عائلة قندس تستعد لإطلاق سراح ابنها الأسير بعد 28 عام
تاريخ النشر: 11/05/12 | 23:22الاستعدادات على قدم وساق في بيت العائلة انتظاراً ليوم الاثنين القادم حيث سيطلق سراح الأسير قندس ويعود الى بيت عائلته. فالأسير حافظ نمر قندس ابن مدينة يافا احد قادة الأسرى في سجون ومعتقلات البلاد ولد في 11 من تشرين الأول أكتوبر من العام 1958 وأنهي الصف التاسع في المدرسة الثانوية الشاملة يافا كما وعمل وقبل اعتقاله في أعمال مختلفة مثل الكهرباء والرخام . وقد سجن حافظ للمرة الأولى في العام 1980 لمدة عام ونصف أثر شكوك أمنية غير محددة ، وقبل اعتقال في العام 1980 برز حافظ بين المدافعين عن مقبرة طاسو حيث تعاون مع الشباب الغيور على عروبة وأوقاف المدينة على ترميم المقبرة .
وفي نفس العام حكم عليه بالسجن 17 عاما أضيفت لها بعد ذلك في قضية أخرى محكوميه تسع سنوات إضافية بتهمة تفعيل خلية لدعم الانتفاضة الأولى وفي العام 1995 حاول حافظ مع عدد من زملائه الأسرى الأمنيين الفرار من سجن عسقلان حيث حكم عليه بسبب هذه المحاولة عام ونصف إضافية على محكومتيه و حيث أمضى بسبب هذه المحاولة عامين بالعزل الانفرادي .
ان كل من يزور بيت العائلة لا يستطيع ان يخفي تأثره وانفعاله من رؤية الوالدة التي تنتظر عودة ابنها على مدى ما يزيد عن 28 عاماً، وجميع أفراد العائلة منشغلون بالتحضيرات والتجهيزات للاحتفال به، وسكان يافا كبارا وصغارا يساهمون إما بالزينة أو يتجهيز المأكولات ، الأم – أم حافظ – تبدو عليها إشراقة السعادة ودموع الفرحة لا تتوقف عن السيلان على خدها. هذه الأم التي فقدت زوجها وفقدت أحد ابنائها اثناء انتظار اطلاق سارح ابنها حافظ ، تحتضن بالترحاب كل من يأتي إليها لتهنئتها.
لا أحد يعرف في أي ساعة بالضبط سوف يتم إطلاق سراح قندس يوم الاثنين ولكن الوالدة لا تنام منذ عدة أيام، والاخت فاتنة مشغولة هي أيضاً بالتحضيرات والمأكولات التي يحبها ويشتاق اليها بعد كل هذه السنوات من الغياب ، وتوزيع المهام على افراد العائلة لكي يكون حفل الاستقبال حفلا لائقا بهذا الحدث. جيران العائلة في شارع شديروت يروشلايم عربا ويهودا عبروا عن استعدادهم لفتح بيوتهم أمام مئات المهنئين الذي سيتوافدون على بيت العائلة ابتداء من يوم الاثنين القادم. اما الاستقبال الرسمي فهو مخطط ان يكون يوم الخميس 17/5 بمشاركة آلاف المواطنين من سكان المدينة والضيوف .
ولقد زار يوم الاربعاء الماضي عضو بلدية تل ابيب يافا احمد مشهراوي بيت العائلة لمتابعة التحضيرات والاطمئنان على العائلة ولا سيما على ام حافظ وعرض المساعدة عليهم في كل ما يمكن ان يخفف عنهم هذا العبء. ويذكر انه قبل نحو اربع سنوات، مشهراوي ورئيس الحركة الاسلامية في يافا الشيخ سليمان سطل بادرا الى حملة تواقيع لآلاف سكان يافا مطالبين رئيس الدولة بتقصير فترة عقوبة قندس ولكن بناء على طلب حافظ قندس نفسه فإن العريضة التي شملت آلاف التواقيع لم يتم تحويلها للرئيس.
وقال مشهراوي: “ان قضية اعتقال قندس طوال هذه الفترة مع العلم بأنه لم يؤذي أي انسان ولم يتسبب بمقتل أحد سيتم تدريسها في الجامعات. وان نفكر بأنه في نفس الاسبوع يطلقون سراح شخص هو حجاي عمير الذي خطط لاغتيال رئيس الحكومة يتسحاق رابين وجلس في السجن 16 عاماً فقط، بينما حافظ قندس لم يؤذي احدا يجلس 28 عاماً في السجن”. وتمنى مشهراوي في ختام الزيارة بالأساس لوالدة حافظ ، العمر المديد لترى ابناءه وتفرح به، وتنسى هذه الفترة العصيبة التي مرت بها أثناء غيابه كتعويض عن الأسى والحزن والفراق.