أمثال نستعملها يومياً لكنها محرمة….

يستعمل الكثير منا في حياتنا اليومية أمثال شعبية او اقاويل متداولة وموروثة دون ان نعرف وللأسف الشديد انها محرمة بل ولايجوز أن نستشهد بها على الاحداث اليومية التى تمر علينا، ولذلك ينبغى علينا تجنبها والحذر منها . وها نحن نعرض على زوار بقجة بعض من هذه الأمثال للتعريف ولتجنبها:

1- “البقيه فى حيــــــــــــا تك” – ما هذه البقيه ؟ لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم…. هل يموت الإنسان قبل انقضاء أجله بحيث يكون له بقية من عمر يرثها أحد ورثته؟ سبحان الله هذا بهتان عظيم . فلن يموت إنسان قبل أن يستكمل آخر لحظه من عمره . قال تعالى: ((فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )).

2- ” لاحول الله ” – الشخص القائل هنا يريد الاختصار .. أي أنه يريد أن يختصر قول : لا حول ولا قوة إلا بالله… ولكن المعنى أصبح نفيا …أي أن الله سبحانه وتعالى لا حول له ولا قوة…وحاشى لله أن يكون سبحانه وتعالى كذلك.

3- “شاء القدر” – و القدر أمر معنوي ليس بيده شيئ وليست له مشيئة والله هو الذي يشاء ويقلب الأمور تبعا لمشيئته سبحانه تعالى.

4- “انا عبد المأمور “!! – وهي جملة خاطئة لأننا كلنا عبيد لله الواحد الأحد القهار، وهي توحي للمستمع أن قائلها ليس عليه أي ذنب إذا أمره رئيسه بفعل ما يغضب الله ،أو أمره بتنفيذ أي أمر كهدم منزل مثلا ولكن الحقيقةغير ذلك ، فكل إنسان مسئول عن أفعاله مسئولية كاملة ، فعن ابن عمر رَضِيَ

اللَّهُ عَنهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ‘ على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ‘ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ..ولكننا في الواقع نجد خلافا لذلك فالجندي يجب أن ينفذ الأوامر أو أمر الضابط حتى ولو كانت تغضب الله،كأن يأمره بارتكاب فعل شائن مع سجين لإجباره على الإعتراف…والجندي أو الشرطي هنا لا يستطيع رفض التنفيذ لأنه سوف يسجن ولكن يجب عليه أن يقول: أنا بأنفذ الأوامر..ولا يقول أنا عبد المأمور.

5- “فلان شكله غلط” – من أعظم الأغلاط الجارية على ألسنة الناس …..لأن هذه الجملة فيها سخرية من الخالق وسخرية من خلقه، ولأن الله هو الذي خلقه فسواه وصوره، لذلك كان يجب علينا أن نتأدب مع الله ومع خلقه، وإذا كان الشخص دميم الوجه فلا تسخر منه لأنك كان من الممكن أن تكون مكانه…والإنسان الوسيم يمكن أن يتحول في لحظه إلى خلاف ذلك، إما بسبب حريق أو حادث سيارة، ووقتها سوف يندم على أنه عاير فلان على دمامته.

.. قال تعالى: ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )

6- “الله يلعن السنه , اليوم , الســاعه اللي شفتك فيها ” ويقول البعض : ملعون أبو الدنيا…فإذا كان اللعن يعني ” الطرد من رحمة الله “، وقد نهى رب العزة عن لعن أو سب الدهر …واليوم والسنه والساعة كلها من الدهر، ولذلك لا يجب أن نسب رب العزة وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رب العزة سبحانه وتعالى قال في حديث قدسي : (( يؤذيني ابن آدم , يسب الدهر , وأنا الدهر , أقلب الليل والنهار )) وفي رواية أُخرى.. لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر .. أو لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر.

7. “الباقي على الله” – دائما ما تتردد هذه الجملة على لسان الأطباء أو على لسان من أنجز عملا صعبا تكون نسبة نجاحه ضئيلة.. وهي جملة مذمومة شرعا… ولأنه من الواجب علينا التأدب مع الله.. فالأحرى أن يقال : أديت ماعلي والتوفيق من الله.

8. “لا بيرحم ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل” – هذه الجملة لا ينبغي لنا أن نقولها على الإطلاق… فالله تعالى لا يؤده شئ ولا ينازعه فى سلطانه منازع

قال الله جل و علا: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وهو العزيز الحكيم…(فاطر-2 ) ومن هذا الشخص الذي يستطيع مهما كان جبروته وسلطانه أن يمنع رحمة ربك ؟؟؟

9- ” رزق الهبل على المجانين” – إذا كان الرازق هو الله وحده، وهو سبحانه وتعالى لم يجعل الرزق بيد العباد يصرفونه كيفما يشاءون وإلا لعم الظلم والجور في الأرض فالرزق بيد لله وحده ولا أحد يملك لنفسه ولا لغيره رزقاً ولا ضرا ولا نفعاً و لاموتاً ولا نشوراً، قال الله فى كتابه العزيز: { إنَّ اْللهَ هُوَ

الرَّزَّاقٌ ذُو القُوَّةِ المَتيِنُ } (الذاريات-5) ، فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى يقسمه بين العباد لحكمة لا يعلمها إلا هو فيجعل هذا غنيا وهذا فقيرا لتتحقق مشيئته سبحانه وتعالى. .

10. “امســـك الخـــشب ” – مثل هذه الأقوال لن تدفع حسدا أو ضررا، ولن تغير من قدر الله ومشيئته شيئا ، بل هي من الشــــرك . ولا بأس من التحرز من العين والخوف مما قد تسببه من لاذى فإن العين يمكن أن تحسد ولها تأثير ولكن هذا التأثير لا يكون إلا بأذن الله وحسب مشيئته وإرادته سبحانه وتعالى، والتحرز من العين يكون بقراءة المعوذتين وآية الكرسي و بالرقيه، وكانت رقيه النبى صلى الله عليه وسلم (( اللهم رب الناس ، مذهب الباس ،

إشف أنت الشافى.. لا شافى إلا أنت شفاء لا يغادر سقما )) والذي يجب قوله عنــــد الخوف من العين هو قوله تعالى (( مـــا شــــاء الله لا قوه إلا بالله )) فـــــإذا كان الشخص يعتقد أن الخشب بذاته أو الخمسة وخميسه تدفع الضر من دون الله أو مع الله فهو شــــرك أكبــــر، وإن كان يعتقد أنها سبب والله هو النافع الضار، فهذا كذب على الشرع والقدر، وهو شرك أصغر…ولذلك وجب الإحتراز من الوقوع في الشرك.

هذه بعض الأمثال المحرمة والتي يجب ألا نتعامل بها في حياتنا اليوميةلأنها بلا شك غير مقبولة منا كمسلمين متمسكين بديننا الحنيف والذي من أبرز سماته أن نتأدب مع رب العزة ونظهر له الخشوع والإيمان…لا أن نتقول عليه بمثل هذه الأقوال التي توردنا موارد التهلكة وتحملنا أوزارا على أوزارنا…وأخيرا فإن هذه الأمثال ماهي إلا مجرد نموذج لبعض الأمثال التي يجب الإمتناع عن تداولها…علما بأن هناك الكثير والكثير من الأمثال التي نتداولها ويجب الإحتراز منها حتى لا تكون سببا في كثرة ذنوبنا ونحن غافلون عنها…

اللهم اجعلنا ممن يستمعون إلى القول فيتبعون أحسنه..واغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان …إنك قريب مجيب الدعوات…وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم…آمين…آمين