جريمة تهز لندن: والدان باكستانيان يقتلان ابنتهما امام اختيها وشقيها
تاريخ النشر: 25/05/12 | 10:44هزت جريمة ‘شرف’ ارتكبها والدان مسلمان اصلهما من باكستان ضد احدى بناتهما الثلاث بقتلها خنقاً المجتمع البريطاني من خلال ما كشف من تفاصيل هذه الجريمة في محكمة مدينة تشستر في انكلترا. وليست هذه المرة الاولى التي ترتكب فيه عائلات من اصول باكستانية او بنغلاديشة او افغانية مثل هذه الجريمة في بريطانيا. ويعود ارتكاب معظم هذه الجرائم الى وصول الوالدين من بلدهما الاصلي مشبعين بتقاليد ذلك البلد وعاداته، ثم نشوء ابنائهم وبناتهم في مجتمع غربي متحرر يتلقون عاداته ويميلون الى اتباعها وهو ما يفجر الصراع بين الآباء وبنيهم، خصوصاً الاناث. وقد نشرت صحيفة ‘ذي تايمز’ اليوم تفاصيل ما دار في محكمة تشيستر امس، وهنا نص تقريرها: في ذروة مشادة حول عدم ارتداء شافيلي احمد كنزة لتغطية كتفيها العاريين، أمرت الأم زوجها ‘بالقضاء عليها هنا’، وفقا لما قيل في المحكمة. الشقيقة الصغرى للقتيلة المراهقة بكت وهي تخبر محكمة التاج في تشيستر أنها هي وإخوتها شاهدوا أمهم واباهم يقتلان أختهما الكبرى على الاريكة، في بيتهم ببلدة وارينغتون في مقااطعة تشيشاير. أليشا أحمد، التي تبلغ الآن 23 عاما، قالت إن والديها ضربا أختها قبل أن يغطيا فمها بكيس بلاستيكي ابيض، وأبقيا ايديهما فوق فمها لمنعها من التنفس. وشاهد الأطفال مقاومتها، وكانت تركل بقدميها بشدة قبل ان تموت.
أصغى افتكار أحمد، 52 عاما، اثناء إدلاء ابنته بشهادتها من وراء ستار. وكانت زوجته فرزانة بجواره. بكت الام، ومسحت دموعها بمنديل. ويقول الادعاء إن الزوجين قتلا شافيلي، 17 عاما، وهي تلميذة متفوقة وواعدة، كانت تطمح ان تصبح محامية في أيلول (سبتمبر) 2003 لانهما رفضا رغبتها في أن تعيش حياتها على النمط الغربي، ولانها قاومت رغباتهما في ترتيب زواج لها.
وقالت أليشا احمد للمحكمة إنه خلال رحلة إلى باكستان ابتلعت أختها مبيض الملابس، لانها كانت تخشى أن والديها اعتزما إبقاءها هناك. واحتاجت علاجا سريعا في اوتام، بولاية غوجرات، وأمضت ثلاثة شهور في حالة مرض قبل ان تعود إلى بريطانيا. ونشب شجار بعد عودة شافيليا وحصولها على نموذج التحاق بكلية جديدة، وانتهى الشجار بقتلها.
وبدأت الأم الشجار مع شافيلي من اللحظة التي نقلتها فيها بالسيارة من عملها الجزئي الساعة التاسعة ليلا، حسب اليشا. وكانت الام غاضبة لان شافيلي كانت ترتدي قميصا من دون اكمام، وتحمل شالها بيديها.
وأضافت أليشا: ‘كانت امي غير مسرورة لأن شافيلي لم تكن ترتدي سوى قميص من دون أكمام. وكان بجوارنا سيارة فيها أناس آسيويون يمكن ان يروها. وكانت تصرخ على بنتها’. واضافت إن شافيلي لم تقل شيئا خلال الرحلة التي استغرقت عشر دقائق. وتواصل الجدال في البيت عندما أخبرت الأم زوجها بما حدث. وأمرا أخاها، جنيد، بأن يفرغ حقيبة يد شافيلي بحثا عن أرقام هواتف لشبان أو نقود. ووجدوا ورقة نقدية قيمتها 20 جنيها استرلينيا. وفي هذه اللحظة قالت الام: ‘فقط خلص عليها هنا’، باللغة الأوردية.
وقالت أليشا إن والدها دفع شافيلي نحو ركن الاريكة. وأضافت إنها شاهدت مع إخوتها أباها وأمها يضربانها. واستطردت أليشا باكية: ‘كانت شافيليا مرتعبة كالمعتاد’.
ولم تستطع تذكر أي من والديها هو الذي انتزع الكيس البلاستيكي من كرسي قريب، لكن الكيس وُضع بسرعة داخل فم شافيليا، واطبقت أيدي الأبوين على فمها. وقالت إن والدها كان يثبت ابنته بوضع رجله على بطنها. وكانت شافيلي تركل. وكل ما رأته من شافيلي هو عيناها اللتان كانتا ‘واسعتين جدا’.
واضافت :’يمكنكم القول إنها كانت تكافح لاستنشاق الهواء. وبللت نفسها لانها قاومت بشدة’. وسألها أندرو إيدش من الادعاء العام: ‘هل جاء وقت توقفت فيه عن المقاومة؟’ وأجابت: ‘نعم. حدث هذا بالفعل، وكانت قد أسلمت الروح’.
وسئلت ماذا فعل والداها بعد ذلك فقالت: ‘بقيا يشدان بايديهما برغم انها توقفت عن الصراع، لما بين 15 و 30 ثانية’. وقالت ان شقيقتيها وشقيقها ركضوا الى خارج الغرفة منزعجين. واضافت الآنسة احمد: ‘تجمدت مصدومة. واعتقد ان ابي سحبها عندئذ عن الكنبة ووضعها على الارضية بطريقة قاسية جداً. كان وجهها الى الاعلى. واتذكر بعد ذلك مباشرة انه لكمها في صدرها بلا سبب، مرةً واحدة فقط’. وقالت للمحلفين انها هربت الى الطابق العلوي لتضم الى شقيقتها وشقيقها لكنها عادت لترى امها وهي تنفل ملاءات. ورأت ايضاً اكياس قمامة بلاستيكية، وشريطا لاصقاً بنياً وبكرة شريط لاصق اسود اللون.
في وقت لاحق نظَرَت من نافذة احدى غرف النوم ورأت والدها وهو يحمل شيئاً. وقالت: ‘بدا ذلك الشيء مثل شقيقتي شافيلي’.
وتذكرت عودة سيارة والدها في ساعات الصباح الباكر. وقالت: ‘اعتقد انه قيل لنا في ذلك الصباح او بعد عودتنا من المدرسة ان شافيلي هربت من البيت. كان هذا ما ينبغي ان نقوله اذا ما سألنا اي احد’. وقالت ان معلمة سمعتها في المدرسة وهي تتحدث مع شقيقها عن مقتل شقيقتها، وفي وقت لاحق روت المسألة لاصدقاء في مبنى المراحيض قائلة ‘ابي قتل اختي. اتذكر اني قلت انه قطعها ارباً ولكن لا اعرف لماذا’.
بعد ان اعتقل والداها للمرة الاولى، اجريت معها مقابلة وقالت انها تعتقد ان شافيلي قد هربت. وسئلت لماذا قالت ذلك فأجابت: ‘كنت خائفة.’. وسئلت ما الذي خافت ان يحدث فردت: ‘نفس الشيء الذي حدث لأختي’.