وكم من مقتول لم يمت بعد..!
تاريخ النشر: 24/05/12 | 5:52مع أن الجريمة التي وقعت بشعة ونكراء, ومع أن نوع الجريمة وطريقتها أبشع….الا أن مقتل وغدر المرحوم أحمد أبو غزال-طيب الذكر-من مدينة أم الفحم قبل أسابيع,لم يفاجئني بتاتا….ولطالما قلت وحذرت وأنذرت من خلال مقالاتي وكلماتي في كل موقع وفي كل مناسبة, أن أحداث من هذا القبيل متوقعة..وأكثر من ذلك أيضا….قلت ذلك مسبقا ومستبقا للأحداث ليس لكوني نبيا مرسلا في زمن لا نبي فيه..أو لأني ولي وعارف بالغيب..!ولكن وبكل بساطة..لأني أقول كلمة الحق في زمن كثر فيه النفاق من أجل المنفعة وانتشرت فيه ثقافة المصلحة..وبكل ثمن وأقول الحق في وجه سلطان جائر يطالب بالديمقراطية والحرية في سورية ومصر وليبيا ولا يريدها في أم الفحم,وأقول الحق في بلد لا مقوم للاعوجاج فيه الا قلة قليلة..!.
قالوا في الأمثال ان المكتوب يقرأ من عنوانه..ولذلك أقف بين أيديكم اليوم أهلي وأبناء بلدي سائلا, بل حائرا,لماذا كان لزاما علينا أن ننتظر الجريمة أو القتل أو حتى نذبح كالخراف في الشوارع حتى ندرك أن أم الفحم في خطر..؟وان المشروع البلدي برمته والمؤسسات على وجه الخصوص في قمة الخطر..أو بالأحرى القائمين على المشروع نفسه..!
هناك الكثير من الشخصيات الاعتبارية والكفاءات في أم الفحم,وفي كثير من المجالات وعلى مدار السنوات,تم قتلهم بطرق شتى,وعلى مسمع ومرأى,لا لذنب..إلا لأنهم لا يتقنون فن عبادة الأوثان والأصنام البشرية والطاعة العمياء المحببة على قلوب ال..!والأدهى والأمر…وقد تستغربون…وبمفاهيم و شرعية دينية..!لكنهم…أي هؤلاء الذين قتلوا وهذا الأهم…لم يموتوا بعد..!بمعنى أن هذه الجريمة التي وقعت في أم الفحم هي ليست الأولى من حيث نوعيتها…وقد لا تكون الأخيرة إن لم نتنبه قبل فوات الأوان..!
مشروع حراء لتحفيظ القرآن الكريم وأي مشروع مشابه لهو مشروع تربوي ديني مبارك,مع أني على قناعة أنه في زماننا هذا وفي عهد التكنولوجيا الذكية والمذهلة,لا نخشى على القرآن الكريم من الضياع بقدر ما نخشى على المسلمين من الهلاك..!وكنت اتمنى على القائمين على مشروع تحفيظ القرآن الكريم(حراء) أن يركزوا ويعلموا الأبناء والمرشدين تطبيق القيم القرآنية الكريمة والاسلامية في بيوتهم أولا ثم يقطفوا ثماره من خلال تعاملاتهم مع بعضهم البعض,ومع غيرهم ممن لا يتفقوا معهم بالآراء والمواقف..وهذا الأهم بنظري وليس حفظ القرآن لمجرد الحفظ والتغني به لتلقي الجوائز من عمرات وهدايا دون تطبيق وعمل..!
ثم على المرشدين أن يكونوا أهلا لذلك,خاصة وأننا نتحدث عن القرآن الكريم..! وكم مرة قلنا ان الرجل المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب..! الله أكبر..حتى تدريس القرآن لا يسلم من المحسوبيات في زماننا..؟والسؤال الذي أطرحه على من يدعون أنهم الحل,وكي لا تتكرر هذه المآسي في المستقبل, هل هناك جهاز رقابة يتابع مثل هذه المشاريع, أم أنها على “السبهللة..”
هل تعلموا لو أن حادثة غدر كتلك التي وقعت في أم الفحم وراح ضحيتها الممرض أحمد أبو غزال(رحمه الله ),وقعت في المجتمع الاسرائيلي مثلا أو المجتمع الغربي, لقامت الدنيا ولم تقعد ,ويتم الحديث عن الموضوع عبر وسائل الإعلام لمدة شهر كامل على أقل تقدير ويتم تدخل الأخصائيين النفسيين والعاملين الاجتماعيين وتخصيص يوم كامل لجهاز التربية والتعليم في ذاك البلد للحديث عنه وطرق تفادي أحداث مشابهة لو حدثت في المستقبل قبل أن تحدث, ولتم تشكيل لجان تحقيق ,ووجهت الاتهامات للقائمين على المشروع وصدرت الاحكام بحقهم أويتم إغلاق هذه المؤسسات ولو مؤقتا,حتى يتحققوا يقينا من سلامة ادارتها,خاصة وأن الحديث يدور عن مؤسسة تتعامل مع طلاب مدارس وقاصرين..!
هذه هي الأمم التي تحترم نفسها وتطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إن حرمة المسلم عند الله أعظم من حرمة الكعبة “, ولأن شيئا من ذلك لم يحدث في أعقاب جريمة القتل الأخيرة,آثرت أن أوجه رسالة إلى كل الفحماويين وغير الفحماويين أيضا, أن يتحققوا قبل إرسال ابنائهم الى أي مؤسسة غير رسمية حتى لو كانت مؤسسة لتحفيظ القرآن الكريم والتحقق من الشخص الذي يتعامل مع ابنائهم ويدرسهم, يتحققوا من سيرته الذاتية,أخلاقه,ماضيه,مؤهلاته,قبل فوات الأوان ويوم لا ينفع الندم..!وأن لا يكتفوا بالمظهر الخارجي للقائمين على المشروع أو ينخدعوا بزي…
ويا ليت أم الفحم تحاسب من أهمل في علاج القضية قبل تفاقمها,باعتباره متسببا في الإثم والعاقبة …..
بقلم : تيسير سلمان محاميد – أم الفحم
لا حول ولا قوة الا بالله