مسجد ومقبرة الشهداء في برلين
تاريخ النشر: 16/09/14 | 17:13من الرائع أن تتجول في العالم الغربي وترى أنك تتصل بثقافتك وسط هذا البحر اللجب من الحياة الغربية، لا سيما إذا أخذتك خطاك بعيداً عن المشرق بطابعه الإسلامي وهويته وحضارته الإسلامية الراسخة..
تأتي المساجد على رأس المنشآت الرمزية للحضارة الإسلامية، وانتشارها في أماكن مختلفة من جغرافيا العالم جعلها تتأثر أيضاً بالثقافة المحلية لتلك المناطق بصورة أو بأخرى، ولكن لحضورها شكلاً ونداءً وأثراً رمزية كبيرة ولافتة لا يعرفها إلا من جربها.
في ألمانيا اليوم، يتواجد أكثر من ثلاثة آلاف مسجد ومصلى، غير أن مئتين منها فقط لها مئذنة وفق المسوح الميدانية للحالة الدينية في ألمانيا، ومسجد الشهداء ببرلين يعتبر من أجمل نماذج المساجد بهذا البلد، وقد كان له تاثير إيجابي كبير على حياة المسلمين هناك، لا سيما على الأقليات المقيمة في ألمانيا من العرب والمسلمين.
بجوار المسجد، تقع مقبرة الشهداء الأتراك، التي تقع في وسط برلين، هذا المسجد وهذه المقبرة أصبحت من الأماكن البارزة في المدينة، ومع مرور السنوات، بدأ دفن المسلمين القادمين من شتى البلاد الإسلامية كالسعودية وباكستان وإيران وتونس وفلسطين وتركستانفيها،ومقبرة الشهداء بخاصيتها هذه احتضنت كل المسلمين الذين وافتهم المنية في برلين.
أما عن رحلة هذا المسجد التاريخية، فقد تم بناء مسجد أولاً بدون مئذنة بجانب مقبرة الشهداء الأتراك عام 1985، وفيما بعد بدأ التفكير في توسيع الجامع وإضافة مئذنة له، حتى يلبي حاجات المسلمين الذين يتزايد عددهم عاماً بعد عام لا سيما بعد الإقبال الكبير من جانب الألمان على اعتناق الدين الإسلامي.
يتربع مسجد برلين للشهداء على مساحة تبلغ ألف متر مربع تقريباً، وإلى جانب الدور الديني الذي يلعبه، فالمسجد يضطلع بدور اجتماعي وثقافي، حيث يشكل فضاء للقاء المسلمين هناك في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم الاجتماعية، وكذا تقديم كل المعلومات للراغبين في التعرف على الدين الاسلامي لسكان البلاد من الألمان الراغبين بالتعرف على الدين الإسلامي.
د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي