الكشف عن الوحدة 504 الإستخبارية ومقاتلي غزة أثناء العدوان
تاريخ النشر: 24/09/14 | 20:57كشفت صحيفة يديعوت، الأربعاء، تفاصيل سرية عن الوحدة 504 لجمع المعلومات الاستخبارية الميدانية في جيش الاحتلال الإسرائيلي وإسهامها في العدوان على غزة.
وتحدثت الصحيفة في تقرير مطول عن عمل الوحدة 504 وأهدافها وآلياتها وتحركاتها الميدانية، وقابلت بعض أفرادها وتحدثت إليهم عن عملية الجرف الصامد، والدور الذي لعبته هذه الوحدة خلالها.
نص التقرير الذي أوردته يديعوت:
ما زالت أحداث يوم القتال ذاك في مداخل خانيونس تثير التأثر في العاملين في الوحدة 504. حدث ذلك في اليوم السابع من العملية البرية في الجبهة المركزية في القطاع، فقد كانت قوة من المظليين في مهمة عثور على عيون أنفاق وأنفاق في منطقة مدنية مكتظة، قد سيطرت في المساء قبل ذلك على مواقع تتحكم بالمنطقة. وفي وقت قريب من ساعات الظهر المبكرة لوحظ ثلاثة مقاتلين من حماس خرجوا من أحد البيوت. لم تدع القوة النارية التي أمطروا بها لهم أي احتمال للنجاة فقتل الثلاثة.
وتبينوا وجود عين نفق في المبنى الذي خرجوا منه فاستقر رأي قائد السرية على الاستمرار على تمشيط المنطقة لكنه أبقى خلية تراقب عين النفق إذا ما خرج منها مقاتلون آخرون. ويبين محققو الميدان من الوحدة أنه ليس من المفهوم من تلقاء ذاته ألا تهاجَم عين نفق فورا. يقول ر. وهو من العاملين في الوحدة 504 كان يعمل في تلك الجبهة: “ذاك مكان يخرج منه مخربون يمكن أن يعرضوا مقاتلينا للخطر، فلماذا يُترك سالما؟ إن تفجيره هو الأسهل. لكنني بصفتي محققا ميدانيا ومسؤولا عن استخراج معلومات استخبارية تكتيكية من معتقلين يعتقلون في أثناء القتال، أفكر خطوة إلى الأمام. لأنه إذا كان خرج من عين النفق ثلاثة مقاتلين فلماذا لا يخرج منها مقاتلون آخرون؟ وإذا خرج آخرون فليس من الواجب بالضرورة أن يقتلوا في معركة، بل من الممكن التحقيق معهم واستخراج معلومات منهم تساعد قواتنا فيما يلي من القتال”.
وهكذا بقيت قوة صغيرة تراقب العين في حين استمر اكثر السرية على التمشيط. وكان في الخلف من ذلك اصوات اطلاق نار وانفجارات، وكانت أجهزة الاتصال تجلجل فيها أصوات القتال، لكن الخلية المضاءلة لم تصرف نظرها عن منفذ الخروج وكانت تنتظر. ومر نصف ساعة وساعة وساعتان منذ كانت المعركة مع رجال حماس الثلاثة. وفي الساعة الثالثة اصبح مقدار التوتر كبيرا لم يضعفه الزمن الذي مر، وهنا برز من داخل عين النفق شخصان.
تظهر في البدء الرؤوس فقط وبعدها نصف الجسم. ويمكن أن يُرى من خلال ركام المبنى الذي وجدت فيه القوة أن أيديهما مرفوعة إلى اعلى بعد أن طرحا سلاحهما أرضا. ويبين ر.: “يوجد مفهوم مخرب مسيطر عليه، ويحدث ذلك حينما تتفوق عليه من جهة موقع المراقبة وتسدد السلاح إليه، فأنت في منطقة محصنة وهو ليس كذلك، وأنت تسيطر عليه بعينك أيضا، وهو يعلم أنه في كل لحظة يحاول فيها أن يتذاكى تستطيع أن تقتله.
“وكان أول شيء أن أوصيت قائد السرية ألا يطلق النار على المخربين ولا يقتلهم، فهو يراهم تهديدا لكن المحقق الميداني يراهم مصدر معلومات. وبعد ذلك أحصل على إذن بالحديث إليهما. وصحت بهما مبينا لهما أنهما محاصران وأنه لا أمل لهما في مواجهتنا، وأمرتهما بالخروج ببطء وأن يقفا في مكان يمكن فيه أن نراهما رؤية كاملة، وطلبت حينها أن يتجردا من لباسهما وأن يبقيا بلباسهما الداخلي فقط. كانت الكثرة الغالبة من المخربين الذين خرجوا من عيون الأنفاق مقاتلين منتحرين ولذلك كنا نتحقق من عدم وجود عبوات تفجيرية عليهم. وقف كلاهما عاريا باللباس الداخلي فقط وأيديهما إلى أعلى وهنا يبدأ عملك وهو التحقيق الميداني”.
جفعاتي والسبعون غزياً
إن الوحدة 504 أو باسمها الحديث “فيلق الاستخبارات البشرية” من اكثر الوحدات سرية في الجيش الإسرائيلي. وتلتقط الصور للعاملين فيها دائما من الظهر في احسن الحالات، ولا تذكر أسماؤهم إلا بحرف واحد إذا ذكرت أصلا. ونقعد في المكان الوحيد الذي يكون مناسبا لهذا النوع من اللقاء لمقابلة جنود الوحدة وقادتها وهو غرفة في مركز التراث الاستخباري في غليلوت. وتقع القاعدة الوحيدة خارج النطاق بالنسبة لأمثالنا.
يراوح نشاط الوحدة السري بين محورين وهما تجنيد واستعمال عملاء في أراضي يهودا والسامرة وفي دول معادية تحاذي إسرائيل، والتحقيق مع الأسرى في الحياة العادية وفي الحرب. وتقاسم العمل مع جسمي جمع المعلومات الآخرين الموساد و”الشباك” جغرافي، فالموساد يعمل في أماكن أبعد و”الشباك” في أماكن أقرب وتعمل الوحدة 504 في الوسط.
لقد اصبح هذا الوسط مركبا ومعقدا وبخاصة بإزاء التغييرات في منطقتنا. إن لبنان وحزب الله جُذبا من الفوضى السورية لكن سجل في الآونة الأخيرة تأهب ما على الحدود مع بلاد الأرز، وليست حدود الجولان هادئة أيضا بعد أن سيطرت منظمات متمردين على مناطق في الجزء السوري من هضبة الجولان بدل جيش الأسد. لكن العقيد ع. قائد الوحدة 504 يوافق على أن يصوغ جملة غير واضحة واحدة فقط لها معان كثيرة فيما يتعلق بالأحداث في الشمال وهي قوله: “التطورات حولنا تتحدى كل الجهاز الأمني”.
ويقول ذلك من لا يجلس مرؤوسوه في مقاعد وثيرة في مكان مكيف محصن والسماعات على رؤوسهم وقوارير الشراب البارد في متناول أيديهم. وتحتاج الاستخبارات البشرية التي تسمى “يومنت” بخلاف “سيغنت” التي تعتمد على التقنية إلى لقاء مع بياض العيون، وتنطوي تلك اللقاءات على احتمال خطر كبير ولهذا يخطط لكل لقاء بين مستعمل وعميل وكأنه عملية تامة الأركان. وقد عرفت الوحدة في حزيران 2001 مبلغ كون العمل خطيرا حينما فقدت المقدم يهودا أدري الذي كان أحد مستعملي العملاء الأسطوريين في تاريخها. كان أدري ينتظر آنذاك في سيارته على جانب شارع الأنفاق في منطقة بيت لحم، متعاونا من الضفة كان يستعمله. وكان في السيارة حارسان لكن الفلسطيني نجح في المباغتة فأخرج مسدسا واطلق النار على قلب مستعمل العملاء. وبدأ مطلق النار الهرب لكن أحد الحارسين أفاق من صدمته وطارده ونجح في القضاء عليه. وأصبحت تلك اللقاءات منذ ذلك الحين عمليات حراسة معقدة يخطط لأدق تفاصيلها.
إن المادة الاستخبارية التي يجمعها المحققون مع الأسرى بخلاف مستعملي العملاء، يتم الحصول عليها في أثناء القتال. “يكون معظم جهد الوحدة وقت القتال في مجال التحقيقات الميدانية لأنه يصعب استعمال العملاء في هذه الأوقات فهم يخشون التجول”، يبين العقيد ع.، “المعلومات التي يستخرجها المحققون من الأشخاص الذين يعتقلهم المقاتلون في مناطق المعارك يمكن أن تنقذ أرواحا وأن تغير خطط هجوم أو دفاع. وتتم التحقيقات في الميدان، في بيوت سيطر الجيش الإسرائيلي عليها تحت اطلاق النار أحيانا. وإذا كان الأسير مطلعا على معلومات استخبارية محتملة ينقل للاستمرار على التحقيق معه في البلاد”.
يقول المقدم هـ. رئيس فرع التحقيق في الوحدة الذي سيعين قريبا نائبا لـ ع.، أنه لا بديل من اللقاء الشخصي في عمل جمع المعلومات الاستخبارية. ويقول إن استعمال العملاء والتحقيق مع الأسرى في الميدان هما أساسا جمع المعلومات البشرية السرية الميدانية. “يوجد الكثير من المجسات في المجال لكن اليومنت هو الذي يعطي الصبغة والرائحة آخر الأمر، وأنت تستطيع بالاتصال بالشخص فقط أن تعرف أشياء ليس من المحتمل أن تعرفها بالجمع التقني للمعلومات. وكان هذا الإدراك موجودا دائما، وأذكرك بأن يوشع بن نون استعمل شبكة جواسيس. ولم يفِ الجميع بالمهمة التي أوكلها إليهم في الحقيقة، لكن ذلك كان البدء”.
دخلت الوحدة 504 المعركة في غزة مع قوة احتياط فاعلة جندت قبل ذلك لعملية “عودوا أيها الإخوة” في الضفة. يقول القائد ع. “كل المحققين مع الأسرى في الوحدة رجال احتياط. وقد جندناهم في البدء كي ينضموا إلى القوات التي كانت تبحث عن الفتيان الثلاثة المخطوفين. وانتقل أولئك الأشخاص وهم بضعة عشرات من عملية إلى عملية أخرى وأتموا خدمة احتياطية متصلة بلغت 50 – 60 يوما”.
إن غزة لا توجد البتة في الأيام المعتادة على خريطة الوحدة 504، فالشباك هو المسؤول عن تجنيد عملاء في القطاع لاستعمالهم. لكن جنود الوحدة زمن الحرب يعملون في كل منطقة تجري فيها معارك، ويستخرجون معلومات استخبارية من الأشخاص الذين يعثرون عليهم في الميدان. “لأننا لا نعرف القطاع من النشاط الجاري، انحصر جهدنا في التحقيق مع المعتقلين الذين اعتقلتهم القوات المقاتلة”، يقول ع.، “وقد ضُم محقق منا إلى كل قوة عملت هناك، وكلما زاد دخول القوات إلى المناطق المأهولة اصبح الاحتكاك المباشر اكبر”.
خدم احتياطيو الوحدة الاستخبارية الخدمة النظامية كمقاتلين. ويُلحق كل واحد منهم اليوم بكتيبة مقاتلة أخرى ويتدرب معها استعدادا للحرب. “يمثل محققي في التدريبات تحقيقات كي يعرف قائد الكتيبة والضباط والمقاتلون قدراتهم”، يقول المقدم (احتياط) أ، ابن الـ 52، وهو قائد كتيبة المحققين الميدانيين في الوحدة 504 في أوقات الطوارئ، ونائب المدير العام لشركة بيع بالجملة في الحياة المدنية.
مع من يحققون في التدريبات؟
“مع واحد من الفتيان من الوحدة يمثل دور أسير. ولا يكون المحقق يعرفه أصلا ولم توجد بينهما أي صلة في الماضي”.
هل تستعمل القوة ضد المعتقلين؟
“لا أبدا لا يوجد شيء كهذا”، يقول المقدم هـ. “إن استعمال القوة في التحقيق الميداني لا يستخرج معلومات ولهذا فان التحقيق مهارة مكتسبة. يجب ان تعرف اللغة العربية معرفة عالية وأن تعرف اللهجات المختلفة وأن تكون ذا ذكاء عاطفي عال وقدرة على التواصل مع الآخرين. إن غربالنا ضيق جدا ولا يمكن أن تكون مندفعا قصير الفتيل. تخيل أنك تجلس مع رجل من حماس في خانيونس تحقق معه وقت القتال، فيقول لك بسبب ضغط قوي تستعمله عليه معلومة يظن أنك تريد سماعها، لكنها ليست الحقيقة بالضرورة. إن كل دقيقة تستخرجها منه يجب أن تُخرج عن رغبة في التعاون”.
قضى ن.، وهو في الـ 34 من عمره، وهو محقق ميداني في الاحتياط ويدير مشروعا أعماليا في شركة كبيرة في الحياة المدنية، قضى أيام الحرب ملازما في لواء جفعاتي. “كنت في الخدمة النظامية في لواء الغور، جندي حواجز وكانت عربيتي عربية حواجز، وبعد تسريحي من الخدمة بسنين اتجهت إلى دراسة اللغة بصورة خاصة. وقد أوصى بي الوحدة 504 شخص أعرفه وبعد أن جرت علي تصنيفات واختبارات نفسية بدأت الأعداد. لكن حينما تدخل الحرب تدرك مبلغ أهمية عملك. اعتقل جفعاتي اكثر من 70 غزيا وكان اكثر من نصفهم محقق معهم قيميون أي من أولئك الذين يقدمون معلومات فعالة”.
أعطنا مثالا على معلومات استخبارية فعالة. كان ثمانية عسكريين جالسين في غرفة وكانت أنظار سبعة منهم مركزة على فتاة هي ضابطة من قسم امن المعلومات. وكان هزها رأسها يمكن من استمرار الحديث أو يقطعه وكل ذلك يتعلق بالتعبير. بحيث كان ن. ينظر إليها وينتظر هزة رأسها وأجازت له بعدم رغبة ظاهر الاستمرار لكن بحذر.
ن.: “في احدى الليالي كان يفترض أن يدخل نائب قائد اللواء مع قوة إلى منطقة جنوب خانيونس وجاء وقال لي أنه ليست عنده معلومات عن المنطقة التي يعمل فيها: معلومات عن عبوات ناسفة، وبيوت مفخخة ومواقع كمائن وقناصين ومواقع رقابة وعيون انفاق، وهذه تفاصيل يمكن أن تغير الخريطة الهيكلية للمهمة وتنقذ أرواحا. وجئنا بتلك المعلومات لرفاقنا الذين حققوا مع المعتقلين الذين أخرجناهم من الميدان إلى موقع لنا في البلاد”.
ما هو ذاك الموقع؟
هـ: “أنه موقع اعلم قبل القتال لتستعمله الوحدة وتم إعداده للمهمة في بداية العملية وقد جئنا إلى هناك بحمامات ومراحيض ومطبخ وعيادة وكل ما يحتاج إليه”.
ن: “لكن ليس كل من حققنا معه في الميدان اخرج من غزة إلى موقع التحقيق في البلاد. ولأننا البالغون في الميدان ولأننا رجال خدمة احتياطية ندرك ان ليس ذلك لعبة اسود ابيض وان الواقع مركب من الرمادي أيضا. ونظرتنا إلى السكان في الميدان مختلفة فهم ليسوا جميعا أعداء من وجهة نظرنا. وقد تحدثنا إلى غير قليل من الفلسطينيين الذين علقوا في مناطق القتال لأنهم لم يكونوا يعرفون مكانا يتجهون إليه لان حماس لم تدعهم يهربون، وقد حاولوا لكن المنظمة أغلقت شارع الهرب في الحي، أما أولئك الذين حاولوا الهرب في شارع آخر فضربوا بالهراوات أو اطلقت حماس النار عليهم”.
“لكن من المهم ان ندرك”، يريد أ قائد الكتيبة أن يؤكد “أننا قمنا آخر الأمر بقتال في منطقة مدنية مكتظة بحيث لا يحتمل ان يكون المدنيون هناك غير عارفين بالبنى التحتية التي أنشأتها حماس، فليس من المحتمل ان تحفر عين نفق داخل مسجد ولا يعرف الجمهور ذلك. ولهذا فان السكان مطلعون اطلاعا كبيرا على معلومات استخبارية”.
شباح وقميص وقيد
من الصور التي تتذكر من أيام النشاط البري خلال عملية الجرف الصامد صورة التقطت في منطقة القطاع يظهر فيها نحو من عشرين شابا محليا لا يلبسون سوى اللباس الداخلي وأيديهم على رؤوسهم. وقد اعتقل 190 أسيرا في الحاصل العام في العملية يفضل الجيش الإسرائيلي ان يسميهم “موقوفين” لأنهم لا ينتمون إلى جيش نظامي لدولة معادية. وأخذ 150 منهم مثل أولئك الشباب في الصورة المشهورة ليحقق معهم في موقع التحقيق الذي أنشأته الوحدة في مكان ما جنوبي البلاد وبقي عشرات منهم – ولا يذكرون في الجيش عددا دقيقا – يعتقلون في إسرائيل. ونقلوا ليعالجهم الشباك.
“ان حقيقة ان اكثر المحقق معهم ابقوا في الميدان أو أعيدوا إلى غزة بعد التحقيق معهم في الموقع في البلاد تشهد بموضوعية”، يقول أ. “فنحن لم نبحث عن ان نرسل الرجال عبثا إلى السجون بل حققنا واستخرجنا معلومات استخبارية وجهت إلى القوات الميدانية واطلقنا سراحهم ليعودوا إلى بيوتهم”.
ويتحدث ر. ابن الـ 44 وهو مدير عام لشركة أثاث في الحياة المدنية عن ان كل تحقيق يبدأ بفحص امني. “نفحص قبل كل شيء عن أنه لا يوجد على المعتقلين عبوة ناسفة. ونربط على عيونهم شباحا أو قمصأنهم مع الأيدي مقيدة إلى الخلف ونبحث عن مكان آمن كمبنى لم تصبه قذيفة وهو يقف سالما تقريبا. ومن المهم ان نعزلهم عما يحدث في الخارج كي لا يخشوا ان يروا وهم يقادون إلى التحقيق، ونجلس معهم كما نجلس الآن بيد أنني امسك بدفتر وقلم ومن الخلف على مسافة آمنة يحرسك المقاتلون فهم معك لكنهم ليسوا جزءا من المشهد. وهذا ما يسمى تحقيقا أول وتحاول ان تستخرج من المحقق معه علما بالتهديدات في المنطقة التي توجدون فيها كعيون انفاق وقناصين أو مواقع مفخخة وعبوات ناسفة”.
ومإذا يحصل إذا لم يتعاونوا؟
“حاول لحظة ان تدخل المشهد، أنها حرب تسمع فيها من كل صوب أصوات اطلاق النار من جميع الأنواع. وأنت تجلس إلى شخص ما كان يعتقد منذ لحظة ان موته وشيك وربما أراد ان يموت، فالحديث إلى ذلك عن شخص تم تدريبه واستعد استعدادا طويلا لقتلك. فانت عدوه ولذلك يكون في وضع نفسي قاسي ويكون خائفا. ومهمتك ان تحوله من وضع وعي من كان يعتقد قبل لحظة فقط أنه ماض إلى موته إلى وضع وعي من انتهت الحربة بالنسبة إليه وأنه لن يموت”.
وكيف تفعلون ذلك؟
“نهدئ جأشه ونبين له أنه في ضائقة لكن ننظر إليه ونقول له أنكما الاثنين ستخرجان من هذه الضائقة معا وأنت لا ترفع صوتك بل تتحدث بهدوء وتهتم بأن يكون مركزا وتبين له الوضع رويدا رويدا وتسأله عن اسمه واسم عائلته واسمي والديه. وإذا لم تكن قادرا منذ أول لحظة على تهدئة جأشه وإشعاره بأنك الصديق والوالد والأخ في هذه اللحظة الفارقة فلن تنجح في استخراج شيء منه، ونحن نسمي هذا عندنا الإتيان بالمحقق إلى “وضع قبلة” وهو الوضع الذي يختار فيه بمبادرته التعاون وان يتحدث بصورة حرة جراء الشعور الطيب الذي تمنحه إياه”.
هل تحدث الاثنان اللذان خرجا من عين النفق في خانيونس؟
“كثيرا. وتعال نقل أنه يوجد اليوم مظليون ظلوا أحياء بفضل المعلومات التي تم استخراجها من أولئك الاثنين، فقد استخرجنا منهما معلومات عن مجموعة مباني كانت قوة من اللواء توشك ان تدخلها مع أبواب مفخخة وفي ضمن ذلك أيضا السبيل التي تلتف عليها، ولم تكن القوة عارفة بما سيقع. واستطيع أن أقول بيقين أنه لو لم تأت تلك المعلومات لقتل منا آخرون لان قوات أخرى دخلت مجموعة مبان مفخخة أصابتها خسائر قاسية جدا”.
مإذا كان انطباعكم عن رجال حماس الذين اعتقلتموهم؟
ر. “فوجئت. لم اكن اعلم أنهم أذكياء بهذا القدر، فمن المعتاد ان نظن في المخرب أنه خريج ثماني سنوات دراسية أو عشر في احسن الحالات، وأنه ابكم متطرف غارق في الكراهية، لكنك تجلس بإزاء شخص كأحد هذين اللذين خرجا من عين النفق في خانيونس ويتبين لك أنه أنهى الدراسة في معهد وتعلم مهنة توسع العلم وأنه تدرب سنتين تقريبا بالانضمام إلى حماس وأنه يجري في كل مساء على شاطئ البحر وكان يرفع الأثقال وانضم إلى قوة صاعقة خاصة. ولغته مستواها عال ويحدثك ذلك الشاب عما يحدث في غزة لكنه عالم بما يحدث في العالم خارج غزة، وتسمع منه أيديولوجية قاسية لكنه يظهر انفتاحا أيضا وكان ذلك جذابا لي”.
ويقول أ. قائد الكتيبة إن مستوى رجال الذراع العسكرية من حماس قد تحسن منذ لاقوهم آخر مرة في عملية الرصاص المصبوب قبل خمس سنوات ونصف. “الحديث اليوم عن مقاتلين ذوي مستوى مختلف تماما وليست هذه قصيدة مدح لحماس لكنهم مروا بمسارات استخلاص دروس وتطوير القدرة القتالية، وليس الحديث عنهم جميعا لكن عددا من الأشخاص الذين حققنا معهم هم أشخاص نوعيون وقدرتهم على القتال والبقاء مدهشة، فقد انفقوا عليهم أعدادا عسكريا وأيديولوجيا عظيما واشتمل ذلك على أعداد عسكري لدول معادية”.
ر. “أعود إلى الاثنين اللذين خرجا من عين النفق. سألت خريج المعهد عن الوقت الذي قضياه هناك في الأسفل فأجاب أنه أسبوعان، كانا ينامان مدة أسبوعين في فرش ميدانية يأكلون التمر ويشربون الماء وقال لي أنهما كانا قادرين على البقاء على هذا النحو في اسفل فترة طويلة شهرا ونصف على الأقل. فقد دربوهم على الانتظار في صبر إلى أن تجتاز قواتنا خط عيون أنفاقهم وحينها يخرجون لمهاجمتنا من الخلف”.
فلماذا خرجا إذا مرفوعي الأيدي؟
“ربما لأنهما رأيا ما حدث لرفاقهما الذين خرجوا قبلهما ببضع ساعات وقررا أنهما لا يريدان الموت. وقضيا بضع ساعات في اسفل ليترويا في التفكير واختارا الخروج من الحرب حيين”.
هل انطبع في ذهنك أنهما يكرهوننا؟
“لم اسأل ولم يقل لي احد أنه يكرهني لكن اجل أنهما يرياننا أعداء. وقال لي احدهما أنه لا خيار له وأنه يجب ان يجد مصدر رزق وهذا هو العمل الذي وجده”.
هل هما في الذراع العسكرية؟
“أجل، إن المقاتل في الذراع العسكرية لحماس يعتاش من ذلك. وقال لي ذلك الشاب أنه كان في البداية في موقع مراقبة وتابع بعد ذلك ليصبح مقاتلا، فهو يعمل في هذا العمل بصورة دائمة ويكسب 120 شيكل كل يوم وهذا مبلغ لا بأس به في القطاع، ويستعمل المراقبون في وظائف جزئية تدر عليهم من 30 – 60 شيكل لكل يوم عمل”.
من يصدر الأمر؟
إن الخطر المصاحب للعمل الملازم لكتائب المقاتلين جبى من الوحدة 504 ثمنا في عملية الجرف الصامد. ففي 21 تموز قتل بتبادل اطلاق نار جنوب خانيونس الرائد اوهيد شيمش الذي كان في الـ 27 وهو محقق ميداني ضم إلى كتيبة المظليين. وفي معركة حدثت في الوقت الذي كانت فيه القوة تنتقل من بيت إلى بيت جرح أيضا 13 ضابطا وجنديا وقتل 9 مخربين فلسطينيين.
يقول ر. الذي تولى قيادة كل المحققين الميدانيين الذين انضموا إلى اللواء الأحمر ان المعلومات التي جمعها شيمش في القتال كانت مهمة واستعملت لإعلان أهداف لسلاح الجو. “في احد الأيام لاحظت قوته خلية كانت توشك ان تطلق قذيفة صاروخية على إسرائيل وهي في مرحلة تنظيم نفسها”، يقول، “وبالطبع أراد الرفاق ان يطلقوا النار عليهم ويقضوا عليهم لكن اوهيد اقنع قائد السرية واصر على ذلك حقا بالا يقضوا عليهم برغم ان ذلك احتاج من الجنود إلى تنفيذ عملية تطويق لجعلهم يستسلمون. وقد ادرك ما تنطوي عليه المجموعة من معلومات استخبارية، وقد منحه اعتقالهم معلومات كثيرة لم تكن عندنا، فقد استخرج اوهيد منهم معلومات عن 15 نقطة اطلاق صواريخ وهي معلومات نقلت فورا إلى سلاح الجو الذي حسم الأمر في خلال دقائق وقصف تلك النقاط. وفهمنا من المخربين كيفية استعداد حماس في تلك المنطقة وأين يوجد المراقبون وما هو السلاح الذي يحملونه، وفهمنا طريقتهم أيضا: المسافة التي يقفون فيها عن آبار اطلاق الصواريخ المدفونة وينتظرون فرصة الخروج لإلقام قواعد الإطلاق بالقذائف الصاروخية وكيف يتجولون في الميدان ومن يصدر إليهم أوامر الإطلاق وبأية وسيلة – هل بالهاتف أم بجهاز اتصال”.
ويقول أ. “هل ترى ان الوحدات الاستخبارية غير الموجودة في الميدان تستطيع الإتيان بمثل هذه المادة؟ قد يستطيع أولئك الذين يجلسون والسماعات على رؤوسهم اعتراض مكالمة نستدل بها على نقطة اطلاق صواريخ واحدة، فالحديث هنا عن رجل ميداني من الوحدة 504 جاء بمعلومات استخبارية عن 15 نقطة. وما نقوله هو أنه مع كل الاحترام لوسائل الرقابة المتقدمة ولتقنية الهاي تيك المتقدمة، لا بديل عن العامل البشري. وأنت تستطيع حينما يوجد محقق معه أو عميل ان تسأله أسئلة وان تحادثه وان تفهم ما هي خبيئة الأمر. وأنت تسمع بالتنصت شيئا ما ويكون عندك مكان للتأويل لأنه ليس كل شيء مفهوما. أما شيمش فجاء بمعلومات لم تحتج إلى تأويل”.
تقرير مضحك ومتناقض والاغلب كلام فارغ وغير صحيح لاظهار البطوله لان من يفاتلون من المجاهدون لا يسلمون انفسهم بسهوله ولا يعطون معلومات بسهوله من يسمع الكلام اعلاه يحس وكان المجاهد ما ان يظهر لا يفاوم ويوقع نفسه بالاسر بسهوله وكانه في رحله وليس جهاد او كان رجال هذه الوحده الني ليس لهل وجود في رحله او نزهه استخفاف بعثول الناس وخاصه الشعب اليهودي الغب ي