الاساس الاول" نحو اسرة سعيدة "

إن الاسرة هي اللبنة الاولى والمهمة في بناء المجتمع الصالح. فهي المنشأ الاول لتربية الافراد وبناءهم ليكونوا رجال الغد ونساء المستقبل. ومن أجل ذلك تحرص المجتمعات الاسلامية والغير اسلامية بتزويد افراد الاسرة وبالاساس الاب والام الوسائل التي تعينهم على تريية اولادهم وذلك من خلال اقامة ندوات توعية ونشر مجلات تعالج امور وقضايا تربوية. لان التربية ليست أمرا سهلا انما هي اولا امانة في اعناق الاباء والامهات يسألون عنها يوم القيامة كما ان التربية لها خاصية مميزة انها مهمة لا تنتهي كما انها تختلف وتتغير وفقا للظروف العائلية التي تعيشها الاسرة كما تتبع لجيل الطفل والمرحلة العمرية التي هو من ضمنها.

ولكن وللأسف نجد الكثير من الاباء والامهات يفتقرون الى أساليب التربية وذلك لان المجتمع لا يلقي بالا للاطفال وتربيتهم ولا نستيقظ الا عندما نشعر ان الطفل يعاني من مشكلة كبيرة تحتاج الى حل. ونرى الكثيرين يستعملون الاساليب التي استعملها اباءهم رغم كونهم معترفين بخطأ تلك الاساليب لانهم ما زالوا يعانون من اثارها السلبية عليهم حتى وهم كبار وذلك كالضرب والتوبيخ والتقليل من قيمة الطفل والسخرية منه. وذلك ينبع من عدم معرفة الاباء اساليب اخرى للتعامل مع اطفالهم لذلك يلجـأون بشكل غير واعي لما استعمل معهم. ولان الحياة مليئة بالاعباء والضغوطات نرى في كثير من العائلات ان الاطفال يدرجون في درجة منخفضة في سلم الاولويات عند ذويهم. ويدرج الاصدقاء والاقرباء والمناسبات العامة والخاصة في اول السلم.

لذلك احببت ان اسلط الضوء في هذا الركن على تربية الاطفال. فسأقوم بعرض الاساليب التي يمكن استعمالها مع الاطفال بشكل مبسط وميسر وذلك ضمن مقالات متتابعة في الركن مرة في الاسبوع . فسنستعرض هنا اسس بناء الاسرة, مراحل تطور الطفل واحتياجاته خلال مراحل مختلفة من حياته وطرق التعامل معه. وسنبني سويا اسرة سعيدة ان شاء الله.

الاساس الاول لبناء الاسرة: انتقاء شريك الحياة.

تبدأ الاسرة وتتكون عند اختيار شركاء الحياة لبعضهم البعض، الزوج والزوجة. فعلى الشباب والشابات التريث في الاختيار. ووضع اسس وصفات لشريك الحياة الذي يطمحون العيش معه وذلك تبعا للهدف الذي يبغي الفرد تحقيقه من الزواج. وعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال : ” تنكح المرأة لاربع: لمالها ولجمالها ولنسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”. فإن الحبيب المصطفى فهم نفسيت الشباب ولما ينظرون عندما يريدون الزواج ولكن شدد على الظفر بالزوجة ذات الدين والاخلاق لان الام هي الحضن الاول الذي يحتضن الطفل وهي المنشأ الذي يقضي الطفل معظم وقته معها خاصة في الخمس سنين الاولى من حياته. لذا على الشباب التريث باختيار الزوجة واختيارها اهلا للقيام بمسؤولية تربية الاطفال لا نعني ان تكون خبيرة بذلك انما كونها من عائلة طيبة وذات اخلاق كريمة وتتقى الله في اعمالها وتصرفاتها.

اما بالنسبة لاختيار الشاب فقال رسول الله ” اذا اتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد عريض ” فهو ايضا يحث الاهل والفتيات على الظفر بصاحب الاخلاق والدين لانه يضم صفتين مهمتين تعيناه على معاملة زوجته بالحسنى دون ظلم ولا اهانة كما تعيناه على تربية اولاده.

الاساس القادم —–الزواج