جهود تستحق الإحترام من نساء ام الفحم
تاريخ النشر: 22/05/12 | 1:26بقلم هاني طه خبير التنمية البشرية
سنحت لي الفرصة المباركة أن أحاضر بين يدي مجموعتين رائعتين من مجموعات العمل النسائي في مدينة ام الفحم
كلتا المجموعتين تقومان على التطوع بلا أجرة ولا انتظار جزاء إلا من المنان الوهاب طمعا أن تخدم كل مجموعة بلدها وأهلها وتعود الجهود بالفائدة والتطوير للشريحة التي قامت المجموعة لخدمتها.
كانت المجموعة الرائعة الاولى هي ” أم الفحم في عيون نسائها ” والتي تتولى متابعتها وإدارتها الحاجة نجاح جبارين ، وتعمل على تحقيق حياة أكثر صحة وجودة لأبناء ونساء مدينة ام الفحم ولعموم أهلها .
حينما بدأت بالمحاضرات الأولى جذيني طابع الاهتمام والشغف للإستزادة من العلم والعمل على نور وبصيرة ووجدت الأسئلة واعية موجهة تطمح الى الوصول الى إجابة تحقق عملا أفضل .
ساد المجموعة جو من الرضى عن الدور الذي تؤديه في المرحلة الحالية، ولكن لم يكن هذا كافيا بالنسبة لعضوات المجموعة، وكنت أسمع في أجواء الحوار الداخلي تقسيم الادوار، هذه تعمل مع الجارات وهذه تعمل في ارشاد طلاب المدارس، وهذه تضرب بيتها نموذجا للتسابق على تطبيق مبادىء النظافة والصحة ، وتلك تخدم المجموعة بتجنيد عضوات يتطوعن للعمل في هذا المشروع الذي يحمل الكثير من العبر لنا، والمسؤولة تخطط معهن الى المشاركة في المؤتمرات وزيارة الاجسام الرسمية ذات العلاقة .
في المحاضرات تلقت المجموعة مهارة بناء الذات وتطوير الشخصية ، والنظر الى المستقبل والتخطيط له ، وفن التأثير والتواصل ، ومهارة عرض الافكار ، …، وحوارات داخلية تشمل التقييم وتحديد الادوار ، وكم اسعدني لما أجريت أختبار شخصية للمجموعة ، وتلقيت تقريرا عن الاستعدادات لدى كل مشتركة للدور الذي تستطيع أن تمارسه ، اسعدني الاستعداد للتواجد في كل دور يتم وضعها فيها ، مع ملاحظة واعية كانت تصدر منهن تقول “وتقومون بتأهيلنا لأداء هذا الدور بصورة أفضل ” حقا مجموعة تستحق الاحترام وأن سعيد بوجودها في بلدي وأنتن “في عيون أم الفحم بل العالم”.
المجموعة الرائعة الثانية كانت ” البيت الدافىء” والتي تشرف على ادارتها العاملة الاجتماعية الاستاذة سحر إغبارية وأنا حديث العهد بالمجموعة ، التي تلقت مسيرة طويلة من الإعداد قبل قدومي إليها ، وكان قدومي الى المجموعة متزامنا مع إنطلاقها لتؤدي رسالتها ومهمتها في حارة من حارات مدينة ام الفحم ، فوجدت أسرة مترابطة متماسكة ، تستحق الإسم الذي أطلق عليها ، ومن المواقف الجميلة التي واجهتي هي وجود أم من أمهاتنا أعلنت أنها ذهبت في جيلها الكبير اليوم لتتعلم القراءة والكتابة لأنها أحبت العلم وتريد أن تزيد منه حتى تنفع من يحيطون بها في حيها ، ومجموعة البيت الدافىء قسمت ادوارا لكل مجموعة من عضواتها ، وكم أسعدني حينما سمعت عن ادوار اللجنة التي بنت منطقة جغرافية تريد أن تخلق الترابط فيها وتعالج عددا من المشاكل المدرسية ، وتساعد المعلمات على تمكين الطلاب والطالبات من التعليم ، وترشد الامهات وتوجه الفتيات …..، كان الجو مميزا ، تظهر فيه ثمرة جهد متواصل من اللقاءات والإعداد ، بدأت لقاءات بالكشف عن القدرات ، والنداء أنا أستطيع ، وتفريغ الضغوطات التي تنشأ عن تراكم العمل ، ومهارة التواصل مع المجتمع المحيط ……، وما زلت في هذه المسيرة المباركة مع بيت دافىء يشع نورا على مدينة أم الفحم .
وكلتا المجموعتين ضمت نساءا من جيل يفوق الستين الى امهات بين العشرين والثالثين ، وترى الانسجام مخيما على هذا المزيج والذي يزد امهاتنا حماسا حماس من يكبرهن سنا في المجموعة ، وأنا فخور بنساء بلدي .
تحياتي لكل النساء في كل انحاء العالم واخص اللواتي يعملن في التوعيه والارشاد وتحيه مكلله بالفل والرياحين للعزيزه نجاح جبارين ادامها الله لعمل الخير