الحياة أو الموت خلاصة كلمة….!!!

كانت مجموعة من الضفادع تلعب مستمتعة بين الأشجار، وفجأةً وقع ضفدعان في بئر عميقة. تجمعت الضفادع كلها حول فتحة البئر لكي تفحص كيف يمكن لها أن تساعد الضفدعين اللذين وقعا في البئر.

عندما رأت الضفادع عمق البئر السحيقة وشدة انحدار جدرانها، قالوا للضفدعين اللذين وقعا في الأسفل: كفى،  ليس هنالك أمل في أن تخرجا من عندكم أحياء. أنتما في عداد الأموات الآن.. لا معنى لأي جهدٍِ ستبذلانه”.

لم يرغب الضفدعان اللذان وقعا في البئر بالتنازل عن حياتهما بهذه السهولة، وبدآ في القفز في الهواء، عالياً قدر المستطاع، محاولين الخروج من هناك. لكن تواصل وصول النداءات المثبطة للعزائم من عند فتحة البئر: “توقفا عن المحاولة. البئر سحيقة جداً ولن تستطيعا الخروج منها ابدأ!!”

وبعد عدة محاولات فاشلة، أُرهق أحد الضفدعين وهوى إلى أرض البئر ومات..لكن مع هذا لم ييأس الضفدع الثاني وواصل مرة بعد الأخرى، بكل ما أوتي من قوة، محاولا القفز إلى الخارج. في نهاية الأمر، هبط الضفدع على الأرض خارج البئر، بعد قفزة عالية جدًا.

فرك أصدقاؤه الضفادع أعينهم بإنذهال وسألوه: “كيف فعلت ذلك؟! ألم تسمع نداءاتنا؟!  قلنا لك أن لا احتمال لديك للنجاة، لأن البئر سحيقة..!!”

فأوضح لهم الضفدع بلغة الإشارات أنه أصم وأطرش.. فهو لم يسمع ما كانوا يقولانه، وعن طريق الخطأ  فسّر نداءاتهم المنفعلة على أنها نداءات تشجيعية…!!”

الكلمة قد تكون دافع لتغيير الحياة من أسوء الى أحسن أو العكس. كلمة مشجعة لمن هو في الأسفل ترفعه الى أعلى. كلمة فيها السحر، ترفع المعنويات، تروح قلباً وتنفس كربة، تعزز الثقة بالنفس وترسم الإبتسامة على الوجوه وتفرح القلوب.

ولكن كلمة أخرى، عكسها، محبطة تضعف المعنويات، تحبط العزيمة، تنثر الأحلام، تحطم الآمال، تكسر القلوب، تسلب الإبتسامة، تغرق في دموع اليأس وآهات الأحزان، ورويدا رويدا تفقده طعم الحياة وقد تقتله.

تذكر دائماً، عزيزي القارئ، بأن كلنا خلاصة كلمة. فلتكن تلك الكلمة كلمات تشجيع لأن لها سحر في القلوب وفي العقول، وهي التي تعطي المرء قوة وتزيده حماساً للتحدي، للصمود، للنجاح والإستمرارية …ولا تنسى، عزيزي، بأن بالإرادة الصادقة وبالعزيمة الجادة، بالإيمان  العميق وبالصبر… ليس هناك مستحيل!!!