يجب أن نسلّح الرأس أولاً قبل أن نسلّح الأيدي
تاريخ النشر: 24/05/12 | 23:57العنوان أعلاه هو للأديب والسياسي الروسي « مكسيم غوركي »، وهو جملة تختصر الواقع المؤلم الذي يعيشه كثير من الناس الذين يظنون أحيانا أنهم يستطيعون الطيران في الهواء بلا أجنحة، فقط لأن أحدهم حلم في الليل بأنه “نسر محلقّ” ونسي أنه إنسان لا يستطيع القفز عن علو مترين دون أن يخشى كسر قدمه، لذلك وقبل أن نترك شبابنا ينفلتون من عقالهم دون سبب …..فنرى الكثير من الجهل في قرانا ومدننا ووسطنا العربي ونتركه بدون ان نبدي انزعاجنا او تذمرنا وكله من”باب ما دخلنيش وما خصنيش ” .
مؤخرا اصبح من المستحيل الدخول بساعات الظهيرة الى بلدتنا, فكل اخذ الشارع وسجله عقاريا لملكيته, فهناك من اشترى الشارع الرئيسي, وهناك ايضا من ضم اليه الاشارات المرورية مثل ذلك الذي وضع سيارته على اشارة قف….. فما يلزمك ان تقف وراء سيارته وتنزل من مركبتك مترجلا, فتتفقد التقاطع فارغا من السيارات. وهناك ايضا, من اشترى الأرصفة من كل الجهات, فتراه يضع كافة انواع السيارات العمومية والخصوصية والثقيلة, مما يحذو بك ان تلتف “وتدور الدورة مرة اخرى “.
عادات سيئه في شبابنا يجب ان نجملها قبل فوات الأوان, فلا يخلو شارع من وقوف سيارتين احد امام الاخرى, يتناولا اطراف الحديث, ومن ثم يمد يده ليسلم عليه من الشباك والاخر يمد يده وطابور سيارات من الخلف وطابور سيارات من الأمام, ومن يبدأ اول زامور ” ومن ثمه يبتباطئ حذراً, ليخفف من الانتقادات والشتائم حتى ان بعضها تصل لسابع جد……. وكان له من الابدى ان ينزل من سيارته في احد جوانب الطريق وان يتكلم مع صديقة بدون ازعاج واعاقة لحركة السير ….
صدقوني الأمثله في قرانا كثيرة وطويلة ومقززه, ولكن اتمنى على كل من يتصرف هذا التصرف, ان يفكر للحظة انه لو كان بجانبه زوجته وهي بطريقها للولادة, او احد اطفاله في حالة مرضيه خطرة, او شخص متوجه للصلاة في المسجد وبكل الظروف والاحوال وقد عطلت حركة السير بسبب كل ما ذكر, فاكراما لله اعقلوا لكي تكبروا في اعيننا واعين الغرباء.
اقرأ المزيد للكاتب ربيع ملحم في موقع بقجة
الكاتب ربيع ملحم