تقديم منح دراسية للطلاب العرب للدراسة بالجامعات الأردنية
تاريخ النشر: 11/09/14 | 9:55أقامت الحركة العربية للتغيير حفلاً لتوزيع المنح الدراسية على مجموعة جديدة من الطلاب العرب من قرى ومدن الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة للدراسة في الجامعات الأردنية، وذلك بحضور قيادات الحركة، الطلاب وذويهم، وضيوف، حيث تركز الحديث في الكلمات والمداخلات والفقرات الفنية على أهمية العلم والتعليم، وايضاً على العنف لا سيما ما شهده المجتمع العربي ومدينة الطيبة خصيصاً من جرائم قتل في الآونة الأخيرة. كما تم تقديم فقرات خاصة لذكرى الشاعر سميح القاسم الذي رحل قبل ثلاثة أسابيع. وما تميزت به المنح الدراسية كمكرمة ملكية لهذا العام التنوع في المواضيع الدراسية والتي يحتاجها سوق العمل من بينها التمريض، البصريات، الطب البيطري، علم النفس، العلاج الوظيفي، التربية الرياضية، واللغات، بالإضافة الى منح خاصة لرسالة الماجستير والدكتوراه.
استهل المحامي أسامة السعدي، الأمين العام للحركة العربية للتغيير قائلاً: اولاً نستنكر جريمة قتل المربي يوسف شاهين حاج يحيى، ومن هنا ننادي بوضع حد لهذا العنف المستشري في مجتمعنا العربي، وان اقامة هذا الحفل هنا في الطيبة بالذات فيه مقولة هامة بأن العلم هو بديل للعنف. وتابع: ان هذه المنح التي نوزعها سنة تلو الأخرى هي نتيجة مجهود كبير يبذله النائب احمد الطيبي بالتعاون مع الجهات الأردنية التي نوجه لها كل الشكر، ولا سيما إدارة الجامعات التي تستقبل أبناءنا. كما ان المواضيع الدراسية المنوعة لهذا العام والمطلوبة في سوق العمل يضيف الى هذا الانجاز بإرسال هؤلاء الطلاب للدراسة في الاردن.
ثم جاءت كلمة المكتب السياسي للحركة العربية للتغيير ألقاها غسان عبدالله
حيث استعرض عمل لجنة المنح وصعوبة الاختيار بسبب مئات الطلبات التي تصل مكتب الحركة. ومتحدثاً عن المعايير التي تنتهجها لجنة المنح وهي الانسانية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك التوزيع الجغرافي لكي تحصل المناطق المختلفة على منح دراسية.
وأكد عبد الله على انجازات الحركة فعلاً وليس قولاً..تطبيقا وليس شعاراً، وقال :
نعتز بمثل هذه الاحتفالات وهي الأحب علينا من اي مهرجان اخر،
وهل هناك ارقى واسمى من العلم لنرتقي به بأنفسنا اولا وهو السلاح الأقوى وخاصة لنا نحن الاقلية الفلسطينية بهذه البلاد لنرفعه بوجه العنصرية والتمييز وبوجه العنف والاجرام الذي اصبح مستشريا في وسطنا العربي. وأخيراً هنّأ للطلاب الذين تم اختيارهم هذا العام ونتمنى لهم النجاح.
الطالب المبدع عبد الكريم قشقوش ألقى قصيدة ” تقدموا تقدموا ” للشاعر الكبير سميح القاسم، في لفتاة لتخليد ذكراه، كما أن الطالبة لمى منصور قدمت عزفاً على الكمان، وفرقة حسن كمال للدبكة الشعبية قدمت وصلة فنية تراثية ملتزمة.
أمل كلمة الخريجين فألقاها الطالب الخريج المهندس نيل سنونو، وقال فيها : نحن نشهد على ان الدكتور أحمد الطيبي يعمل على مدار 24 ساعة، نحن نلجأ له في كل عقبة او مشكلة تواجه طلابنا وهو دائماً على استعداد للمساعدة، وعلى ذلك نشكره.
كما استعرض بعض التوجيهات والارشادات للطلاب الذين سيتوجهون الى الاردن على ضوء تجربته، لتكون فترة دراستهم مثمرة وناجحة. وان يعودوا ليخدموا شعبهم من خلال شهاداتهم.
ثم جاءت كلمة النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، حيث قال : هذه أكثر المناسبات التي تعزّ علينا، عندما نرسل كوكبة من الطلاب لينهلوا العلم ويعودوا الى وطنهم للعمل. نحن فخورون بمئات الخريجين، واكثر ما يسعدني عندما ألتقي بالصدفة بأحد الخريجين فيقول لي انه تعلم من قبلنا،، وهذا مدعاة للفخر. وبهذه المناسبة نقدم الشكر الجزيل للأردن ملكاً وحكومة وشعباً على هذه اللفتة والمكرمة الملكية، والاردن الذي يفتح أبوابه بوجه أبنائنا لأكثر من عشرين عاماً، وهو الرئة التي نتنفس منها على العالم العربي أيضاً من خلال حجاجنا عبر البعثة الاردنية.
واضاف الطيبي : العائلات تحب إرسال ابنائها الى الاردن بسبب النسيج الاجتماعي المشترك والعادات والتقاليد، والبُعد الجغرافي القريب، كما ان مستوى التعليم في الاردن عالٍ جداً بحيث ان خريجي الاردن من الاكثر نجاحاً في امتحانات وزارة الصحة للتراخيص.
وتوجه الطيبي للطلاب الحاصلين على المنح قائلاً : انتم سفراء لنا، فاهتموا بالدراسة، واحترموا القانون في البلد الذي تدرسون به.
وتطرق الطيبي الى العنف قائلاً : العلم هو سلاحنا، وليس القتل والإجرام الذي تفشى مؤخراً بيننا يهدد بنيان مجتمعنا. نحن من هنا نطلق صرختنا ” كفى للعنف السلاح يدمرنا “، ونطالب الشرطة بجمع الأسلحة. ان جريمة قتل الصديق والمربي يوسف حاج يحيى في داخل المدرسة صدمت جميع الطيباويين ونحن نوجه اصبع الاتهام للشرطة المتقاعسة في جمع السلاح وفك لغز الجرائم التي حدثت، ولكن ايضاً نحمّل أنفسنا المسؤولية في التربية والارشاد على نبذ العنف. وهنا نعلن عن تقديم منتحتين دراسيتين على اسم المربي يوسف شاهين.
ثم تحدث الطيبي عن الشاعر الفلسطيني سميح القاسم قائلاً : رحل عنا الشاعر صاحب الفكر العظيم سميح القاسم الذي علمنا ان نسير منتصبي القامة، غادرنا وهو يقول تقدموا، كلماته واشعاره ما زالت معنا، هو الذي كتب عن جميع مراحل حياتنا. نحن نحبك يا سميح! وهذا ما دفعني لأتقدم بطلب الى بلدية الطيبة بإطلاق اسم سميح القاسم على شارع في مدينة الطيبة، واسم الشاعر محمود درويش على الدوار الذي يؤدي اليه هذا الشارع وكأننا نجمع شطرَي البرتقالة.
وقد وافقت البلدية على ذلك.
وبالنسبة للعدوان على غزة قال الطيبي : هذا العدوان المجرم ادى الى استشهاد الآلاف، وإصابة عشرات الآلاف، وتدمير البيوت، لكن غزة عصية على الانكسار، وهي فوق الحصار، ونحن نشعب نلملم جراحنا من تحت الاحتلال ونتقدم. شعب لا يركع إلا لله.
وفي ختام الحفل قدّم المهندس مؤيد الطيبي التوجيهات للطلاب الحاصلين على المنح، والترتيبات التقنية، والتواريخ والمستندات المطلوبة، ثم تم توزيع المنح على عشرات الطلاب، والذين سيتوجهون الى الاردن الاسبوع القادم.