ائتلاف نتنياهو تتقاذفه أمواج الخلافات
تاريخ النشر: 17/09/14 | 9:03مع تفاقم الأزمة بين رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو، ووزير المالية، يائير لابيد، حول موازنة الأمن بعد العدوان على غزّة، طفا على السطح مساء أمس خلاف جديد بين وزير الأمن موشي يعلون، وبين وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، وشهدت الساعات الأخيرة تصاعدا في شدة تراشق الاتهامات.
ورد مكتب بينيت على الادعاء بأن ضابطا في الجيش سرّب له معلومات استخبارية سرية خلال العدوان على غزة، وعلى انتقادات وجهت له في وسائل الإعلام ونسبت لمصادر سياسية، ببيان شديد اللهجة صدر عن مكتبه. واعتبر البيان أن بينيت يتعرض لـ “حملة تشويه وقحة”، وأضاف أن بينيت “فخور بعمله الذي قاد إلى حملة تدمير الأنفاق في قطاع غزة”.
ووجه البيان انتقادات مبطنة لوزير الأمن، ورئيس الحكومة بالقول: “حينما طالب بينيت مرارا خلال اسابيع بشن عملية عسكرية لتدمير الأنفاق، كانت هناك جهات سياسية وأمنية تعمل على كبح المقترح والتعامل معه باستخفاف”.
مسؤول سياسي رفيع المستوى قال لوسائل إعلام إسرائيلية إن بينيت حاول خلال الحرب حشد التأييد لنفسه ولم يهتم بسير المعارك. مضيفا أن بينيت كان يتواجد في الجنوب “من أجل التقاط الصور وحصد “إعجاب-لايك” في الفيسبوك، في الوقت الذي أدار فيه وزير الأمن الحرب بتعقل”. ورد المسؤول بذلك على تصريحات منسوبة لمقرب من بينيت قال فيها إن “بينيت كان في الميدان ونام في المستوطنات الجنوبية، وليس كبوغي(موشي يعلون) الذي هرب ولم يصل لهناك”.
وقبل ذلك، وجه وزير الأمن موشي يعلون انتقادات لوزراء في الكابينيت (في إشا إشارة إلى بينيت) “تسببت في إطالة أمد الحرب وإلى ارتفاع ثمنها”. وقال يعلون إن “تصريحات بعض الوزراء أوحت لزعيم حماس خالد مشعل بأن إسرائيل على شفا الانكسار”. وفي انتقادات مباشرة لبينيت دون ذكر اسمه عبر عن “امتعاضه من قيام وزراء بزيارة المناطق العسكرية والالتقاء مع جنود وضباط دون الحصول على إذن مسبق”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن وزير مقرب من بينيت أن الانتقادات التي وجهت لبينيت سخيفة، وأن التهمة التي وجهت لضابط الاحتياط بتسريب معلومات سرية لبينيت عارية عن الصحة. وقال: ” بينيت على اتصال بمجموعة كبيرة من الضباط، وكان يحصل منهم على معلومات خلال الحرب، وبفضل هذه المعلومات ومطالبه المتكررة في الكابينيت، دُفعت المنظومة الأمنية إلى عملية ناجعة ضد الأنفاق، لو كان الأمر متعلقا بيعلون لما نفذت خطوة جادة”.
وكتب بينيت يوم أمس على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: خلال حملة الجرف الصامد، كنت طوال الوقت في الجنوب، هذا واجبي. هل ينبغي أن أعتذر عن ذلك؟ لن يخرسوني. لم اتنازل، حتى حينما كان هناك من استخف بأقوالي، وقزم تهديد الأنفاق وادعى بأن حماس لن تستخدمها، إلى أن خرج الجيش للعمل، وأنقذ سكان الجنوب”.
وقالت الصحيفة إنه خلال الحرب، فوجئ المسؤولون الأمنيون بأن بينيت لديه معلومات عملانية مفصلة لم تعرض على وزارء الكابينيت. فأجرى الجيش تحقيقا وتوصل إلى استنتاج بأن حاخام الجيش وضابط الاحتياط رونتسكي، المقرب من بينيت هو من كان يمده بالمعلومات، وقرر الجيش حينها إبعاده عن مراكز القيادة. لكن رونتسكي نفى أية صلة بموضوع التسريب وقال إنه غيرمطلع أساسا على الخطط العملانية للجيش.
وصدرت تصريحات لمسؤولين حكوميين مقربين من نتنياهو تساند يعلون في الخلاف المحتدم، إلا أن رئيس لجنة الأمن في الكنيست خرج ضد توجيه الاتهام بالتسريب للحاخام رونتسكي، مساندا بذلك موقف بينيت.