بين ليلة وضحاها أصبحنا نخاف من الدولة الإسلامية
تاريخ النشر: 16/09/14 | 17:14المنطق لدي يقول أن هنالك شيء غريب حول داعش، كيف بين ليلة وضحاها أصبحنا نرى داعش وكأنها دولة جبارة تملك الجيوش والعتاد لدرجة أن الولايات المتحدة تحتاج لدعم العالم العربي حربيا وباقي ألدول الأخرى أيضا، ومدة زمنية مدتها ثلاث سنين من اجل محاربة داعش. بين الحرب ضد داعش وبين حرب داعش ضد العالم لا يوجد ما يبشر بالخير للبشرية، بل المزيد من الغموض والمزيد من التشتت والحروب. هذه الجاهزية والإصرار والسرعة لضرب داعش لم نشهدها حتى ضد طالبان، وهذا الجمع الكبير من التحالف ضد داعش هو الأول من نوعه وقد أصبحت الدول العربية شريكا مهما عسكريا، أيضا هذا يضيف غرابة، أما ما يثير السخرية هو أن هذا التحالف يحتاج إلى ثلاث سنين للقضاء على قيادة داعش في سوريا!
إن ما أراه هو أن داعش هو مشهد أخر من مشاهد الربيع العربي، والظاهر انه من نفس بيت الإنتاج، أبطال المشهد المرئيون اختاروا نشر فيديوهات القتل التي تبث الذعر والإرهاب، اختاروا أن يبرزوا في الإعلام بصورة سريعة ومدوية عن طريق هذه الفيديوهات وهذه الصور التي تصلنا لتوضح مدى تطرفهم عن طريق قطع الرؤوس! ما هو هدف هذه الفيديوهات؟ هل داعش تتحدى الولايات المتحدة أم أوروبا ؟ في ليلة وضحاها أصبحت داعش بهذه القوة والتهديد؟ هذه الفكرة لا تطاق وهي بنفس الوقت غير منطقية. وكما نرى إن تعامل الغرب مع داعش يفهمنا أن داعش هو تنظيم عظيم وجبار، له جيوش وعتاد حربي مذهلان، السؤال متى حصل كل هذا وكيف لم تنتبه أي من الدول التي تريد القضاء على داعش لهذا التطور والتضخم لمنظمة خطيرة؟ أليست هذه هي الدول التي أرعبتنا من النووي الإيراني ونفس الدول التي راقبت كل برغي في مفاعلات إيران النووية، هذه الدول وأجهزت مخابراتها لم تلاحظ نمو ما هو اكبر من المفاعل حجما والظاهر انه اخطر ايضا؟
هذا التطور الخطير والمثير يستعمل في إسرائيل كمصدر خوف جديد يجنده رئيس الحكومة ببنيامين نتنياهو لصالحه تحت حجة امن الدولة، سلسلة أفلام الرعب تؤثر على جمهور نتنياهو، سياسة نتنياهو هي نشر الخوف عند مواطني إسرائيل، في مرحلة معينة كانت إيران مصدر الخوف، مره كانت سوريا وحزب الله، ثم حماس والجهاد الإسلامي، ثم استعمل نتنياهو حرب الاختراقات للحواسيب “سايبر” كمصدر للخوف الذي يهدد امن إسرائيل وامن المواطنين، أما اليوم فان مصدر الخوف هو داعش، هكذا يلهي نتنياهو مواطني إسرائيل عن احتياجاتهم وفشله في تحقيقها، الفقر يزداد في إسرائيل وغلاء المعيشة يتضخم كل هذا يشغل بال المواطن في إسرائيل إلى أن يخوف إعلاميا من قبل الحكومة بسبب تهديد امن الدولة من قبل شيء معين، اليوم داعش هو هذا المصدر الذي يستعمله نتنياهو ليلهي مواطني الدولة عن فشله الاجتماعي والسياسي. طبعا الخوف من داعش يتطلب تضخيم ميزانية وزارة الأمن في إسرائيل، على حساب من؟ المواطن البسيط وبالأخص الأقلية العربية المستضعفة، نعود مرة أخرى لنذكر غلاء المعيشة في الدولة وازدياد الفقر.
داعش كباقي الحالات الغريبة التي يصعب تفسيرها بدقة سوف تزول والظاهر أنها سوف تستبدل بعنصر أخر يثير نفس المشاعر ويصب في مصلحة معينة، الأكيد هو أن هذا كله لا يصب في مصلحة أي مواطن، لا في إسرائيل ولا في العالم العربي، فما هو هدف داعش وهدف فيديوهات الإرهاب؟ إذ أن هذا لا يساعد داعش على بناء دولة أو بناء ثقة بينها وبين باقي العالم وعلى العكس يزيد من كراهية العالم لهم ومفهومهم عن الدولة الإسلامية، فان داعش ليست دولة وهذا ليس الإسلام.
لو سمحت اشرح لي شو الاسلام؟؟؟!!!!