بعد الحرب:الحرب بين الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والشاباك
تاريخ النشر: 18/09/14 | 12:51بعد أن توقفت الحرب الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بدأت حرب أخرى بين الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وبين جهاز الأمن العام (الشاباك) بشأن الإنذار قبل الحرب التي اعتبرت على أنها “حملة عسكرية”، وأطلق عليها “الجرف الصامد”.
وفي تقرير كتبه يوسي يهوشوع، نشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يشير إلى أن الشاباك يدعي أن تقديراته منذ مطلع العام الحلي كانت تشير إلى أن حركة حماس معنية بالحرب، في حين تدعي الاستخبارات العسكرية أن لم تكن هناك أية تقديرات من هذا النوع.
وقال ضاط كبير في الاستخبارات العسكرية، يوم أمس، إن ادعاء الشاباك بأنه حذر من حرب في تموز (يوليو) هو قصة مختلقة ليس لها أي أساس.
وتؤكد الاستخبارات العسكرية أن موقف شعبة الاستخبارات التي يترأسها أفيف كوخافي، الذي ينهي مهام منصبه الأسبوع القادم، يتلخص في أن كبار قادة حماس لم يكونوا معنيين بالحرب، وأنهم انجروا إليها. ويؤكد ضابط كبير أن هذه التقديرات كانت صائبة.
في المقابل، يصر الشاباك على أنه حذر مسبقا من الحرب. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الشابك تساؤلهم: “إذا كان ضابط الاستخبارات العسكرية على صواب، فلماذا عيّن رئيس أركان الجيش نهاية شهر تموز كموعد للجاهزية للقتال”.
كما يتساءل مسؤول الشاباك نفسه “لماذا صرح ضابط كبير في “كتيبة عزة” للمراسلين العسكريين بأن الكتيبة جاهزة للحرب في تموز؟”.
إلى ذلك، يقول مسؤولون في الاستخبارات العسكرية إنهم راضون من القدرات الاستخبارية التي تجلت أثناء الحرب. وبحسب أحد كبار الضباط فإنه كان للجيش بنك أهداف يعادل 3 أضعاف وربما 20 ضعفا عن الأهداف التي كانت في الحروب السابقة.
وقال الضابط نفسه إن الجيش بدأ القتال ولديه 1257 هدفا، انضاف إليها خلال الحرب 6027 هدفا. ويضيف أن الطائرات الإسرائيلية قصف في كل يوم نحو 150 هدفا.
إلى ذلك، تطرق الضابط في حديثه إلى تنظيم “الدولة الإسلامية – داعش”، وكشف أن الاستخبارات العسكرية تتعاون مع هيئات استخبارية غربية أخرى، وتقوم بنقل معلومات إستراتيجية لها، مشيرا إلى أنه لو توفرت معلومات بشأن “داعش” في سورية فسوف تقيم بتحويلها إلى الائتلاف الدولي في حال طلب منها ذلك.
وأضاف أنه يجب التعامل بجدية مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأن التقديرات تشير إلى أن التنظيم لن يختفي من الخارطة قريبا. وبحسبه فإن عناصر التنظيم سيحاولون الاختباء والاختفاء قبيل الهجوم المحتمل ضدهم.
ونقلت الصحيفة تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بأن “داعش” تمكنت من خلق تواصل جغرافي بين “الدولة الإسلامية” في غرب العراق وبين شرق سورية، ولكن هذا التواصل لا يهدد المصالح الإسرائيلية.
وبحسب تقديرات الجيش فإن هناك 30 ألفا من عناصر التنظيم ينشطون في سورية والعراق، وأن التنظيم يجتذب إليه، طواعية أو بالإكراه، تنظيمات أخرى. كما تشير تقديرات الجيش إلى أن مصادر تمويل داعش تعتمد على 60 حقل نفط في العراق ذات قدرة إنتاجية تصل إلى 110 برميل يوميا، ما يعني دخلا يوميا يتراوح ما بين 3 إلى 6 ملايين دولار. كما يسيطر التنظيم على 45% من احتياطات الغاز السوري، بدون أن يكون لدى التنظيم القدرة على إنتاج الغاز منه.