أهمية الغلاف الجوى للحياة على وجه الأرض
تاريخ النشر: 30/10/14 | 0:02الغلاف الجوى هو فقاعة هوائية كبيرة تحيط بالكرة الأرضية لتحفظ لها عوامل الحياة من غازات هامة مثل الأكسجين والنيتروجين وثانى أكسيد الكربون وبخار الماء ، وكمية من الغازات الأخرى لكل منها نسبه معينة فى هذا الغلاف .. تقل كثافة هذه الغازات كلما اتجهنا الى أعلى حيث يمتد الغلاف الجوى الى مئات الكيلو مترات فوق سطح الأرض . ومع هذا فان الطبقة السفلى من طبقات الغلاف الجوى تعتبر اكثر الطبقات كثافة ، وهى تخضع للجاذبية الأرضية فتدور مع الأرض أثناء دورانها حول نفسها ..
والغلاف الجوى يعمل كدرع واقى يحمى أشكال الحياة على الأرض بكل صورها ، كما يحفظ للأرض دفئها فيعزلها عن برودة الفضاء الخارجى . أيضا يعتبر الغلاف الجوى درعا واقيا للأرض يحميها من الأشعة الكونية والرياح الشمسية والشهب والموجات فوق البنفسجية .. وغيرها من الاشعة الضارة.. كما تتضح أهمية الغلاف الجوى فى عملية نشر ضوء الشمس فيعمل على انعكاسه وانكساره وتشتته فى جميع الاتجاهات ، ولذا نرى كل شىء واضح أثناء النهار .
وانتشار الضوء له أهميته الكبرى فى الحياة النباتية حيث يدخل فى عملية التمثيل الضوئى أو التمثيل الكلوروفيللى الذى هو مصدر الأكسجين والحياة على الأرض . بالإضافة الى ذلك فأن عملية تشتيت الضوء الذى
يقوم بها الغلاف الجوى هو السبب فى إعطاء السماء لونها الأزرق الجميل أثناء النهار والذى بدوره ينعكس على البحار والمحيطات فتظهر زرقاء اللون أيضا . كما ان الغلاف الجوى هو المسؤول عن تغير الأحوال الجوية من حرارة وضغط ورطوبة وحركة الرياح ونقل السحب .. واليكم بعض المصطلحات الهامة في عالم الارصاد الجوية نذكر منها:
الحرارة والضغط
تقل درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح الأرض بمعدل درجة لكل 150 مترا تقريبا ، ومع الارتفاع يقل الضغط أيضا فيغلى الماء عند درجة حرارة اقل من درجة الغليان ..
الرطوبة
هى ارتفاع نسبة بخار الماء الموجود فى الهواء ، وحيث ان الهواء لا يخلو من الرطوبة لذا فهى تتغير مع تغير درجات الحرارة. والرطوبة هى السبب فى وجود الندى والمطر والثلوج فلا يحدث منها شيئا إلا إذا تشبع الهواء بالرطوبة أولا ..
الندى والصقيع
الندى هو تكاثف بخار الماء الموجود فى الهواء على أسطح الأجسام الباردة خاصة المعدنية منها والزجاجية أيضا ، كما يحدث الندى على أوراق الأشجار وأجسام السيارات وزجاج المنازل فى الصباح الباكر . أما إذا قلت درجة الحرارة عن هذا الحد يتحول هذا الندى الى ثلج ويسمى فى هذه الحالة “صقيع” ..
السحاب والضباب
لا فرق بين السحاب والضباب على الإطلاق إلا فى الارتفاع فقط ، فالضباب هو سحاب قد هبط على سطح الأرض وتكاثف بفعل البرودة التدريجية للهواء المشبع ببخار الماء ..
المطر
ينتج المطر عن برودة السحاب أو الضباب الى درجة تجعله يتكاثف فتتجمع جزيئات الماء فى قطرات اكبر من قطرات الندى فتسقط مطرا على الأرض ..
قوس قزح
يظهر قوس قزح فى الجو الممطر البارد المشبع ببخار الماء ، وهو عبارة عن منطقة مضيئة على هيئة قوس ملون بألوان الطيف الشمسى من الأحمر الى البنفسجى . ينتج هذا القوس عن طريق انكسار ضوء الشمس بواسطة قطرات الماء العالقة بالهواء (رزاز الماء) وتحلله الى ألوانه السبعة معطيا هذه الظاهرة المعروفة بـ “قوس قزح”.. وألوان الطيف السبعة هى : الأحمر ، البرتقالى ، الأصفر ، الأخضر ، الأزرق ، النيللى ، البنفسجى ..
الثلج والبرد
الثلج هو تجمد بخار الماء الموجود فى السحاب نتيجة للانخفاض الشديد فى درجة الحرارة فى طبقات الجو العليا فيسقط الثلج فى هيئة بلورات إبرية تتصل ببعضها البعض فى أشكال رائعة الجمال . أما البرد فهو قطع صغيرة من الثلج قد يصل حجمها الى حجم حبات العنب وقد يصل حجمها الى حجم البرتقال أحيانا ! وهى نتيجة تراكمات لجزيئات الثلج المتساقط من طبقات الجو العليا أثناء رحلته الى سطح الأرض ..
الرياح
تتحرك الرياح نتيجة لاختلاف الضغط من منطقة الى أخرى ، فالرياح دائما تتحرك من مناطق الضغط المرتفع الى مناطق الضغط المنخفض . ولتمثيل ذلك نقول ان الهواء يخرج مندفعا من بالونات الأطفال إذا ’ثقبت لأن الضغط داخل البالونة أعلى بكثير من الضغط خارجها . على ان ضغط الغلاف الجوى يعتمد أيضا على درجة الحرارة والرطوبة وطبيعة الأرض وما الى ذلك ..
العاصفة
العاصفة هى رياح سرعتها غير عادية وتسمى أحيانا “الزوبعة” تصل سرعة هذه الرياح الى حوالى 160كيلو متر فى الساعة ، وقد يدور بعضها داخل بعض بطريقة حلزونية حول محور قائم أو مائل. والعاصفة تكون لفترات قصيرة من الزمن ، فإذا جاءت العاصفة محملة بالرمال قيل عنها (عاصفة رملية) ، وإذا جاءت مصحوبة بأمطار ورعود قيل عنها (عاصفة رعدية) ، وإذا جاءت مصحوبة بثلوج قيل عنها (عاصفة ثلجية) ..
الإعصار
يشبه الإعصار العاصفة فى كونه رياحا إلا انه اشد واعنف كثيرا جدا ، وللإعصار أربعة مستويات من الشدة والعنف وقد يشمل بلدانا ودول بأكملها ، وهو يستمر لفترات طويلة من الزمن . والإعصار إذا مر ببيت حطمه ، وإذا مر بشجرة اقتلعها ، وإذا حدث على الرمال أثارها بشدة الى أعلى ، وإذا جاء على البحر أفار المياه وأثارها فيجعلها واقفة كالعمدان على سطح البحر !
أما فى الشوارع فالإعصار يقلب السيارات ويخلع أسقف المنازل ، ويقذف بكل ما يقابله ، فالصخور والأحجار وكراسى الشرفات تبدو كطلقات المدافع فى الهواء حيث يحملها الإعصار ويقذف بها الى حيث تكون ! .. واشهر إعصار فى العالم هو إعصار “أندرو” بأمريكا الذى يهب على شواطئها بين الحين والآخر ويتسبب فى حدوث خسائر جسيمة ..
النوء
النوء (أو النوة) هو اضطراب الهواء وثورانه فى صورة رياح شديدة على بقعة متسعة من الأرض ، إلا انه اقل كثيرا من العاصفة ولا يقارن بالإعصار ! وهو عادة يكون مصحوبا بأمطار وبرق ورعد ، وغالبا ما يكون له مواسم ومواعيد على مدار السنة مثل نوه (المكنسة) التى تأتى فى منتصف نوفمبر ونوه (رأس السنة) التى تأتى فى أخر ديسمبر وأول يناير ، ونوه (الغطاس) التى تأتى فى الثلث الثانى من شهر يناير .. وغيرها .
البرق والرعد
دائما ما يكون البرق والرعد متصاحبان فهما نتيجة تقابل سحابتين مختلفتين فى الشحنات الكهربية فتكون إحداهما موجبة والأخرى سالبة أو متعادلة ، وعند اقترابهما يحدث تفريغا لهذه الشحنات مما ينتج عنه ضوءا باهرا وصوتا شديدا . الضوء هو البرق والصوت هو الرعد ، وغالبا ما يأخذ البرق أشكالا عديدة كأنها تشق عنان السماء . أما الرعد فقد يكون له صدى ينتج عن انعكاس الصوت على السحب أو الجبال والتلال البعيدة ..
الصاعقة
تحدث الصاعقة من سحابة محملة بشحنة كهربية كبيرة وعند اقترابها من الأرض تفرغ هذه السحابة شحنتها فى شكل الصاعقة . وهى عبارة عن شرارة كهربية عظيمة تنزل من السحابة على الأرض فتهلك ما بينهما من إنسان وحيوان ونبات . وهى ’تشعل الحرائق فى الغابات الكثيفة فتظل مشتعلة لعدة أيام متواصلة ! ولهذا ينصح الخبراء فى حالة وجود صواعق بان يبتعد الإنسان عن الحوائط والأعمدة والأشجار بقدر الإمكان إذا كان فى الخلاء . أما إذا كان بالمنزل فيبتعد عن النوافذ والجدران ويستحسن ان يكون جالسا أو راقدا عن ان يكون واقفا ، حيث ان الصاعقة تمر فى مثل هذه الأشياء كموصلات للكهربية ، فإذا كان الإنسان قريبا منها أردته قتيلا !
وتجنبا للصواعق يوضع دائما قضيبا من الحديد فوق المبانى الشاهقة (مثل برج القاهرة) وقد يكون هناك اكثر من قضيب جانبى أيضا . وهذه القضبان موصلة بالأرض توصيلا جيدا ومارة بالمبنى من الداخل بشرط ان يكون الجزء العلوى منها بعيدا بعدا كافيا عن المبنى ولا يكون ملاصقا له ، فإذا جاءت الصواعق بأعلى المبنى فأنها تفرغ ما تحمله من شحنات فى الأرض عن طريق هذه القضبان فلا يصاب بأذى من كان داخلها ..