إختتام الأسبوع الدعوي التربوي في المشهد

لأن الأسرة وحدة اجتماعية هامة في تكوين المجتمع، ولان البيت جزء اساس فيه، ولأن التربية عاملٌ هام في تماسك المجتمع، ارتأت الحركة الإسلامية في المشهد ان تعنون ايامها الدعوية ب “خلي عينك على بيتك”، كشعار يحمل في طياته محاذير ويقظة وتصويب اعين الآباء والأمهات نحو ابنائهم ليواكبوهم، خشية الوقوع في فتن الدنيا ومخاطرها ومنزلقاتها.
اسبوع دعوي حفل بمحاضرات تربوية امتدت طيلة خمسة ايام الأسبوع الماضي، استضيف خلالها كل من الدعاة الأفاضل: حسام ابوليل ومحمد العارف وعبد الرؤوف ابو الهيجاء، وكذلك المحامي عمر خمايسي والأستاذ غسان صالح.
المحاضرة التربوية الاولى قدمها الشيخ حسام ابوليل الذي تحدث عن دور الوالدين في تربية الأبناء، ومتابعتهم وعدم تركهم عرضة للتكنولوجيا الحديثة ومفاسدها، مقدما نماذج من الصحابة وحيائهم مما يغضب الله عز وجل، كما تحدث عن اغواء الشيطان اليوم لبنات المسلمين وابعادهن عن الدين، حاثًا لهن على ارتداء الحجاب لأنه رمز العفة ولا يسبب فتنة للشباب ولا يشكل عائقًا امام تقدمهن، متسائلا اين الغيرة على دين الله من قبل الآباء الذين اهملوا بناتهم وأبنائهم.
اما اليوم الثاني فقد شاركت به مؤسسة ميزان ممثلة بالمحامي عمر خمايسي في ندوة اقيمت في ساحة مسجد النور، حاوره خلالها الاستاذ غسان صالح حول ايجابيات وسلبيات الفيسبوك ومضار ومحاذير حولها، تطرق خلالها الى المخالفات الامنية والاسقاطات الاخلاقية ومخالفات التحرش الجنسي، والقضايا التي تمس العلاقات الزوجية من خلال شبكة الفيسبوك، موصيًا بعدم وضع حاسوب في غرفة الابناء، ومحذرًا من الهواتف الذكية التي اصبحت بمتناول يد الجميع والحسابات الوهمية، والآراء التي تكتب في الفيسبوك.

في اليوم الثالث شارك الشيخ محمد العارف بمحاضرة حول موضوع الحوار بين الآباء والابناء مشددًا عل انها اساس لبناء الأسرة المسلمة التي يتشكل منها المجتمع المسلم والدولة المسلمة، وقال: “بيوتنا بدأت تتوغل فيها المنكرات، لذا فنحن نعاني المًا واضحًا، ممثلًا بلباسنا المنكر وأعراسنا التي تملأها المنكرات، علينا كآباء ان نعد جيل المستقبل حامل الأمانة، وليس اعداد الأبناء على الذل والخنوع”، كما عرض نماذج من الصحابة والسلف الصالح وكيف ربوا ابنائهم على العزة، كأم محمد الفاتح وام معاوية رضي الله عنه، حاثًا الأباء على توظيف قدرات الابناء فيما يخدم الدعوة والمجتمع”.

اللقاء التربوي الرابع خصص للشيخ عبد الرؤوف ابو الهيجاء، الذي تحدث عن تحصين البيوت والأبناء منذ الصغر ليكونوا معصومين عن الانحراف، في زمن كثر فيه الفساد، وان يكون الأباء قدوة لأبنائهم لأن بصلاحهم يصلح الأبناء، واضاف:”الاب الناجح هو الذي يحفظ ابناءه وهو العين الساهرة لهم، واذا كان ابني منحرف فبيتي ومجتمعي في خطر، لذا فهناك مسؤولية ملقاة على البيت والمدرسة والمجتمع”.
المهرجان الختامي اقيم في ساحة البيادر وكان ضيفه الشيخ رائد صلاح، الذي وجه رسالة للأهالي قال فيها:

“على كل مسلم ان يتحول الى ناصر لله، وان يعرف الحق وينقله الى الناس، الاسلام لا يقوم على العنف وهو ليس دين ارهاب، وإنما جاء ليطفئ نار الفتنة، وهكذا انتشر الإسلام”، كما تحدث كيف اسلم عدد من الذين عادوا المسلمين وأصبحوا فيما بعد جزءًا من الاعلام الإسلامي، وقال: “اقتربت الخلافة الإسلامية، التي ستملأ الارض قسطًا وعدلا، وهذا وعد من الله، وهذا الامر يحمل خاصتين الاولى ان هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وسينتشر، وسيزوي الله تعالى الارض للمسلمين وهذه اشارة الى سيادة الاسلام في الأرض، وهي تتهيأ لهذه المرحلة، علينا ان لا نشوه المشروع الاسلامي باسم الإسلام”، وعرض قصصًا لغربيين اسلموا بعدما عرفوا دين الاسلام والعلوم والحق والقيم والأخلاق التي اتت به”، واخيرًا بارك للقائمين على أسبوع الدعوة في المشهد، قائلًا انه أسبوع دعوة الى الله وليس لأنفسنا، متمنيا من الله ان يرينا بشائر النصر قريبًا.

يشار ان الحفل الختامي اشتمل على عدة فقرات: اناشيد ملتزمة وتكريم الشاعر محمود مرعي لفوزه بالقصيدة في مهرجان الاقصى، كما وزعت مطويات خلال اللقاءات تحمل رسائل وتوصيات هامة للأباء والأمهات، وقد افتتح حفاظ القرآن خريجي مدرسة حراء في المشهد افتتاحية الامسيات بتلاوات مباركة لهم.
وتتقدم الحركة الاسلامية في المشهد بالشكر الجزيل لأصحاب البيوت الذين استضافوا اسبوع الدعوة وهم: عادل عبد الرحمن مرعي، جمال فضل سليمان، ابراهيم عبدالقادر، وكذلك اهالي حي البيادر، شاكرين لهم حسن الاستقبال.