مع أصغر شاعرة فلسطينية (الـ48) محلية في البلاد
تاريخ النشر: 18/09/14 | 7:48إنها الشاعرة الواعدة حقا وهي تلميذة الصف السادس (من مواليد عام 2002) في مدرسة معاوية الابتدائية في قرية معاوية/ منطقة المثلث الشمالي… إنها ملأ أيوب جزماوي.. وقد أصدرت باكورة ابداعها الشعري باسم “همسات صغيرة”. وقد حدثني عنها والدها كثيرا.. وكان ان تعرفت اليها مباشرة واستمعت اليها في حفل شخصية العام 2013..
لفتت انتباهي عدة ملاحظات هي من شروط الموهبة الواعدة حقا، ومنها حضورها الواثق على المنصة في قاعة مليئة بالحضور، حضور فيه ثقة بالنفس وصوت واضح في نبراته وصحيح في مخارج أصواته وسحنات وجه معبرة وحركات يدين مؤشرة.. لقد أنشدت شعرا فأجادت كثيرا، ومن السهل أن تتطور أكثر إن تدربت وقلّت كبار الشعراء. (وبالمناسبة حبذا لو اهتم المعلمون بتهذيب القراءة الشعرية لأنها تختلف عن قراءة النثر، وقد كان للخطابة حصة في المناهج).
ولفت انتباهي أنها تقرأ من ابداعها في مضامين وطنية وبسجعات تأتي منسابة بدون تكلف. وزارني والدها مع حرمه وأهداني ديوانها ” همسات صغيرة”. قرأت الديوان أكثر من مرة وتأكدت أنني أمام موهبة واعدة حقا.. فالمواضيع متنوعة وطنية (لغتي هويتي، كلاب السلطة، أرض الوطن، وطني الحبيب، أهلا بالعائدين، علم الحرية، غزة،) واجتماعية (جيل المستقبل، أيام الأدباء، صمود المرأة، رصاصة، النفاق) وصفية (زهرة أبي، مدرستي، ربيع النجاح، الخريف،)وتربوية (أنا طفل، صديقتي، أين المحبة، أين حق الحيوان)، ومن البديهي أن بعض القصائد تتماس أو تتداخل فيها الأغراض والمواضيع، وبعض القصائد تبدأ ذاتية (الهدوء القاتل) لكنها تلامس مواضيع أخرى.
شاعرة صغيرة متفائلة وواعدة بتحديها لكل الصعوبات كي تحقق حلمها بالحرية وأن وتكون لها قيمة وشأن وتعيش في وطن جميل ونظيف من… ومما تقوله: (حلمي أن أحيا بسلام وهناء.. لننطلق الى الأعلى كالعصافير نمرح ونطير…) وتقول (.. ونتعلم لنصبح علماء كالناس العظماء في وطن لا يملكه إلا الشرفاء) وتقول (..يا لغة الضاد وجب علينا تحقيق المراد ورثناك عن الاجداد تلك الامجاد..).
هذه الشاعرة لا تنسى أن تشكر كل من كان داعما في تطوير موهبتها فتشكر بلدتها ومدرستها وتقدم الاهداء لوالديها اللذين بذلا الكثير الكثير في خدمة موهبتها وهكذا يكون البر بالوالدين فقد أحسنا تربيتها.. ومدرستها تعتز بها ولهذا كانت لها كلمة بعنوان فخر وإكبار، وجاء في الحديث الشريف ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله)..
وهكذا بدأ كبار الأدباء بموهبة هي هبة خصهم بها الله تعالى، وبدأت مسيرتهم بتنمية الموهبة بالقراءة الواعية واستشارة أهل المعرفة وبالسلوك المتواضع.. وكل موهبة لا تتغذى بالقراءة مصيرها الجمود ثم التأخر ويكون الموت.. وبالمناسبة لماذا لا تخصص المدارس حصة لتعليم الكتابة الابداعية من قبل مهنيين (وليس من باب رفع العتب وتعبئة التقارير الوردية وغير المثمرة فعلا).
عزيزتي ملأ أستشرف لك مستقبلا مشرقا واسما لامعا يملأ قلوب الناس محبة وبأمثالك نعتز ونفتخر… ولأنه باكورة الانتاج، بكورتك تقول لدي ما أقول فانتظروني.. (وهذا لا يعني بأن الباكورة خالية من العديد من الملاحظات العينية ولكنني سأصمت عنها، وقد كان بالإمكان تحاشيها، ولكنني سأخبرك بها مباشرة عندما نلتقي عندكم قريبا..)
يقول الشاعر:(كل ذي شأن كبير كان من قبل صغيرا). والشاعرة الصغيرة ملأ أيوب جزماوي ستكون تجسيدا جيدا لهذا البيت الشعري.. وكما اعتدت أن أقول في لقاءاتي مع المعلمين: التلميذ كفنجان الشاي نعتقده مرا لأننا نينا أن نحركه ليذوب السكر ويصبح حلوا.
عزيزي أيوب جزماوي (وجميع أفراد الأسرة الكريمة) أهنئك بهذه الموهبة الواعدة حقا، والتي أراهن عليها مستقبلا، (ونادرا ما خاب رهاني المشروط بما قلته من تغذية للموهبة)..
إنها مسؤولية شخصية واجتماعية وأنتم أهل لذلك.. فطوبى لكم في بيتكم وبلدكم شاعرة.
محمد علي سعيد