لا تتذوق من الليمون إلا شرابه الطيب
تاريخ النشر: 14/09/14 | 19:09نعم ايها الاخوة، ان في الحياة زلات وألام، نجاحات وإخفاقات، أشواك وأشواق، المر والحلو، الطيب والخبيث، التفوق والفشل، وأما التفوق فهو شعور واحد، ولكن الفشل مشاعر كثيرة تعلمنا منها التجربة ومنها ما يحفزنا على التقدم والنجاح واستشعار الامل بالغد والمستقبل فلا تجعل من الفشل نقطة النهاية كونها محطة للبداية والانطلاق مشحونة بهمم اللحاق بالأوائل، فالذكاء والفطنة توجهنا الى الربح بعد الخسارة، وعكس ذلك من يجعل من الفشل المصائب والأهوال.
وقدوتنا بذلك الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبت على الدعوة متحملا العذاب والاضطهاد والتهديد ومحاولة التجويع تارة ومحاولة القتل جسديا تارة اخرى ومن اقرب الناس عليه ولكن صمد النبي محمد عليه السلام وهاجر الى يثرب وبنى دولة الاسلام واستنصر بالله وصدق معه من صدق فكانت اعظم دولة عرفها التاريخ وعم العدل والأمان ونام خليفته تحت الشجرة وانتصرت الاقلية بإذن الله على طواغيت الارض وامتلأت خزائن الدولة بالمال والخيرات حتى التزم الذئب الغنم من عدل الخليفة عمر ابن عبد العزيز وبذرت الحبوب رؤوس الجبال ولم تجوع الطيور وسجن ابن حنبل مجرما للحق وخرج من سجنه عالما وإماما، ولا ننسى سيدنا يوسف عليه السلام الذي رمي بالبئر طريدا وعاد على خزائن الارض عدلا وسيدا.
وهكذا كانت وستبقى الحياة دائرة بظروفها على الانسان اما باكيا على اطلال الماضي او مثابرا ومطاردا للنجاح والتقدم والتطور نحو حياة افضل وعدل الله تعالى في الارض الى يوم نلقاه.
وأنت اخي العزيز لا بد من وشحت الليل والسواد إلا ان تعصف على مرتفعات دهرك وسهول حياتك فلا تلتفت لذلك اللون الداكن وابحث عن الفجر القريب وشمس المستقبل وحرية الامل والطمأنينة ولا تؤمن بان لدغت الافعى إلا وقاية من السم الخبيث القاتل ويقول الله تعالى بكتابه العزيز” {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} نعم ان الانسان قد تقع عليه الاقدار المؤلمة والمصائب الموجعة والتي تكرهها النفس وتصيبنا بالحزن والجزع ونظن بأنها النهاية والقاضية والهلاك الاخير لحياتنا، ولكن يقدر الله سبحانه وتعالى تلك المصائب بالفوائد والنجاة بعد ان يتوكل على الله من يريد النجاة ويعمل لها بأمل الايمان بالقضاء والقدر والخيرات من حيث لا نحتسب وهي المنافع التي كتبها الله لنا من بعد مصائب كتبت علينا، والعكس تماما عندما سعى الانسان بكل قوة وقدرة للوصول للخير كما يراه ظاهرا وله فيه الشر بعلم الله تعالى ولم يكتبه عليه.
وبالتالي ايها الاخ العزيز استبشر من الله الخير بالعمل الجاد لحياة كريمة فيها نحترم الانسانية في داخلنا ونقدس التعامل باحترام الاخرين ونتقبل كل منا الاخر كما يرى نفسه وعندما نحصل على ثمرة الحنظل السامة شديدة الكره والرائحة ان نصنع منها العلاج الفعال لمرض الروماتيزم المزمن، ومن ثمر الليمون الحامض عصيرا طيبا محلى بالعسل الشافي لكل الناس كما بشرنا الله سبحانه وتعالى.
محمد محمود كبها
مقاله ممتازه وفيها من الافكار البنائة