ادعوني استجب لكم ) . ونبتهل اليه ان يتقبل دعاءنا . بهذه المناسبة الايمانية اتوجه بحسن الدعاء الى جميع الأئمة في مساجدنا على جزيل العطاء لنصرة هذا الدين الحنيف ، كما وبودي ان اهمس في آذان ائمتنا ان يعيروا اهتماما زائدا بشبابنا الذين هم عماد هذا البلد وان يكونوا مثالا للأخلاق الحسنه وان يبتعدوا عن اماكن يتجمع فيها بين الحين والآخر بعض الشباب الذين ضاقت بهم مجالس الذكر والمعاهد التي تعمل على احتوائهم ضمن اطر صحية وسليمه. الموضوع مطروح للعلاج . شكرا لك شيخ رأفت كما لا انسى تقديم الشكر للدكتور مهدي الذي يقوم بين الحين والآخر بزيارة مساجد القرية وتلاوة وتجويد آيات من الذكر الحكيم . تهاني لوالديه الكريمين.