الطّموحُ المبارَك والتفاؤل المنشود!

تاريخ النشر: 10/05/12 | 7:37

قبل عدّة أيّام التقيتُ مجموعة من الشبّان والشابات في مناسبة اجتماعيّة، وتبادلنا أطراف الحديث حول أمور الساعة – وغيرها من القضايا -، ولفت نظري، بشكل خاصّ، ما لمستُه لدى العديد منهم من مشاعر الإحباط واليأس والتشاؤم تجاه مستقبلهم، بل تجاه الحياة برمّتها!

حقًّا، أذهلني ما ردّده أؤلئك الشباب من آراء وما أبدَوْه من مواقف!!

ورحتُ أتساءل:

ما الذي أوصل هذه الأجيال الشابّة لمثل هذه السوداويّة وهذا القنوط؟

من المسئول عن تدنّي طموحات أحبائنا الشباب؟

كيف نبث فيهم روح العزيمة والإصرار؟

وكيف نغرس في نفوسهم الأمل والتفاؤل بالمستقبل؟

في هذه العُجالة، سأحاول أن أفكّر بصوتٍ مسموع (وأدعو القراء مشاركتي هذا التفكير وإبداء آرائهم في الموضوع!)، وأطرح بعض الإجابات والتصورّات حول تلك التساؤلات!

لا شكّ، للتربيّة دور فعّال في عمليّة التنشئة الاجتماعية لدى الأبناء، وفي إكسابهم القيم والمواقف التي تنعكس في أقوالهم وأفعالهم.

وهنا يأتي دور الوالدين الحاسم في هذه العمليّة، فالصغار الأبرياء يذوّتون ما يتلقَوْنه من مبادئ ومثل وأنماط سلوك من ذويهم المقرّبين في سنوات أعمارهم الغضّة، ويمكن القول إنّ شخصيّاتهم تتبلور في هذه المرحلة المبكّرة.

فالبيت الذي يوفّر الأجواء الدافئة الداعمة للأبناء، ويمنح الثقة والتشجيع، ويشجّع على التفكير والمبادرة، ويتمسك بقيم الخير، ويؤمن بقدرات الأبناء وطاقاتهم، مثل ذلك البيت سيسهم في تخريج أجيال سويّة واثقة متفائلة قادرة على تحقيق ما تصبو إليه من أهداف!

وما ينطبق على دور البيت والوالدين ينطبق – إلى حدّ كبير – على المؤسسات التعليميّة وعلى المربّين!

يُتوقّع أن لا يقتصر دور هذا الوسيط على حشو أدمغة الأبناء بالمعلومات والمعارف فقط – رغم إقرارنا بأهميّة ذلك – ، بل أن يوفّر لهم دفيئة من الحب والأمان والإيمان بأنفسهم وبمواهبهم، وأن يحصّنهم بمنظومة قيّم خيّرة سامية، وأن يزوّدهم بمهارات التفكير والتعلّم الذاتيّ، ويرشدهم للبحث والاستنباط والمقارنة والإبداع والابتكار!

وتشارك القيادات الدينيّة والسياسيّة والجماهيريّة في بثّ روح الأمل والتفاؤل والعمل البنّاء لدى أجيالنا الشابّة؛ وهنا نتوقّع أن يجد الأبناء القدوة الحسنة في

تلك القيادات، قدوة في ما يطرحونه من رؤى إنسانيّة واعية، وقدوة فيما يمارسونه من أفعال وممارسات تؤكّد المصلحة العامّة والإيثار، بعيدًا عن المصالح الفرديّة الضيّقة والأثرة!

ولوسائل الإعلام المختلفة – المقروءة والمسموعة والمرئيّة – دور في تنشئة الأبناء وتثقيفهم وتنويرهم وإعدادهم للحياة الحرّة الكريمة التي تلبّي حاجات الروح والجسد في وفاق وتناغم!

نتوقّع من تلك الوسائل التزام الموضوعيّة والصدق، ومخاطبة العقل السليم ، وتبنّي رسالة الإصلاح والتغيير للأفضل، وإعلاء قيم التسامح والمحبّة، وتأكيد روح الإبداع، وأن تبتعد عن مخاطبة الغرائز والشهوات، وعن إذكاء التعصّب والتزمّت، والدعوة للفُرقة وللفكر الواحد، وعن الجري وراء الربح الماديّ السهل!

إنّني على ثقّة أنّ أبناءنا يمتلكون القدرات والمواهب الكافية التي تحتاج إلى الرعاية والتشجيع – من جميع الوسطاء – ليحقّقوا لأنفسهم ولمجتمعهم ولأمتّهم ما نصبو إليه من غايات سامية ومستقبل مشرق مشرّف، فتعود بسمة الأمل والتفاؤل

تتلألأ في الوجوه، وتغمر قلوب الجميع!

‫10 تعليقات

  1. استاذي الكريم د. محمود ابو فنه : تحية عطرة من كرملنا الحبيب شاكرا اياك على اثارة قضايا مهمة نحن بأمس الحاجة لبحثها والنظر فيها . أوافقك استاذي العزيز ان للبيت والاهل القسط الأوفى في تنمية اولادنا وايصالهم الى بر الأمان . وأنا كمربّي ومعلم في المدرسة أوافقك ايضا ان للمدرسة ايضا دور كبير فعلينا ان نكسب الطلاب القيم الحميدة الى جانب العلم والمعرفة . ولدور مشايخنا الافاضل رجال الدين اهمية قصوى فتقرب الطلاب منهم يبعث فيهم روح التسامح والتفاؤل والطمانينة . شكرا مرة اخرى املا ان تنشر المزيد المزيد من انتاجك الادبي الرائع .

  2. حياك الله يا أبا سامي : أبناؤنا بيننا أفلاذ أكبادنا تمشي على الأرض . الكل يحافظ على أبنائه
    وأن الموضوع الذي أثرته يتعلق باغلى ما يملكه كل منا —-ولكن — ان ما احتواه المقال من افكار وآراء متعددة بناءة ولكنها بحاجة الى التوقف عندها ومعالجة كل فكرة على حدة .
    أرجو أن يلقى هذا الموضوع الأهتمام وبصدق النوايا لخدمة مجتمعنا . والى لقاء………

  3. موضوع شيق وبحاجه لدراسه اعمق من اجل تحسين وضع ومستقبل الشباب ,
    منذ القدم وهذا حال الشاب / الطالب العربي – لم يتغير شيئ للاسف الى من رحم ربي الى متى ؟؟؟؟؟؟؟

  4. تحياتي لك استاذ على طرح مثل هذا الموضوع لاهميته في هذا الوقت بالذات والمسؤول عن كل المتغيرات في تصرفات الشباب يعود لكثير من الجوانب منها بيت مجتمع مدرسه معلم اذ انه في كثير من الحالات المعلم استطاع ان ينقظ كثير من الشباب وجعلهم بناه مستقبل واعد وكثر من عملوا عكس ذلك فكلنا مسؤول وكلنا يجب ان نوجه باسلوب مرغوب لدى الشباب ويد بيد نبني جيل الغد الواعد

  5. عزيزي الصديق أبو سامي ، الدكتور المحترم محمود أبو فنة ، أقدِّرُ عاليا طرحك المشكلة وأثمن الأسئلة التي طرحتها . أعتقد أنَّ مشكلة أولئك الشبان الأحبة تفرض على الكثيرين من أمثالك الغيورين حقا على مجتمعاتنا أن يناقشوا ويتداولوا فيما بينهم حول إيجاد طرق حقيقية فاعلة لتغيير هذه الحالة التي تحدَّثت عنها . وأعتقد كذلك أن المشكلة ستجدها في كل بلداتنا ، قرانا ومجتمعاتنا المختلفة . والسؤال الذي أشغلني طويلا هو قد يبدو مستفزا ، لكن طرحه ضروري ، هو : ماذا فعلت مجتمعاتنا ، القيادات السياسية والتربوية والدينية لمنع نشوء هذه المشكلة واستفحالها. وهل تتحمل هذه القيادات ، على اختلاف انتماءاتها ، جزءا من مسؤولية ما نحن فيه .أفهم أن أسباب المشكلة هي في وضعنا كدولة ومنطقة ووضعنا كجزء من شعب ، يعيش حالة تشاؤم ويأس ولا يرى أفقا لحل إنساني ، ووضعنا كعالم يكاد يفقد عقله وقيمه الحياتية وشروط عيش كريم . لن أطيل : توصلت إلى قناعة : لن يتبدل حالنا ما لم تتغير أنفسنا ، فبنا تبدأ المشكلة ونحن وليس غيرنا القادرون على التغيير . لنفحص حياتنا أولا ولنسأل انفسنا بجرأة إلى أين نحن سائرون ؟ ابراهيم مالك

  6. موضوع حلو ومهم الصراحة الحياة صعبة وكل الحياة صارت صعبة على الأهل والابناء

  7. سلمت يمينك د محمود ابو فنه حبذا لو تعمل حلقات ولقائات للنقاش بين الشباب في
    المدارس او النوادي ليناقشو المشاكل اللتي يعيشونها ومحاوله حلها
    يقول الرسول عليه السلام –ان الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم —

    اشتقنا لكتاباتك في منتدى مدرسه طه حسين

  8. استاذ محمود ابو فنه سيكون ردي نفس الرد الذي وضعته بمنتدانا الرائع منتديات طه حسين

    موضوعك اوجعني استاذ محمود ابو فنه كثيرا

    ألطموح الذي انا توجعت منه كثيرا ولحد الان اتوجع منه

    لاني لم أصل لطموحي بسبب مخاوفي وظروفي ألشخصيه

    لكنني دائما احاول ان اقنع نفسي أنه سيأتي يوما وتتحق هذه الطموح

    لكي أصل لظلال ألسماء ألبعيده

    لأنني أدرك أن ألطموح والاماني هي جزء من الانسان حققها او لم يحققها

    وتبقى قناعتي هي السلاح الوحيد لنفسي أو لآي أنسان اذ لم يحققها

    وانا باسمي سأقول لهولاء الشباب

    قد تكون حياتنا جافة بدون طموح أو أحلام

    فكم من أناس كانت حياتهم مجرد حلم بسيط ويتمنون ألطموح

    ثم تحولت إلــى فكرة وتكللت بالنجــاآاآاح المبهــررر

    ,,,
    فالطموح والأحــلام

    شئ جميل في الحيــاة والأجمل منهــا تحقيقها

    أجمل ما في الحياة أن يحلم الأنسان لطموحه

    ويسعى دوماً نحو تحقيقه

    وأن كان بعيد المنال.يكفي أن يكون ذلك سبب في انشراح صدرهم نحو غداً

    فلولا الحلم في ذهنك يشاطرك حياتك..لأظلم في العمر دربك

    أستاذ محمود ابو فنه

    انت رسمت موضوع متفنن بلوحة اثارت مواجعي

    وقرعت أجراس ذهولي ونقلت صورة بعمق موغل

    وأخذتني بين سموات أحلامي ألتائهة

    دائما تأسرني بنزف إحسـآسك ألرائع بمواضيعك ألمميزه

    لمواضيعكَ جمآل نرغب بهطولها دوماً

    جزيل الشكر لهذا الجمآآل

    بآنتظآر جديدك

    سيدي محمود ابو فنه لكَ مني حدائق من آليآسمين

  9. السلام عليكم نعم نعم شبابنا يعانون مشاكل كثيرة وصعوبات نسال الله ان يعينهم نحن بيت متدين يخاف الله ونربي اولادنا على منهج الاسلام بس للاسف انا وزوجتي تواجهنا صعوبات عديدة في تربيت ابنائنا بس صعوبات كثيرة بتواجهنا

  10. فهيا بنا نصارع أمواج الحياة ..
    لنصنع مستقبل مشرق يواكب آمالنا وتطلعاتنا ..
    رغم الالم يبقى الامل ..
    والخلافة الاسلامية قادمة بإذن الله تعالى ..
    ولنعمل معاً لسماء2018 ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة