من تراثنا العربي: سعد السعود بتدور الموية في العود
تاريخ النشر: 18/12/10 | 0:11تراثنا العربي مليء بالحكايات والقصص الشعبية، بالأمثال والحكم والأقوال. في مضامينها وفحواها معلومات وعبر وحكم انتقلت على مر الأجيال كقصص شعبية او كأقوال مأثورة تعكس واقعا او حكاية قديمة متوارثة سردت شفهياً او خطت كتابياً جذبت اليها كثيرا من القراء او المستمعين، وإحداها ننقلها لكم عن ” السعودات” في مراحل موسم الشتاء.
فصل الشتاء مقسم إلى سعودات: سعد الذابح, سعد بلع، سعد سعود، سعد الخبايا…والسؤال هل جيل اليوم يعرف ما قصة هذه السعود وما أصل تسميتها?! والإجابة واضحة ضمنياً بأنهم لا يعرفون، ولكن مسامرة قصيرة مع الأجداد سيجدون حتما الجواب. وها نحن بدورنا نسرد عليكم حكايتها:
ان الجميع متفقون على أن شخصا اسمه سعد خرج في الأول من شباط وعندما اشتد البرد ذبح ناقته أو بقرته واحتمى بجلدها حتى انتهى البرد .
فيحكى أن جماعة من البدو خرجوا للصيد في عهد بني أمية في الخمسانية, وتعرضوا لمطر وابل قضى على معظمهم, ولم ينج منهم الا النفر القليل ومن بينهم شخص عرف باسم سعد, ولما عادوا إلى مضاربهم سأل أبو سعد عن ابنه فقالوا له: سعد ذبح ناقته واختبأ بها ثم ابتلعت الأرض الأمطار فأفرجت وخرج سعد من مخبئه ومن هنا جاءت التسمية .
ومنهم من يقول إن سعداً كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل, فلم يسمع نصيحة أبيه ظنا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته, وفي ذلك الوقت كان دافئا, ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة, و لم يكن أمامه سوى ذبح ناقته و هي كل ما يملك حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس, وعندما ذبح الناقة سمي سعد الذابح . وبعد ان احتمى في جلد الناقة من البرد دب الجوع في سعد ولم يجد أمامه سوى لحم الناقة للأكل وهكذا كان سعد البلع, و بعد ان انتهت العاصفة و ظهرت الشمس خرج سعد فرحا من مخبئه, فرحا بالحياة مجددا بسبب ذكائه في التصرف فكان سعد السعود, وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة وحفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج أو طرق قديمة تقليدية فكان سعد الخبايا .
ومما يروى أنه في قديم الزمان خرج شخص من منزله ويدعى (سعد) إلى الحقل برفقة بقرته وفي هذه الأثناء هبت عاصفة قوية وبرد قارس مع ثلوج غزيرة فلم يستطع سعد العودة إلى منزله. فحزنت أمه كثيرا فقال لها والده لا تحزني يا امرأة, فقالت له : كيف لا أحزن ولا أعرف مصير ابني عندها قال لها زوجها: تأكدي تماما سعد إذا ذبح فلن يُذبح وإن لم يذبح فسيُذبح وفعلاً عاد سعد بعد فترة إلى منزله وهو متلحف بجلد البقرة .
هذه الحكايات ما زالت تسرد وتسمع بتشوق في بعض المجتمعات للتسلية, لأن التسميات جاءت بناء على المشاهدات وانعكاس أحوال الطقس على الناس, فسعد الذابح يعني القاسي لأنه معروف بشدة برودته, وسعد بلع لأن الأرض تبلع مياه الأمطار أو بسبب جفاف المياه بفعل الرياح, وسعد السعود بسبب بدء ارتفاع حرارة الجو, وسعد الخبايا تخرج الحشرات والزواحف بعد السبات الشتوي .
ونذكر هنا أقسام السعودات وما قيل فيها :
1- سعد ذابح من 1 – 12 شباط, وقالوا فيه: سعد ذابح ما بخلي كلب نابح
2- سعد بلع من 13 – 25 شباط, وقالوا فيه:سعد بلع لا زرع ولا قلع, وبسعد بلع السما بتشتي والأرض بتبلع .
3- سعد سعود من 25 شباط – 10 آذار, وقالوا فيه: سعد السعود بيبرد في كل مبرود, بتتحرك الماوية في العود .
4- سعد الخبايا من 10 – 22 آذار, قالوا فيه: سعد الخبايا بتتفتل فيه الصبايا, وبسعد الخبايا .. اشلح الفروة والبس العباية.
شكرا للموقع على المعلومات وبارك الله فيكم الهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين
كان والدي رحمه الله يردد لنا المعلومات اعلاه.
اليوم الاقمار الاصطناعية تعطينا حالة الطقس بصورة دقيقة تقريبا
لعدة ايام…قديما كان الترحال يستمر لعدة اسابيع.اليوم تستمر اكبر رحلة
بالطائرة عدة ساعات..
شكرا جزيلا على المعلومات.فهي تذكرنا بماضي مرموق وراقي لسلفنا.
في القرون الوسطى من تاريخ الكون كانت الحضارة العربية في الصدارة.
وكانت اوروبا تعيش في الظلام وتعاني من التخلف العلمي والثقافي.
الشعوب الاوروبية ترجمت تقريبا كل الكتب العلمية في العالم الاسلامي
ومن الحضارات المتطورة…وانطلقت الى الامام,لتصبح من الشعوب المتقدمة
القوية..
شكرا على المعلومات الحلوه .انا من زمان حابي اعرف هاي القصه